أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - احترامي للحرامي














المزيد.....

احترامي للحرامي


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تدعونا نستشهد بقول الشاعر:
-
المُســتجيرُ بعمروٍ عِنـدَ كَربَتِهِ
كالمُستَجيرِ مِن الرَّمضاءِ بالنارِ
-
كتبت كثيرا عن هيت تاريخا وتراثا وحضارة. كتبت عن أعلامها وعن كرم أهلها وطيبتهم. وكتبت عن نكبتها التي أصابتها وأهلها من جراء احتلال تنظيم داعش الإرهابي لها. وفرحت بتحريرها ونظمت للمُحررين أحلى القصائد. ولن يَجفَ مداد قلمي في الكتابة عنها وعن أهلها ما دمت حيا.
-
ما يؤسفني اليوم أن أكتب عنها شيئا ما كنت أتمنى أن أكتبه ولا أن يقرأه أحد. أكتب اليوم عن ظاهرة استشرت في هيت بعد تحريرها وهي ظاهرة سرقة دور المواطنين المُهجرين عنها قسرا والذين يودون العودة اليها اليوم قبل غدٍ. وقد سبق لي أن كتبت عن هذا الأمر بتاريخ 28 / نيسان / 2016 بعنوان (الناس خربت والملح شال إيده).
-
أكتب اليوم – وليس من عادتي أن أكتب عن أمر خاص بي – عما جرى لي شخصيا من أجل أن أضع الحقيقة أمام المسؤولين عن حماية أمن المدينة وتنظيفها من داعش، وتأمين استقرارها لنعود اليها بعد سنتين من الغربة والنزوح والتشرد.
-
لقد دُمر بيتي ووصلتني صور دماره ونشرت الخبر في صفحتي هذه بتاريخ 3 / مايس/ 2016 ونشرت بعضا منها وما زلت احتفظ بالكثير. وبعد أن تأكد لي من خلال ما ينشره الأخوة والأصدقاء عن حالات السرقة التي تقع في هيت في الأيام القليلة الماضية، قررت أن أنقل ما تبقى من آثاث ومواد منزلية الى مكان آمن.
-
بدأت بتنفيذ قراري وكلفت من أثق به بالأمر وحين أراد المباشرة بالعمل قالوا له (ممنوع) تنقل الأثاث إلا بموافقة أصولية، وتم الحصول على كتاب الموافقة من الجهة المختصة. وهذا الإجراء أمر مُفرح ويعني أن الدنيا بخير، وأن الجهات المسؤولة عن أمن المدينة (مُسيطرة) على الوضع ولا تسمح بالعبث بأموال (المشردين).
-
اليوم وبعد أن تم نقل ما تبقى لي من (شقاء العمر) صُدمت حين علمت بأن المتبقي من آثاث البيت هو المُدمّر وثقيل الوزن فقط، واعتقد أن السُراق أجلوا سرقتهم له الى وقت لاحق. وتأكد لي بما لا يقبل الشك وهو موثق بالصور بأن أكثر من 70% من الأثاث الذي كان موجودا بعد تحرير هيت قبل أربعة أشهر قد سُرق في خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر آب.
-
وتشير المعلومات إلى أن السُراق هم (حرامية بيت) فهم يعرفون أهل الدور جيدا، وهم يسرقون في وضح النهار بعد استطلاع ومراقبة، ويستخدمون في سرقاتهم وسائط نقل مختلفة، وهم جماعات وليسوا أفرادا، والدليل هو أنهم سرقوا من بيتي –وعلى سبيل المثال-(سبلت كنتوري قوة خمسة أطنان) وهذا الجهاز معروف بكبر حجمه وبثقل وزنه. وتشير المعلومات التي تخص سرقة أثاثي إلى أن السُراق كانوا ثلاثة يرتدون زيا عسكريا ، ويقودون (طرطوره) بيضاء.
-
وأيا كان انتماء هؤلاء الحرامية وانتسابهم، وسواء كانوا حشدا أو عسكريين أو مواطنين، وسواء كانوا من أبناء هيت أو من غيرهم؛ فأن على القوات الأمنية التصدي لهم ومحاسبتهم وهذا واجبها القانوني والأخلاقي. وأعتقد بأن الأثاث المسروقة ما زالت موجودة في داخل المدينة؛ فليس من المعقول أن يخرجها السراق الى خارج المدينة إلا إذا كانت بمباركة من (مسؤول).
-
أقول للسادة قائد عمليات البادية، وقائد الفرقة السابعة، وآمر اللواء 73 وآمر اللواء الذي قبله: إذا كنتم لا تستطيعون حماية أثاث النازحين المغلوبين على أمرهم من السرقة ؛ ولم تلقوا القبض على حرامي واحد؛ فلا أظن أنكم قادرون على حماية المدينة وأهلها، بل أنكم غير قادرين على تحريرها وتنظيفها من الدواعش، وما علينا إلا أن نبحث عن مأوىً يأوينا.
-
أدعوكم يا سادة يامن أُوكل اليكم أمر أمن المدينة، أن تكونوا أهلا للثقة وأن تسعوا الى تحرير جزيرة هيت والبدء بتحرير حي البكر، فبدون ذلك لن يَعَم الأمانُ المدينةَ ولن تحمى أرواح الناس، ولن تحفظ أموالهم، ولن يعود النازحون. وعليكم أن تعرفوا بأنه كلما تأخر موعد تحرير الجزيرة كلما فقدنا الكثير من الأحبة، وفقدنا بقايا ما نملك. وربما نعود الى بيوتنا فنجدها أثرا بعد عين، وأتمنى أن نعرف (مين فينا الحرامي)، ولا تدعونا نردد قول الشاعر:
-
المُسـتجيرُ بعمروٍ عِنـدَ كَربَتِهِ
كالمُستَجيرِ مِن الرَّمضاءِ بالنارِ
-



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحنا وين وعلي وين
- قراءة في قانون العفو العام الجديد
- لسنا أبناء زنا يا ......
- هؤلاء هم الدواعش
- علم من مدينتي - مهدي نعمان محمد الهيتي
- أمك جابتكْ واحنا ابتلينا
- الهَمْبَلَهْ
- قراءة في وثيقةعهد أهل الأنبار
- بعيدا عن السياسة قريبا من الدِعْبَل
- شگد حلوة الديمقراطيه
- ادور على الصدگ يا ناس
- لا تحزن يا ابن شفيعه
- أنا الهيتي
- لم من مدينتي -حميد مخلف الهيتي
- نايم يا شليف الصوف... نايم والحرامي يحوف
- هل انتم قائلون؟
- نُحبُ الانبار ولكن!
- المَعْمُورَةُ
- قصة طاق هيت
- هكذا كان المعلم وكان المسؤول


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - احترامي للحرامي