أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - الخلاف والاختلاف وأشياء أخرى














المزيد.....

الخلاف والاختلاف وأشياء أخرى


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5297 - 2016 / 9 / 27 - 00:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قال أمير الشعراء أحمد شوقي في مسرحية" مجنون ليلى”:
-
ما الذي أضحك منّي الظبياتُ العامرية
ألأني أنــا شــــيعيٌ وليلى أموية ؟!
اختلافُ الرأي لا يُفسد ُللود قضية!
-
هل كان العاشق صادقا الى الحد الذي قال فيه قوله هذا متحديا اختلاف المذهب ؟ وهل حقا أن اختلاف الآراء أمر طبيعي عند أبناء آدم وحواء ؟ وهل صدقوا فيما قالوا: "الناس فيما يعشقون مذاهبُ"؟
-
في الحقيقة إن اختلاف الآراء أمر طبيعي بين البشر، ويحدث حتى داخل البيت الواحد، بشرط الا يتحول الى خلاف؛ فالخلاف نِزَاعٌ، وخُصُومَةٌ، وفيه قطيعة وتسفيه وتجريم وطعن. وقد يصل الى التكفير والرجم والقتل، عندها نخدع أنفسنا حين نقول:" اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".
-
ومع إن الاختلاف ضد الاتفاق، ولكن في ظله تتقدم العلوم وتنشأ الحضارات، وتزدهر المدارس الفكرية وتنشط فيه المذاهب الفلسفية وغيرها. والمجتمع الذي لا تنمو فيه ثقافة الاختلاف مجتمع جامد سقيم؛ فالاختلاف رحمة كما ورد في الحديث الشريف: "اختلاف أمتي رحمة."
-
والاختلاف في الرأي غير خاضع لمشيئة وإرادة الإنسان كما في قوله تعالى:{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}. لقد خلق الله الناس مختلفين في عقائدهم وقربهم وبعدهم منه فقال تعالى:{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}عليه فليس غريباً اختلاف البشر في الأفكار والتصورات والمعتقدات والعادات والتقاليد ولكن الغريب حقاً محاولة البعض جعل الناس كلهم يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة ومعتقدات واحدة وقيادة واحدة.
-
إن على كل منّا أن يفهم، بأن ليس كل ما يُعجبه سيُعجب الآخرين، وليس كل ما يؤمن به من أفكار ومعتقدات يكون له لدى الآخرين نفس الاعتقاد، وليس كل ما يراه صحيحا هو في نظر ورؤية الآخرين كذلك. وليس كل ما يراه في مفهومه خطأ يكون خطأً في مفهوم الآخرين.
-
وعلينا ألا نختلف في أن من حقّ أي إنسان أن يحبّ ما يشاء، وأن يكره ما يشاء، ولكن ليس من حقه أن يفرض ما يحب وما يكره على الآخرين ليكونوا صورة مكررة منه، كما أنه ليس من حقه أن يقف موقف العداء مع الآخرين في حالة الاختلاف معه، أو أن يُسفّه آراءهم ومعتقداتهم وأذواقهم.
-
وفي الختام أتمنى ألا يكون اختلاف الرأي سبباً للتعادي والتخاصم، بل ينبغي أن يستثمر للتسامح من خلال حسن التعامل مع الآخرين وأن يتقبل الواحد منّا رأي الآخر برحابة صدر، عوضا عن العداوة والتشدد. وأن نسترشد بقول الإمام الشافعي: " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، والعمل على وفق ما يسمى بالقاعدة الذهبية عند فقهاء المسلمين وقولهم: "نجتمع فيما اتفقنا فيه، ويرحم بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شْعَيْطْ ومْعَيْطْ وداعش جرار الخيط
- هيت في التاريخ
- شرُّ البلية ما يُضحك
- احترامي للحرامي
- إحنا وين وعلي وين
- قراءة في قانون العفو العام الجديد
- لسنا أبناء زنا يا ......
- هؤلاء هم الدواعش
- علم من مدينتي - مهدي نعمان محمد الهيتي
- أمك جابتكْ واحنا ابتلينا
- الهَمْبَلَهْ
- قراءة في وثيقةعهد أهل الأنبار
- بعيدا عن السياسة قريبا من الدِعْبَل
- شگد حلوة الديمقراطيه
- ادور على الصدگ يا ناس
- لا تحزن يا ابن شفيعه
- أنا الهيتي
- لم من مدينتي -حميد مخلف الهيتي
- نايم يا شليف الصوف... نايم والحرامي يحوف
- هل انتم قائلون؟


المزيد.....




- تحديث مباشر.. نتائج ضربات إيران بإسرائيل ورد طهران على تهديد ...
- -مبالغ مهينة-.. الإسرائيليون ساخطون على تعويضات المتضررين من ...
- روسيا تشيد بتضحيات كوريا الشمالية وبكفاءة عسكرييها في تحرير ...
- -لحسن الحظ لم يكونوا هنا-.. هكذا علق لابيد بعد إصابة صاروخ إ ...
- هجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها
- إنجاز علمي غير مسبوق.. كشف النقاب عن أول كسوف شمسي -من صنع ا ...
- طريقة طبيعية تقضي على الأرق في غضون 24 ساعة
- بكين لن تتخلى عن طهران


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - الخلاف والاختلاف وأشياء أخرى