علم من مدينتي، بديوي علي الرخت الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 03:07
المحور: سيرة ذاتية
    

علم من مدينتي
بديوي علي الرخت الهيتي
-
ما اكثرهم المحبون لهيت من أبنائها، وممن عاش بها موظفا، أو حل بها ضيفا، فهي مدينة وهبها الله المحبة، فوهبتها للآخرين. وما اكثرهم العشاق فيها ولها، وإذا ما حق لي أن أمنح لقب عاشق هيت لواحد ممن عشقها، أقول: إنه بديوي على الرخت الهيتي.
-
عرفته عن بُعد شابا أنيقا محبا للحياة، يريد أن يعيش شبابه في كل العقود، ويكره أن يرى الآخرون بياض ذوائبه. ورأيت فيه إنسانا بكل ما تحمله الكلمة، طيبا ودودا محبا مسامحا ساعيا الى الخير داعيا الى الألفة والمودة.
-
وعرفته عن قرب فوجدت فيه الرجل في مواقفه والتزامه وسعيه للبحث عن الحقيقة، وحبه للتعلم حتى من تلاميذه. يؤنسك في محاوراته وجدله وفي إصراره على رأيه فما عليك إلا أن تحترم رأيه حتى وأن اختلفت معه.
-
وقبل كل هذا فهو مربٍ فاضل خدم في التعليم الثانوي أربعين سنة كان في خلالها مثالا للتربوي الواهب للعلم والمعرفة.
-
إن جاز لي أن أقول عنه أنه فيلسوف؛ فلابد لي أن أقول: بأنه فيلسوف من طراز خاص، جمع في فكره وسلوكه، الماضي الذي نشأ فيه ونهل من تراثه، والحاضر الذي عاشه بوجدانه فسعى إلى أن يسخره لخدمة أهله ومدينته التي يحب أن يسميها بالمدينة الفاضلة.
-
عِشقه لهيت ولأهلها جعله يخصص جلَّ وقته من أجل الكتابة عنها تاريخا وحضارة وأعلاما وشخصيات تركت بصمتها في المدينة وفي خارجها.
-
لقد جسد َّبديوي حبه لهيت في كل ما كتب؛ فلم يترك شاردة ولا واردة خطرت بباله او ببال الآخرين إلا ذكرها. لقد وقف أمام استاذه وملهمه مدني صالح متسائلا عن السبب في تسمية مدينته باسم (هيت). كما سأله السؤال المُحير للجميع وهو: من هو المثقف ؟ وما رأيه بحمورابي ؟ وماذا يُحب وماذا يكره؟ وكانت الإجابة نصوصا مما كتب الفيلسوف.
-
من يقرأ كتابه الأخير (HEET) المدينة الفاضلة ونصف مليون سنة، يتوه في أفكاره بين العميان والعوران، والعدل في فنجان مكسور. ويتحير أمام الجغرافيا. ويضيع بين حروف وكلمات خواطره، ويبقى باحثا عن (شوياته) بين الحرية والفرح والبطالة والصبر والغزل والعشق والنصح وأخيرا يفقد الذاكرة مع طلاسمه والغازه في (شويه من شويات)
-
ولادته ونشأته ودراسته:
-------------------------
ولد بديوي في هيت في عام 1943في محلة القلقة، وفي الدرب المعروف بدرب بيت رخت حبا ومشى ولعب وكُبر وشبَّ.
-
دخل مدرسة غازي (النضال) الابتدائية للبنين في العام الدراسي 1950 /1951 وأكمل دراسته فيها في العام الدراسي 1956/ 1957؛ فدخل ثانوية هيت للبنين وتخرج منها في العام الدراسي 1960 / 1961 .
-
أكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد- كلية الآداب – قسم الجغرافية في العام الدراسي 1965 / 1966.
-
عمله
------
مارس مهنة التدريس في بغداد-القصر-اليوسفية. وفي البصرة – متوسطة ابي الخصيب، ومتوسطة التقدم. بعدها نقل الى محافظة الأنبار ومارس التدريس في متوسطة أبي طيبان ثم استقر فيه المقام مدرسا في مركز مدينته حيث درّس في اعدادية هيت، ومتوسطة الأحرار، ومتوسطة هيت، وفي الأخيرة عمل معاونا للمدير ثم كلف عن جدارة واستحقاق ليكون مديرا لها واستمر في إدارتها حتى إحالته على التقاعد في عام 2006.ونظرا لحبه لمهنة التدريس فقد مارسها محاضرا في معهد إعداد المعلمين في هيت للسنوات 2007، 2008، 2009.
-
نشاطه الفكري:
--------------
1 في عام 1971 أصدر مجلة مدرسية بعنوان قوس قزح ضمت نشاطات الطلبة.
2.في عام 2010أصدر كتابه الأول بعنوان (مدينتي الفاضلة والعنكبوت).
3.في عام 2012 اصدر كتابه الثاني (HEET ) المدينة الفاضلة ونصف مليون سنة.
-
هذا هو بديوي علي الرخت الهيتي كما عرفته، وعرفته أجيال كثيرة تعلمت منه. أكتب عنه اليوم داعيا الله أن ينعم عليه بالصحة والعافية وأن يطيل في عمره ويحفظه لنا علما ومعلما وأخا وصديقا ومربيا فاضلا.

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل