أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التحريف والمداهنة !!














المزيد.....

التحريف والمداهنة !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكلام الصادق ليس جميلا دائما ، والكلام الجميلة ليست صادقا على الدوام.
فإذا أنت يوما لم تقبل مثلي النفاق والمداهنة، ورفضت التحريف والانتهازية كجدلية لابد منها عند الكثيرين. وإذا كنت من أصاحب الفكر الحقيقي والرؤى الخلاقة وتحمل في دواخلك مشروع التعايش السلمي، وتؤمن بالموضوعية، وترفض التطرف، وتعمل بالحياد دون الغلو.. فاستعذ وتهيئ لحرب دروس يشنها عليك المتدين الجاهل و الماركسي المتطرف واللبرالي الجشع، و اصبر على كراهية ومعاداة الضعيف المستبد، وتحمل استغلال الانتهازي اللئيم ، وتجلد على ظلم ذي القربى ، واصبر على نكران جميل من أحسنت إليه ، وإذا لم تستطع لذلك تحملا ، فاحزم أمتعتك وارحل إلى أرض خلاء، ليس فيها بشر، لأنك لن تستطيع أن تحيى في مجتمع لا سيادة فيه للضمير ، ولا مكان للأخلاق ، ولا فسحة للقيم والجمال ولا فرصة لأحلام القلوب ، مجتمع مكدس بأفكار ميتة وأخرى قاتلة ، مجتمع لا تُطلق فيه الرصاصة إلا لقتل الحب والوئام، ولا تُرفع به الفؤوس إلا لإجتثات الأشجارة الوارفة الظليلة، ولدفن الأنوار الساطعة ، وقتل العقول النيرة ، مجتمع لا تقدمُ فيه المواعظ إلا لتبرير الارتداد والانحطاط والجمود، و لا تُلقى فيه الخطب إلا لشرعنة الاستبداد وأعراف الهيمنة والظلم.
وما أقبح استعباد الناس بعد أن ولدوا أحرارا !؟ وما أصعب أن يجد الإنسان نفسه، مقيدة حريته مكبلة حواسه باسم الدين، موصى على أفكاره باسم الديموقراطية ، وهو أسير في بلده وبين أهله وإخوانه وأبناء عمومته باسم الأعراف والتقاليد !! كما أنه صعب على النفوس الحرة الأبية التي تأبى حياة الأسر وترفض تقييد الحريات، أن تجد أفكارها وإبداعاتها محاصرة بالتخويف والتعجيز والتنقيص باسم مكافحة الإرهاب !! فتضطر للنفاق والدجل في ظروف القهر والاضطهاد التي تعرض من يصدح بالحقيقة ، للملاحقة والسجن، وتدفع من يطلب الحرية إلى الخروج إلى بلاد الغرب طريدا ..

كم أحترم الإنسان، أي إنسان كيف ما كان جنسه ولونه ، ملته وشريعته، إن هو صان روحه ولم يخسرها، وابتعد بها عن نتانة النفاق والسياسوية، وكسر قواعد الطاعة العمياء المرسخة للواقع المريض، وقال "لا" دون تأتأة أو تردد للجهل والجهالين، و لم يكن يوما من المداهنين ولا من أصحاب أنصاف المواقف، وظل دائما يعري وهن المجتمع، ويفضح مكامن الخلل المريعة فيه والتي تعيق السير على درب النهضة والكرامة، وهو يعلم أن ألف فأس وفأس تترصد رأسه ، وتتربص روحه، بدءً بفأس الصديق والقريب ، التي هي أشد مضادة من الحسام، وانتهاء بفأس الخصم المعارض والمقايض ، ومع ذلك يقول "لا" رغم أنه لا يملك درعا تقيه ضربات المستبدين، وتصد عنه ما قيد لأمثاله من المعاول والفؤوس لتهوي على كل ما يزرع من شتلات النهضة و نبتات التحرر، إنه مجتمع يعتبر كل من فيه أن الديموقراطية هي أن تكون واحدا من القطيع، تتخندق أينما أُريد لك أن تصطف، رغم أنك ابعد الناس عن أوكار التخندق، وحركات التشرذم والسرية، وترفض أن تصفق لشعاراتها ، وتربأ بنفسك أن تكون بوقا لمهازلها واحتفالياتها الباهتة، خاصة ، ومع كل ذلك يريدونك من ورائهم حتى وإن كنت لا تنتم لعالمهم، وتمقت إيديولوجياتهم وتحزباتهم ، يحاولون شراء صوتك، وإمتلاك ذمتك وثنيك عن قناعاتك ، حتى تعيش على هامش الفعل الحضاري ، الأمر الذي لم ولن يفلحوا فيه ، لأنك أنت الأبي الذي لم يخلق لهذا أو ذاك الشذوذ ..
فلا تستسلم لخوائهم ولا تخضع لاستفزازهم الواهي، وأثبت على العقيدة وعض عليها بالنواجذ ، لأن الخضوع معصية كما جاء في القرآن الكريم سورة الزخرف 54، "فاستخف قومه فأطاعوه" فكان قوم فرعون مثله في المؤاخذة والإثم حين رضوا بما لا يجوز الرضا به ، فلا تكن مثلهم فقد عقب عليهم القرآن الكريم، بقوله: "إنّهم كانوا فاسقين". ولن يفلح الفاسقون أبدا، في ثنيك عن قناعاتك المتجذرة، وأبشر وهنيئا لك بإيمانك، وعظمتك، وقوتك، وكرامتك، وسيادتك وزعامتك، التي انقادت لك طائعة مختارة، بعد أن طلبتك الرجولة وسعت إليك دون أن تطلبها، لأنك أهل لها، في زمن ضاعت فيه قيم الرجولة وأخلاقها، فالمعدن الأصيل لا يصدأ أبدا كما يقولون..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم المجنانين العقلاء !!
- ضجيج أهداف البارصا يعلوا وقائع تشكيل الحكومة !!
- عفوية نضال المرأة وصدقيته !!
- اليوم العالمي والمنسيات من النساء !!
- فساد الكبار وخطره على الأوطان ..
- الإيمان الصادق وصدق الإيمان ..
- العظماء لا يموتون ..
- العدل من أسباب بقاء الدولة.
- تصرح سياسي أم قديفة من العيار؟؟
- قنينات العاز ،قنابل موقوتة تحت كل عمارة سكنية !!
- لماذا يستقبحون الحب، وقد دعا إليه الإسلام ؟
- هل في الحب ما يخيف الظلامين ؟؟
- متاهة السعادة !!
- رغم أني لست رياضيا ضليعا، ولا ولوعا بكرة القدم ، فإني أحرص ع ...
- سريالية تشكيل الحكومة !
- الزمن الجميل ، أو - Royal leve
- لقمة في بطن جائع .. خير من بناء جامع-
- إذا كنت في المغرب فلا تستغرب-!!
- صراع أقطاب التحالف الحكومي !!
- ال-بلوكاج - والأسباب المحيطة به !!


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التحريف والمداهنة !!