أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمود عبد الله - كلمة باطل..أريد بها باطل!














المزيد.....

كلمة باطل..أريد بها باطل!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 01:06
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كلمة باطل..أريد بها باطل!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله (أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد - كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

يروي أن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في أثناء أحداث ما عرف بالفتنة الكبرى على خلفية رأي بعض معارضيه أنه قال: "كلمة حق..أريد بها باطل"..وكان يقصد أن هؤلاء صدقوا فيما قالوه (فهو يوافق الشرع والدين) ولكن لم تكن نواياهم بالسليمة..ولم يكن هدفهم إحقاق الحق والإنتصار له في هذا السياق..أما في هذا الزمن العجيب ، نجد من يقول "كلمة باطل" يريد بها "باطل" أيضا..فقد أبتلينا مثلا بأبواق الإعلام معدوم الضمير التي تبرر كل شيء باطل..لكن بحجج وأسانيد باطلة أيضا..بطلانها واضح لكل ذي لب وضمير..حيث باع أصحاب هذه الأبواق سلعة الله الغالية (وكل ما هو خير) واستبدلوها بما هو أدنى وأرخص..

ولا أكثر من هؤلاء "المبرراتية" الذين يبررون لأنفسهم والناس كل شيء لإرضاء هواهم ورغباتهم الجامحة..فهذا مثلا يبرر شهادة الزور (الباطل) ويزين للناس الشر ويقنعهم بأن ما يفعلونه (من كذب وإفتراء بالباطل على خلق الله) هو الخير بعينه..وأن نبل الغاية والمقصد تبرر ذلك..وأن المقصد من وراء ذلك خير..في حين أن الهدف لا علاقة له بأي خير أو عدل..بل تجده لا يصب إلا في مصلحة شخصية لا تتحقق إلا بالظلم والجور والزور والبهتان..ولا يمكن أبدا - في تلك الحالة - أن تبرر غايتهم غير النبيلة أي وسيلة غير شريفة..وفي ظل غياب الوازع الأخلاقي وانعدام الضمير (و موته) وقلة الإيمان والدين ؛ قد يفعل الإنسان أي شيء..بعد أن يزين له الشيطان سوء عمله..ناسيا - أو متناسيا - حقيقة مهمة: "إن كان الكذب ينجيك..فالصدق أنجى"!

وهناك من يشن حربا غير شريفة يستخدم فيها كل الأدوات اللا أخلاقية والمحرمة..والتي تجعلهم خصوما غير شرفاء يرفضهم المجتمع ويحتقرهم بشدة..ويلفظهم لفظا كما يلفظ السم الزعاف..ولا يمكن أن يتصالح معهم أو يتقبلهم مرة أخرى في نسيجه..فقد إختاروا أن يكونوا أعداءا له..يظلمون ويتآمرون ويضرون غيرهم باستمرار..لأنهم غير متصالحين مع أنفسهم من الأساس! كما أن سلوكهم الطفولي غير الناضج مع كل من حولهم لن يجلب لهم أي إحترام أو تقدير..ولن يثق فيهم أحد أو يأتمنهم على شيء بعد ذلك..

هؤلاء يبررون لأنفسهم أي شيء وكل شيء..ولا يجدون غضاضة حتى في تفنيد كلام الله والخوض في الشرع والدين وسفسطة كل شيء حتى يتوافق مع أهوائهم ورغباتهم المريضة..فلم يعتاد هؤلاء على الإعتراف بالخطأ..أو التسليم بالأمر الواقع..وتقبل النتيجة - كما نقول في مجال الرياضة - بروح رياضية ونفس مهذبة راقية!

يقول المثل الدارج: "العند بيولد الكفر"..فالغافل قد يسوقه عنده إلى تحدي إرادة الله..ونواميس الكون..بكل صلف وتعالي وغرور..متحاملا على كل من يعارضه الرأي أو يقف في طريق رغباته المريضة وسلوكه الشاذ الجامح..فلو عاش الإنسان في خضم تلك المشاحنات والصراعات والحروب مع الناس والمجتمع من حوله - خسر صحته وراحته النفسية وسعادته..وبالتالي خسر نفسه ودينه ودنياه!

خالص تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر ليلية: عبير الذكريات
- حكايات..من زمن فات
- ما يميز تعامل البشر مع حيوان -الكلب- المصري
- من عجائب الفيسبوك في بلدنا: أخلاق البرص!!
- معلومة تهمك: الشخصية السيكوباتية psychopathic personality
- همسة اليوم: خلينا -منطقيين- و-واقعيين- لما نتعامل مع بعض!
- مجرد رأي: لازم حد يشيل الليلة!
- عشم إبليس في الجنة؟!
- إضطراب -الفيسبوكسيا- Faceboxia Disorder
- لهذه الأسباب...أعشق فن -عمرو دياب-!
- فن إدارة الوقت: المرونة!
- تأملات..وحكم..وأقوال (تجربة شخصية)
- محترفو الشر
- تأملات من زمن فات: -الخيوط الرفيعة-
- فن إدارة الوقت: التخطيط الجيد!
- طيب المعاملة يحسن الأداء
- الفرق بين -المسيحية- و -الصليبية-
- يا باغي الشر..أدبر!
- خواطر: رسائل ربانية
- احترس..إنهم -يسقطون- عيوبهم عليك!


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمود عبد الله - كلمة باطل..أريد بها باطل!