أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - محترفو الشر














المزيد.....

محترفو الشر


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 5349 - 2016 / 11 / 22 - 11:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


محترفو الشر!
بقلم: د. محمود محمد سيد عبدالله (كلية التربية – جامعة أسيوط)

هناك أناس حولنا لا يمكن إختزال وصف نفوسهم المريضة وعقولهم الفارغة ونواياهم المريضة ورغباتهم الدنيئة في كلمة "أشرار"..فلقد تعدوا ذلك وأدمنوا الشر حتى صار حرفتهم وصنعتهم التي لا يجيدون غيرها..مثل هؤلاء يتنفسون الكذب ويتنسمون الهواء الملوث بالنميمة ويتفوهون أشر العبارات..فقد آثروا أن يتخلوا عن إنسانيتهم ويتحولون إلى حيوانات عشوائية ضالة مضلة لا غاية لها إلا تحقيق الدمار والخراب وإلحاق الأذى بكل من حولهم..

هذه النفوس الدنية تلوثت فطرتها السوية بشرور الحياة وعقدها حتى أنها إختارت العيش في ظلمات ومجاهل النفس بلا ضمير أو وازع أو أخلاق..فاستقرت في مستنقعات الرذيلة والجهل والظلم..وكلها عزم ألا ترى نور الحق والخير والجمال والفضيلة! لقد فضلت ممارسة الظلم على تتحقيق العدل..وغلبت الشر على الخير..وتاهت في غياهب وسكرات الكفر والحسد والسفه والغرور..لقد اختارت أن تحجب شعاع الشمس ونورها وتخرج في ظلمات الليل – مثل خفافيش الظلام – تعيث في الأرض فسادا كي تبث الكره والحقد والعبث..لقد إختارت أن تحارب العلم وتنصر الجهل..وأن ترجح كفة الظالم على المظلوم..وأن تقيم الحد على الضعيف وتترك القوي يتجبر ويتبختر..وأن تشن الحرب على كل من يجد ويجتهد ويسمو وينجح!

في زمن "شقلبان" (وهو اسم لمسرحية جميلة جريئة قدمتها فرقتنا المسرحية بكلية التربية – جامعة أسيوط في قصر ثقافة أسيوط قبيل منتصف التسعينات لانتقاد الأوضاع المقلوبة في مجتمعنا المصري) الأوضاع معكوسة والميزان مقلوب! في زمان "شقلبان" يكافأ المهمل ويعاقب المجتهد..الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا..وتعلو بعض الهامات بالبلطجة تارة ، وبالوصولية والمحسوبية تارة أخرى..هناك بعض الناس في أي مهنة أو سلك وظيفي دائما فئة محظوظة "طريقهم أخضر" مفروش بالرمال والورود..تذلل لهم المصاعب والسبل ويصلون إلى غاياتهم بأيسر الطرق..وآخرون (الغلابة) – الفئة المقهورة – يوضع لهم العراقيل وتفرش في طريقهم الأشواك ولا يصلون إلى أهدافهم – إن وصلوا – إلا بشق الأنفس!

هذا المناخ هو بحق البيئة الخصبة التي يترعرع فيها الشر وتقوى شوكة محترفيه..فيصولون ويجولون و"يبرطعون" كما شاءوا دون حسيب أو رقيب..تجدهم يتحكمون في مصير العباد ويختزلون الدنيا في أشخاصهم وذويهم..وينشرون فكر "التهليب" و"التقليب" وإقتناص الفرص والضغط على العامة والفقراء والمحتاجين..كل يوم يمر – في ظل المنظومة الفاشلة التي تحميهم – لا تزيدهم إلا تجبرا وقهرا وتنكيلا بالعباد..لا يهمهم الصالح العام والعيش الكريم وتحقيق العدالة..كل ما يهمهم "تضخيم الأنا" لديهم وازدياد ثرواتهم وسلطانهم ونفوذهم..وبالتدريج ، يتحول هؤلاء إلى "شياطين" الإنس – معدومي الضمير والإنسانية – لا يشعرون بالذنب ولا يحسون بتأنيب الضمير ويتصورون أنهم "آلهة مخلدون" لن يصيبهم الردى أو يدركهم الفناء!
خالص تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات من زمن فات: -الخيوط الرفيعة-
- فن إدارة الوقت: التخطيط الجيد!
- طيب المعاملة يحسن الأداء
- الفرق بين -المسيحية- و -الصليبية-
- يا باغي الشر..أدبر!
- خواطر: رسائل ربانية
- احترس..إنهم -يسقطون- عيوبهم عليك!
- مواقف تربوية: الإسقاط النفسي
- تأملات وخواطر: قطار العمر!
- احذر لصوص الزمن!
- فن إدارة الوقت: العمل المتواز!
- الفردوس المفقود: -وجدنا الإسلام ولم نجد المسلمين-!
- فن إدارة الوقت (تجربة شخصية)


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - محترفو الشر