فن إدارة الوقت: المرونة!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري
(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 14:53
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

فن إدارة الوقت: المرونة!
بقلم: د. محمود محمد سيد عبدالله (كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)
قد يعتقد البعض أن إدارة الوقت تتطلب الصرامة والتزمت ولا تحتوي على قدرٍ (ولو ضئيل) من المرونة! لقد تعايشت مع أكثر أنظمة الإدارة المعروفة عالمياً بالشدة والصرامة وبل وأحياناً بالتصلب والتزمت، وهو النظام الإنجليزي! وبالرغم من صحة ذلك إلى حد كبير، إلا أن هذه الشدة والصرامة دائما ما تفرز النظام والدقة والإتقان...والسبب في ذلك (في رأيي المتواضع) هو حرصهم هناك على المرونة ومراعاة الجوانب الإنسانية والظروف الشخصية، وهذا يتجلى بوضوح فيما يلي:
1-الحرص على تحقق الهدف النهائي مهما تباينت الظروف والوسائل...فلا مانع إطلاقاً من أن يسمح لك مديرك المباشر line manager بتعويض نصف ساعة تأخرتها عن عملك لظروف اضطرارية emergency بأن تتأخر عن ميعاد انصرافك بمقدار نصف ساعة كي تنهي عملك ولا تؤخره للغد.
2-لا مانع من أن تقوم بالتبديل swap مع زميل آخر يوافق على أن يحل محلك في وقت عملك duty´-or-shift على أن تحل محله في وقت ويوم عمله.
العبرة هنا في أن تسير الأمور على ما يرام ويتحقق الهدف المطلوب دون تعطيل للعمل أو إحداث أي خلل! هذا الأمر يمكن أن ينسحب بسهولة على حياتنا الشخصية...فإذا ما كنت تخطط مثلاً لقضاء ليلتك في اتمام عمل ما يستغرق ٣ ساعات، وعند التنفيذ فوجئت بزائرين أو انشغلت بمشكلة أسرية ما، فلا تنزعج! عليك بتعويض ما فاتك فور انتهاء الزيارة/المشكلة ...فإن لم تستطع، عليك بالليلة التالية شريطة ألا يتعارض ذلك مع عمل آخر لا يقل في الأهمية! فإن تعارض، فلا بد من تأجيل العمل لنفس اليوم في الأسبوع التالي...ولكن عليك حينئذٍ بتكثيف جهودك لإنهاء مهمتين بدل مهمة واحدة في نفس الليلة...وبالتالي، قد تحتاج إلى العمل لمدة ٦ ساعات متواصلة بدلاً من ثلاثة...أو يمكنك اللجوء إلى تقنية أخرى وهي الإختصار والتلخيص في الإنجاز بحيث تنهي أهم الجوانب والأجزاء لكلتا المهمتين في نفس الوقت المحدد!

إن تطبيق القواعد والقوانين والجداول في حياتنا ببعض المرونة والسلاسة (وليس الفوضى بالطبع) أثناء قيامنا بالأعمال والمهام المختلفة، له نتائج إيجابية كثيرة أهمها: تقليل الضغط والتوتر والشعور بالذنب feeling guilty ، وانجاز الأعمال وفقاً لطبيعتنا البشرية، فنحن لسنا بالآلات والتروس التي تعمل دون أن تكل أو تمل! ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتجاهل التدخلات والأمور المفاجئة sudden interferences (مثل التعب، والإرهاق، والمرض، والظروف الإجتماعية والأزمات النفسية، ومقدار الحماس والدافعية للإنجاز، والأمور القدرية والغيبية التي لا سلطان لنا عليها)...خلاصة الأمر: علينا أن نعمل بجد واجتهاد ومثابرة ولكن علينا أن نتحلى بقدر كبير من المرونة وهذا مطلوب كثيرا من أجل الإنجاز والنجاح في خضم المنظومة الكبرى التي تحيط منا والتي تضمنا كجزءٍ منها...
***والله ولي التوفيق***
خالص تحياتي....

#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل