[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

للخيانة طعم مر

كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

في ذكرى معركة كوسرت
للخيانة طعم مر
في مثل هذه الليلة في عام 1989 كانت مفرزة قاطع أربيل الانصارية في موقع اختباءها عند كاني شهيدان الواقعة في سفح جبل كوسرت المطل على بحيرة دوكان. كانت ليلة ممطرة و مع المطر ترتفع رائحة عبقة من السفح..رائحة الأرض الطيبة..
و في هذه الليلة كانت قوات من الجاش و الجيش تستعد لتسلق الجبل لتنقض على موقع الاختفاء..و معها دليل الخيانة..ضيف من ضيوف المفرزة .. هرب إلى العدو .. و بثمن بخس يريد أن يقضي على أرواح هذه الشبيبة البطلة..
و قد عرف الرفاق في منظمة الحزب في قضاء رانية بخبر هذا الهجوم الغادر..فلملوا جهودهم و إمكانياتهم..و هيأوا بيوتهم لاحتضان أنصار المفرزة .. و إنقاذها من الخطر و الموت..
و يا لسوء الحظ اعتمدوا على شخص ليذهب في الليل إلى المفرزة إلى موقع اختفاء المفرزة .. و يجلب معه أنصارها إلى ساحل بحيرة دوكان .. حيث تنتظرهم قوارب رفاقنا صيادي السمك لتنقلهم إلى ساحل جوار قرنه.. و بذلك يتم إنقاذ الرفاق الأبطال الذين تحدوا انفال صدام و سلاحه المدمر.
و لكن هذا الشخص ترك المفرزة لتواجه الموت..
و في فجر الخامس من آذار.. تمكنت قوة الجيش و الجاش من تطويق موقع اختفاء المفرزة.. و مع احمرار الشمس المشرقة.. بينما كان الرفيق البطل هلكوت يستلم حراسته.. صرخ الدليل الخائن..هذا هلكوت..
و في لحظات تحولت المنطقة إلى كتلة من النيران..
هب أبطال المفرزة من نومهم..و وسط النيران و الثلوج خرجوا لملاقاة عدوهم..
و كان الرفيق شبول.. ابن ريف الكوي.. ابن الثامنة عشر ..اول من أطلق نيران كلاشنكوفه في مواجهة المجرمين..ووسط لعلة الرصاص و قاذفات ال آر بي جي ... تمكن أبطال المفرزة من أخذ مواقعهم الدفاعية..
بعد أن قدموا شهيدين بطلين..
شبول و ريباز..
و جرح النصير ئاسو بإصابة بالغة في الفخذ..
مجدا لشهيدي كوسرت..
الخزي و العار للخائنين.. دليل القوة المهاجمة و رسول منظمة رانية إلى المفرزة..
و انني في سفرتي القادمة و القريبة.. سأزور موقع كاني شهيدان.. و عند موقع الاختباء ستكون راحتي لاستذكار ايام هذه المفرزة المقاومة التي أكدت مدى قوة و نزاهة حركتنا الانصارية التي كانت تحلم بعراق حر و آمن و سعيد.. و لكن أين حسابات البيدر و أين حسابات الحقل..
و هنا تدق مسامعي صرخة فولتير..
الثورة يخطط لها الحكماء و ينفذها الأبطال و يجني ثمارها الجبناء..

#كفاح_حسن (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات