أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - مام صالح..نموذج للنقاوة و الوفاء














المزيد.....

مام صالح..نموذج للنقاوة و الوفاء


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 23:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


حين انسحبت مفرزتنا البارتزانية من منطقة باواجي باتجاه المقرات الخلفية في ناوزنك في صيف 1989.. التقيت لأول مرة بالرفيق مام صالح..
و هو رفيق يدخل القلب من اول لقاء.. فهو رجل متواضع. يصغي لحديث المقابل دون ملل..و يحاول باي طريقة أو تبسيط في أن يقنع المقابل بآرائه. و لقد زاد احترامي له عندما تعرفت على تاريخه المقاوم. فهو رغم انتمائه لأسرة الشيوخ الطالبانية، إلا أنه عاش حياة من الفقر و العوز.. قادته إلى دروب الشيوعية. و كان أول تمرين نضالي يخوضه في كركوك 1959، عندما هز المدينة القوميين المتعصبين من الأكراد و الطورانيين المتغلغلين بين صفوف التركمان الطيبين. لقد وقف بجرأة و شجاعة في الدفاع عن المدينة و سكانها من التركمان و الاثوريين و الأرمن و الأكراد و العرب..وقف بشجاعة للدفاع عن التنوع القومي و الديني لكركوك العراقية..لقد عرف عدوه بوضوح..عدوه هو من آثار فوضى الصراع القومي و العرقي.. فمدينة كركوك بالنسبة له كأحد أبنائها مدينة مفتوحة للجميع..
لقد اجبرته الأحداث على ترك مدينته..و الهجرة إلى بغداد..وهناك عمل كعامل في عدة مجالات ليضمن قوت العيش لعائلته..وهناك يواصل عمله الحزبي بحماس و عزيمة.
لقد افتخر الطالبانيون بإبنهم فخر الدين نجم الدين ( مام صالح). و كان هو وفيا لفقراء و كادحي بلاده لأنه واحد منهم رغم انتمائه لعائلة الشيوخ الطالبانية.
لقد علمته كركوك أن يكون امميا.. فالكادحون كلهم إخوانه بغض النظر عن عرقهم و دينهم و طائفتهم. .و الطغاة أعدائه حتى و إن كانوا من عائلته أو قوميته.
لقد اجبر عائلته على حياة الترحال طلبا للعيش و انغمارا في العمل السياسي.
صادفه الحظ في أن يرسل في منتصف الثمانينيات للدراسة الحزبية في موسكو.. في نفس الفترة التي شهدت بداية انهيار النموذج السوفياتي البيروقراطي .. و كان لهذا دورا في تشذيب أفكاره و ربطها أكثر بالواقع بعيدا عن الشعارات و الأحلام الافلاطونية.
و فور انتهاء دراسته الحزبية ، سارع في العودة إلى الوطن .. و الالتحاق بمنظمات الحزب.. و عمل بجدية على توضيح ما يجري في الاتحاد السوفياتي.. و تحذير رفاقه من أن فشل التجربة السوفياتية لا تعني فشل أحلامهم في عالم فاضل..بل فشل هذا النموذج يجب أن يدفعهم التمسك أكثر بأحلامهم و البحث عن طرق وطنية و إقليمية للوصول لها.
و في مقرات نوكان و ناوزنك.. بدأ عدد من الرفاق بطرح آراء و مواقف تتعارض مع التربية الأممية للشيوعيين. وكانوا هؤلاء من انتماءات قومية مختلفة.. متحججين بفشل التجربة السوفياتية في الدفاع عن أفكارهم القومانية ذات الرائحة الشوفينية.
و هنا برز مام صالح بكل قوته للدفاع عن أممية الحزب و رفاقه و استهجان الطروحات المنافية لذلك.. لقد وقف هو و بضع رفاق في معركة فكرية قوية للدفاع عن أممية الحزب ( كان معه الرفيق الخالد ملا حسن) .. و قفت هذه المجموعة الصغيرة بقوة و شجاعة أمام الموجة القومانية التي اضعفت من الحزب و دوره الجماهيري..
و بقيت علاقتي قوية بمام صالح و عائلته في مدن الغربة بعدما أصبحنا جيران في مدينة واحدة..
و بقي مام صالح أمينا لمبادئه و حريصا على إيصالها لرفاقه و معارفه .. و بهذا كسب حب و احترام الجالية العراقية في المدينة..
و لظروف عملي ، اضطررت على ترك المدينة و الانتقال إلى مدينة اخرى.. و ندمت كثيرا على هذا الانتقال لأنه ابعدني عن مام صالح و عائلته التي رباها على المباديء الأممية السامية..
و ها أنا أجده اليوم ، كعادته، مساهما في أحياء ذكرى الشهيد الشيوعي رغم مرضه و شيخوخته..
تحية للمربي و للرفيق و للقدوة .. مام صالح..



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد الهاشمي..و ذكريات الزمن الغابر..
- حاجي جمال..نموذج نادر للإنسان الطيب
- في ذكرى وضاح
- ما بعد تحرير الموصل
- في ذكرى بطلة كربلاء
- المعركة المصيرية في الحانة الشامية
- لماذا أحرقت الكرادة
- من ذاكرة الأيام .. حاجي بختيار
- وجوه لاتنسى
- ليلة ليست كبقية الليالي..
- اعتداء مرفوض على شروق العبايجي
- شكر..و توضيح
- تأريخ نضالي حافل..لابد له أن يستمر
- الشهيد شالاو..ذكريات برائحة الدم و الأرض
- و الله عيب!
- كفكفي دموعك يا تكريت
- حديث هاديء وسط سعير النيران
- إنطباعات
- الشيخ القزويني يشعل نيران الحرب الأهلية
- دروس و عبر


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - مام صالح..نموذج للنقاوة و الوفاء