أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - وجوه لاتنسى














المزيد.....

وجوه لاتنسى


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 00:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى ذكرى الشهداء منعم ثاني و خالد يوسف متي و علي بوتو..
تركت خلفي كربلاء في خريف 1975, و أنتقلت إلى بغداد للإلتحاق بالدراسة الجامعية. تركت سحر كربلاء بقبابها الذهبية و أزقتها المتشابكة و بيوت العلم و الأدب فيها. لأقع في سحر بغداد, التي يعشقها ساكنها في أول لحظة. ففيها تشم رائحة العطر العباسي القادم من أواسط آسيا. في بغداد تجد الشرق كله متآخيا في محلاتها و أزقتها.
في كربلاء كنت محصورا في كربلاء, و لكن في بغداد وجدت نفسي وسط حضارات متداخلة. ففي مدينة الثورة ننتقل إلى أجواء الريف العراقي بعشائره و شعره و غناءه. و ما بين الأعظمية و الكاظمية تعيش أجواء ألف ليلة و ليلة.. و في المنصور تجد بغداد الجديدة المولودة من رحم العراق المعاصر.
دخلنا الجامعة المستنصرية, ثلاث قادمين من كربلاء..أنا و علاء الصافي و ماجدة الوزني..الفقيدة ماجدة أسكرها سحر بغداد و أبعدها عننا.. و بقى علاء منشدا لسحر كربلاء مترددا في التخلص من براثن هذا السحر.
أما أنا, فقد وجدت في النشاط السياسي فرصتي للتعرف على سحر بغداد. و هنا كان لقائي الأول مع منعم ثاني و خالد يوسف..منعم القادم من مدينة الثورة المتقدة بروح التحدي اليساري المعادي للإقطاع و العشائرية..و خالد القادم من مدينة القوش, تلك المدينة العاصية بطبيعتها و رجالها..كنا ندرس في معاهد مختلفة, منعم في الجامعة التكنولوجية, خالد في كلية الإدارة و الاقتصاد, و أنا في الجامعة المستنصرية..و منذ اللقاء الأول إنتزعنا حاجز التردد, و أنغمرنا في العمل كإن الواحد مننا يعرف الآخر من سنين طويلة.
لقد واجهنا تحد كبير. حيث إبتدأنا حياتنا الجامعية في شوق عكره قرار تجميد عمل إتحاد الطلبة..القرار الذي فاجئنا, ووجدنا صعوبة في تصديقه. لقد شعرنا بالفراغ الكبير الذي تركه هذا القرار وسط أصدقائنا..فقد فقدنا الكثير منهم. و بدأ الخوف يزحف وسط عوائلنا..ففي إجتماع حزبي ضمنا نحن الثلاث و رفاق أخرين, دخل علينا صاحب البيت محذرا, ينذرنا من مذبحة جديدة أفضع من مذبحة شباط الأسود..لقد كان حديثه مليئا بمشاعر الخوف علينا.
و تكررت هذه الملاحظة من عدد متزايد من العوائل التي كانت تحتضن إجتماعاتنا الحزبية. و بصراحة لم تكن لهذه النصائح دورا مؤثرا علينا. لقد كنا نعمل و كأن الجبهة مع البعث باقية. و بأننا سنستمر بالتوسع و التغلغل وسط جماهير الطلبة.
و كان عامي 1975 – 1976 عامين ذهبيين في نشاطنا الحزبي و الجماهيري. و حققنا نجاحات كبيرة. و كاد الغرور أن يزحف إلى بعض مننا.
و لكن عام 1977 بدأ ببدأ البعث في محاصرتنا و تضييق الخناق علينا. لقد إنتهى شهر العسل. و بدأ الإصطدام المباشر بقواعدنا و مؤازرينا. و بدأت المعلومات القادمة من القاعدة الحزبية تتزايد عن مطاردة الرفاق و الرفيقات.
لقد كننا مصممين على مواجهة الهجمة و حماية القواعد الحزبية. و لكننا لم نتلمس من قيادة الحزب تفهم لخطورة هجمة البعث و السلطة. و كانت التوجيهات المركزية تتحدث عن الحفاظ على الجبهة و تجنب الصدام مع البعث. و قد منعنا من أن نكتب في محاضر إجتماعاتنا إي إنتقاد للسلطة و البعث.
لكننا شعرنا بالخطر القادم. و هنا كان الإمتحان الصعب في التحدي و المواصلة..و بصمت و بجدية عملنا لحماية قاعدة الحزب و جماهيره.
و جاء آيار 1978, ليعلن الحرب العلنية للبعث و السلطة ضدنا. حيث قام النظام بإعدام كوكبة من رفاق و أصدقاء الحزب بتهم ملفقة.
بذلك بدأنا بسرعة لملمة الأوراق و التحضير للإنتقال للعمل السري. و هنا إفترقنا كل في جهة لإداء مهمته.
لقد وصلت السلطة و عملائها إلى منعم و خالد و علي بوتو, و تم تصفيتهم ضانتا إنها بذلك ستقضي عليهم..
و لكن خالد و منعم و علي قد خلدوا مدى الدهر..و لحق الخزي و العار القتلة..



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة ليست كبقية الليالي..
- اعتداء مرفوض على شروق العبايجي
- شكر..و توضيح
- تأريخ نضالي حافل..لابد له أن يستمر
- الشهيد شالاو..ذكريات برائحة الدم و الأرض
- و الله عيب!
- كفكفي دموعك يا تكريت
- حديث هاديء وسط سعير النيران
- إنطباعات
- الشيخ القزويني يشعل نيران الحرب الأهلية
- دروس و عبر
- الداخل و الخارج..و مهرجان الأنصار!
- رفاق خالدين في معركة مصيرية
- إحتضار الحجاج الكردي..
- في ليلة الصعود الى السماء
- الليل و القمر .. وبهاء
- فداءا لمثواك من مضجع
- فارس كربلائي في وديان قنديل
- في الذكرى السادسة لرحيل وضاح
- صفحة مطوية من تاريخ العنف السياسي


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - وجوه لاتنسى