ليلة ليست كبقية الليالي..

كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 20:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

عقارب الساعة تسرع نحو منتصف الليل..و مع دقات الساعة يتجدد الشوق و الحنين لذكريات ليلة واحد و ثلاثين آذار. .كان الاحتفال الأول وسط بساتين كربلاء الساحرة مع اناشيد عمي يابو جاكوج، لاتسالني عن عنواني، في قلوبنا انت يالبنان. .و ابتداناها بانشودة. .هبو ضحايا الاضطهاد ..
ثم تلتها الاحتفالات في بغداد، بيروت، براغ، عدن..وثم في جبال و وديان عراقنا الحبيب وسط جموع الأنصار. .
كانت لهذه الليلة دائما نكهتها الخاصة..إنها ليلة العيد اليساري العراقي الكبير..ففي هذه الليلة توجت الجهود بتشكيل تنظيم يساري عراقي جديد..تنظيم ترك آثاره بارزة في تاريخ العراق الحديث. .فبعد البداية الأرستقراطية لليسار العراقي في العشرينيات، والتي حملها الطلبة القادمين من بريطانيا و هم ينقلون تجربة الاشتراكية الفابية للعراق. و تزعم هذه التجربة حسين الرحال و جمع من المثقفين المتنورين. .لقد كانت جهودهم منحصرة في بناء نوادي ثقافية محدودة. و ترعرعت بدايات اليسار العراقي في حضن الحزب الوطني العراقي بقيادة جعفر أبو التمن. .
ولكن في ليلة 31 آذار 1934، أعلن عن انطلاق الحزب الشيوعي العراقي. .و الذي حمل اسم لجنة مكافحة الاستعمار و الاستغلال. .لكن سرعان ما تبدلت التسمية إلى اسم الحزب الشيوعي العراقي..
و بقى هذا الحزب رائدا لليسار العراقي لعقود خلت من تاريخ البلد..
لقد كان ولايزال وجود اليسار العراقي في الحياة السياسية للبلاد أمر مهم و ضروري..و أثبتت الأحداث أن من حارب هذه الحركة و هذا الحزب إنما يلعب بالنار و يعرض مصيره و مصير البلاد للخطر..
و في هذه الليلة تتكرر الأماني بأن يبقى اليسار العراقي باحزابه و اتجاهاته رائدا للحدث السياسي في البلاد..
و إلى من غادرونا في هذه المسيرة الطويلة أردد إليهم نشيد الذكرى الذي لاينسى. .
يبني يالغايب و حك هذي المسية. .
كل سنة باذار جنك جاي ليه. .
جوي ربعك عايدوني. .
و الفرح كحل عيوني..
لاعتني إلى قبرك و اطشن واهليه. .
ليلة 31 آذار 2016

#كفاح_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات