أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - رفاق خالدين في معركة مصيرية














المزيد.....

رفاق خالدين في معركة مصيرية


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 07:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عدت مسرعا من العطلة الأسبوعية في كربلاء إلى بغداد, و كان الطريق مليئا بالدبابات و العجلات العسكرية, حيث إحتل الجيش المدينة و الطرق المؤدية إليها, خلال زيارة الأربعين في 1977. بعدما منعت الناس من التوجه إلى المدينة. و إصطدم الجيش مع المواطنين العزل في منطقة خان النص. عدت مسرعا لحضور الإجتماع الدوري للجنتنا الحزبية, و الذي إنعقد في زقاق فقير في منطقة الزوية, قرب الجسر المعلق. و خلال جلوسنا منتظرين بدأ الإجتماع, دخل علينا – بدون إذن – والد الرفيق الذي إنعقد في بيته الإجتماع. و تحدث معنا بلغة أبوية و حنونة ليحذرنا من غدر النظام البعثي. فهذه الدبابات و القوات التي ضربت زوار الأربعين في كربلاء, ستوجه فوهاتها نحونا نحن الشيوعيون. و قد إرتبك ولده من لهجة والده المحذرة, حيث قال لنا والده محذرا..إتركوا العمل السياسي إذا لم تكونوا متأكدين من صمودكم. و بعد أيام بدأت تصلنا أخبار المضايقات التي بدأت تتعرض لها منظمات الحزب في المحافظات.
وبعد عدة أسابيع حضرت إجتماعا حزبيا كمشرف في منطقة النواب في ضاحية الكاظمية, في بيت شرقي قديم. و خلال الإجتماع دخلت علينا والدة الرفيق الذي عقدنا في بيته الإجتماع. دخلت علينا بدون إستئذان. و بدأت تحدثنا باكية عن مجزرة شباط في 1963, تحذرنا باكية من إن الدور جاء لضربنا. لقد كانت حزينة على شبابنا الذي سيهدر. و بعد أيام , هجم المجرمين من زمرة الإتحاد الوطني و المخابرات على صديق العمر خالد يوسف متي و زميله لطيف (أبو مروان) داخل الحرم الجامعي, هجموا عليه بشكل وحشي و حقود. لقد كشفوا عن وجوههم الحقيقية.
لقد عرفنا بأن المعركة إقتربت. و إن النظام قد إنفرد بنا لتكون معركته الأخيرة لتصفيتنا. و هنا كانت المواجهة و التحدي و الصمود ماكان يدور في خلدنا. نحن شبيبة الحزب التي دخلت الحزب في السبعينيات. و كانت هذه المعركة المصيرية الأولى التي نخوضها. ثم جاء أيار 1978, ليعلن بدأ المعركة, حيث أعدم النظام الدموي كوكبة من الشبيبة بتهمة الإنتماء للحزب الشيوعي. كما كانت جريدة الراصد تنشر سلسلة مقالاتها المكتوبة داخل أروقة الحزب الحاكم في التهجم على الحزب الشيوعي و إجتماع لجنته المركزية الأخير الذي لم يقل شيئا سوى الإعتراض على المضايقة و الملاحقة التي تتعرض لها قواعد الحزب. و هدف اللجنة المركزية في أعتراضها هو المحافظة على التحالف الهش القائم مع البعث.
و هنا بدأت الدماء تفور في عروق شبيبة الحزب..و بدأت ساعة الإمتحان. لقد إنتهت أيام العسل و بدأت الأيام الصعبة..ففي عام 1978 و العام الذي تلاه 1979 خاض رفاق و أصدقاء الحزب في جامعات و معاهد و مدارس بغداد معركة حقيقية..معركة كرامة و مواقف و رجولة. و كنت في حينها قد أجبرت على ترك مسكني المريح إلى المبيت في المقرات الحزبية في بغداد. حيث سأكون ضمن – كما يعلق ساخرين الأصدقاء – كبش فداء في معركة الحزب و رفاقه ضد السلطة.
لقد تم إعتقال العشرات من الأصدقاء و الرفاق داخل الحرم الجامعي. و تم تخييرهم مابين توقيع البراءة أو مواجهة مصير مظلم. و في نفس الوقت سهلت السلطة السفر إلى الخارج لتفريغ البلد من أبنائه الحقيقيين, لترميهم في غياهب الغربة القاتلة.
لقد قدمت منظمة الحزب الطلابية في بغداد العشرات من الشهداء في هذه المعركة. و كان في مقدمتهم قادة المنظمة أبو حيدر و منعم ثاني و خالد يوسف متي و علي بوتو و أزهار و أم أيار.
إنني أقف اليوم – بعد أكثر من خمس و ثلاثين عاما – لأناشد رفاقي الذين عاشوا الأحداث معي لتذكر و تدوين أسماء شهدائنا في هذه الحملة. فنحن مدينون لهم, فهم كانوا وراء نجاحاتنا..فبفضل بطولتهم و جهاديتهم و نكران ذاتهم, كان لنا و للحزب المواصلة و الديمومة..
إنهم يعيشون فينا..في أحلامنا..فهم الوقود الذي يمدنا بالعزيمة و الإنطلاق..
كفاح حسن..أوائل شباط 2014



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحتضار الحجاج الكردي..
- في ليلة الصعود الى السماء
- الليل و القمر .. وبهاء
- فداءا لمثواك من مضجع
- فارس كربلائي في وديان قنديل
- في الذكرى السادسة لرحيل وضاح
- صفحة مطوية من تاريخ العنف السياسي
- لاحت رؤوس الحراب - في الذكرى الخامسة لأستشهاد وضاح
- وداعا أخت الشهداء و أم الشهيد
- مقاتلات عنيدات
- - يا ليت الليالي تجمع شملنا!-
- أزمة..أم إنهيار!
- غفار كريم .. جندي مجهول في صحافة الحزب الشيوعي
- خالد يا خالد
- غانم..ياستار
- ملا حسن -أبو ئاسو-..وداعا!
- الأشجار تموت واقفة
- شامي غريبون -عشاء الغرباء-
- مناجاة لفتى الفتيان
- أحلام كالأوهام..و أوهام كالأحلام


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - رفاق خالدين في معركة مصيرية