أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - كفاح حسن - المعركة المصيرية في الحانة الشامية














المزيد.....

المعركة المصيرية في الحانة الشامية


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 04:21
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


بعد منتصف الليلة الماضية قادتني ساقاي نحو نادي ليلي شامي كان مزدحما بشكل غير طبيعي. و هناك عرفت بأن معظم جمهوره كان من العراقيين. واخترت لنفسي طاولة خلفية. و إلا إنني عرفت بعدين بأن عند الطاولتين المجاورتين لي كان يجلس أيضا عراقيين. عندما بادروني بعد الجلوس بلازمة العراقيين
- الله بالخير..
و بدأ الغناء و الرقص. حيث ازدحمت الحانة بالبنات المتلهفات لجيوب زوار الحانة..
و بدأت الصولة الأولى من الرقص الشرقي. حيث نزلت الراقصة مع المغني.. ووقفت عند أقرب طاولة لهما. و هنا وقف شاب يلبس الدشداشة و العقال و يشماغ احمر.. ومعه كيس مملوء بالليرات السورية. و طلب من المغني و الراقصة تحيته. و عرف نفسه بالشيخ عمر الشمري..و طلب تحية لعشيرته و أهل الغربية في مقاومة الهمج الصفويين. و رقصت الراقصة على موسيقى..
على ظهور الخيل صعدت الخيالة ..
و أغرق شيخنا المغني و الراقصة و الفتيات الراقصات بأوراق الليرة السورية التي كانت محشورة في كيسه.
و جاء الرد من الشيخ مهند الكعبي.. حيث نزل إلى حلبة الرقص بدشداته البيضاء و غترته البيضاء و هو يحمل كيسا أكبر مليان بالليرات السورية..و هو يحيي أبناء محلة العمارة في النجف والذين هم كما يدعي تاج على رأس الكل..و هنا تحول المغني ليغني
يا عراقنا يا حبيب ..هذولة احنة رجال الغيرة..
و هزت الراقصة بعنف اردافها.. و تعرقت أجسام الصبيات الراقصات من شدة الرقص.. و أفرغ شيخنا هذا مايحمله من ليرات على أجساد الصبايا و الراقصة و رأس المغني..
و لم تنتهي هذه الصولة إلا و شيخنا الشمري يدخل الحلبة من جديد بكيس أكبر مليء بالدنانير العراقية.. و يعدد اسماء أطلق عليهم اسم شهداء مقاومة الغزو الصفوي..و هنا صدح صوت المغني باغنية
يا كاع ترابج كافور
وامتلأت حلبة الرقص بالصبايا المنتظرات لنثر الدنانير العراقية من الشيخ الشمري.. و التي نثرها في لحظات على رؤوسهن..
وكان منضدتا الشيخين مغتصتين بحاشيتهما و عليهما كل ما لذ و طاب من مأكولات و مشروبات..
و هنا دخل الحلبة شيخنا الكعبي و هو حاملا لكيس مليئا بالدنانير العراقية..و هو يصرخ ممجدا بشهداء لواء أبو الفضل العباس. و فاجأنا المغني بترديد قصيدة حسينية..
أخاف من اعوفك بعد ما اشوفك
ثم هزت القاعة صخب الطبول و اعمت العيون الاضوية الملونة و المغني يغني
ها خوتي عليهم ها عليهم
والصبايا إحمرت وجوههن من الهز و القفز و جمع أوراق النقود المنتشرة على الأرض.
و عرف صاحب الحانة من أن المنضدة بجانبي يجلس عندها أبناء مدينة حديثة المقاتلة. فطلب من الراقصة التوجه نحو المنضدة .. ليدخلوا في هذه المعركة المصيرية. فما كان من كبيرهم إلا و يطرد الراقصة بغضب. رافضا الانضمام لهذه المعركة.
و استمرت المعركة حامية الوطيس مابين الشيخان الشمري و الكعبي.. وفي كل صولة تغرق أرض المعركة بالدنانير..
وقام أحد الخبثاء بتبليغ صاحب الحانة بأنني من كربلاء. و ربما لدي أكياس من النقود سأصبها في ساحة المعركة فوق رؤوس الحسناوات الشاميات..فقطعت شكهم باليقين بأنني لست اهلا لهذه المعارك البطولية..
و انتهت المعركة بمغادرة المطرب و الراقصة و الصبايا الحانة بغنائمهم من مختلف العملات..
و حملت الحاشيتين شيخاههما مخمورين إلى حد الثمالة..
و ما كان من جاري الحديثي إلا أن يصرخ بحسرة..
- اولاد القحبة..
فاجبته بمقطع قصيدة ابن النواب..
- اولاد القحبة لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
فحضيرة خنزير أطهر من اطهركم..
نعم هذه بطولاتنا منذ أمد التاريخ
بطولات المواخير و الغانيات
أبطال فيما بيننا
و جبناء أمام أعدائنا الحقيقيين..
لعن الله الشيخين فقد حرمونا من سهرة هادئة و مريحة.

كفاح حسن
دمشق
27 أيلول 2016



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أحرقت الكرادة
- من ذاكرة الأيام .. حاجي بختيار
- وجوه لاتنسى
- ليلة ليست كبقية الليالي..
- اعتداء مرفوض على شروق العبايجي
- شكر..و توضيح
- تأريخ نضالي حافل..لابد له أن يستمر
- الشهيد شالاو..ذكريات برائحة الدم و الأرض
- و الله عيب!
- كفكفي دموعك يا تكريت
- حديث هاديء وسط سعير النيران
- إنطباعات
- الشيخ القزويني يشعل نيران الحرب الأهلية
- دروس و عبر
- الداخل و الخارج..و مهرجان الأنصار!
- رفاق خالدين في معركة مصيرية
- إحتضار الحجاج الكردي..
- في ليلة الصعود الى السماء
- الليل و القمر .. وبهاء
- فداءا لمثواك من مضجع


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - كفاح حسن - المعركة المصيرية في الحانة الشامية