أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - دنى غالي. الحلم بأستعادة رجل حالم ...في : الأرق إستراحة النوم / مقداد مسعود















المزيد.....

دنى غالي. الحلم بأستعادة رجل حالم ...في : الأرق إستراحة النوم / مقداد مسعود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


دنى غالي ..
الحلم باستعادة رجلٍ حالم!
"الأرق إستراحة النوم" مقداد مسعود


تميل العينان إلى استسلام ما في مواجهة قتامة شعرية ربما في ذلك الأزرق الداكن للعنوان والغلاف، إلى استعداد للإمعان في عمق الغروب، إلى المساءات، وساعات الليل التي يحسم العنوان نيتها افتراس النوم والقضاء على الموت المؤقت للشاعر "هكذا أفوّت على النوم هبوطه الاضطراري"، ولكن الفجر ومراياه والنهار وبرده ينفلت من قبضة العنوان ليغلب بحضوره حين يوجه في أقل غواياته دعوة"إليها" من أجل المشاركة في تناول "ماعون شلغم" في ساحة أم البروم، رغم ان التعاقب يحدث بخطوات قصيرة ينقطع أثرها فجأة.ولكن؛تعالي، كلمة تحمل صدى، فيها يجتمع نداء الحب والحرية معا، دعوة جوانية من دون شك، افتراضية، لن تسمعها، وإن سمعتها فاحتمالية تلبية الدعوة ضئيلة جدا، افتقاد خاطف، في بردٍ منكسر ورائحة تلفح وجه رجل حالم!
(2)
من دون حاجة ل "مقدمة ابن مسعود" تدفع اللغة الشعرية المرتخية الصافية للنصوص إلى علاقة مباشرة مع النص، وتلك الغرابة التي أضفتها الألفاظ المنتقاة بأقصى الدقة، بخصوصية التراكيب اللغوية والعذوبة في صفّها إلى بعضها فرضت ألفة ودهشة مباغتة في فضّ النصوص الواحد يلو الاخر حتى آخر صفحة. ما دفع إلى الالتحام بالنص أيضا وتمثّله مرة واحدة هو ذلك الإحساس العميق بمحليتها، عبر البلبل البطين، الذي كان قد "رتّل ما تيسر من مذاق البرحي"، وسَكَرَ حتى الثمالةبينما "خصلةُ شمسٍ تستلقي على أذرع السبحبح النحيل"!
(3)

يفعّل النص قلقاجميلا في النفس تارة[ المزهرية اختفت من ذاكرة الجوري] و [ الوردة الطرية تعاني من انسداد في الشرايين]، ودلالة الحزن متفردة وهو يؤكد اختفاء مشاهد وشواهد الطيبة في المدينة [ أيتها الأم.الأم السوداء. يا مرضعة السمر. البيض الشقر. يداكِ/ لذيذتان/ كالكماتيل]. وتارة تذهب الروح في جولة تأملية بابتسامة عريضة صادقة [ تخيط السكر بالشاي/هذه الملعقة وهي/تدور/تدور في كوبي الأزرق].
(4)

عناوين جامعة، عناوين كبيرة وأخرى صغيرة لشحن الذاكرة والتقاطات لا تخلو من الجمال السهل الممتنع من أجل استدعاء لحظة وإن كانت مسنّة في "توقيت برتقالة مزاجك" و"كورنيش الفرشاة".الذاكرة أيضا للمقاضاة، أو تأكيد للبراءة التي لا ننفك نطلبها. هو قلق التعرف على ذواتنا، ولابأس بقليل من الزهو والاختيال فها هي صفحاتنا البيض مفتوحة أمام صفحاتهم السود المطوية. ومادامت الحياة ماضية، والطبيعة لها قوانينها فلِمَ الصراخ والشكوى والتباكي على مصائرنا، دعنا نحلم، لنحتفي بوجودنا ونكتب له تواريخ احتفالية بنكهة اليومي الأحب إلينا كأن يكون ثلاثاؤنا برتقال، والخميس شروقُها أو شروقه المختوم بشط العرب، والساعة تشير منتصف العنب. هذا هو نهج الشاعرالمهزوم بانتصاراته،المنسحب المحتفظ ب "نبرة خفيضة" وإن علت كلما خفتت!الذي يخزه شيء ما فيود لو تأكد كل ليلة من نزاهته [ برأس مغمض العينين/وكفين مبسوطينأتنزه. قميصيلا دخل له برقعة / الشطرنج حذائي الخفيف/ سمعته جيدة / وهذا البنطلون /من تلك. الحرب]
(5)

يغالي في عزلته التي يشبهّها بالنور لقلبه، والظلمة لخصمه. عزلته (اجتماعية كانت أو فكرية) خيار، ومنفاه طوعي وهو خبير بالطيران وان كان في قفص، مترفع عن المغريات فلا أنبل ولا أعظم من الحرية بالمقابل والتي لا يقاضيها بثمن. ولكن تلك العزلة لا تبتّ بشأن انبهاره في هذا الكون، لا تبدو عزلة كونية حين يبدو لنا طفلا،غير شكّاء،يقذف بنفسه وسط الحياة " منذ دشداشتي المقلمة الأولى"، منشغلا بشؤون العيش والحياة وآلامها ملتصقا بالطبيعة، متورطا بمبدأه إلى ما بعد السجون "إلى ما بعد هذه القصائد".وان كان من منطلق سعادة اليائسين في الحياة، أو ما يصفه ب"الاكتفاء الذاتي العراقي"،فهو يعيش يومه ولا سبيل لديه إلا الإيمان بنفسه، بتعويله على الضمير الانساني، إلى جانب الإرادة التي أطاحت بالصخرة وفتتتها، كما فعل سيزيف خاصته،فروح المواصلة لا تموت مادام لا حصر هناك لطقوسه؛ في الأولى كانت رياضة عاطلة، والثانية ذلك النقاء والبراءة المنشودة، وفي الثالثة التحرر من الملكية والرضى بمواصلة الحياة بركل قدميه لمؤخرته.
[بقبضتيه طحن الصخرة/ وقصد نهرا/ واغتسل من الآلهة/ ولم يكره الجبال]
[ أنقع حروف الخبز بالماء/ أرتقي السطح..لأطرز السياج بفتيت الخبز/ ولا أنتظرفالطيور أكثر خجلا...]
[ثروتي الوحيدة/ هي الركض/ركض حررني من التوقف/ وحررته من الكراسي]
ولكأنه العصفور ذاك الذي نتف ريشه بنفسه في القفص هذا العراق، كيف ينصرف الأرق وسماؤه التي لم تسع الألم العظيم في ماضيه، ولا تسعه في حاضره،الذي "لايغترب الغراب فيه ولايضجر" وفيه؛[لم يتوقف الأمل عن التدحرج- الغابة عن التدخين-الجبل عن الاشتعال]

من النصوص..


تعالي
درسٌ دافيء
هذا البرد
مع ماعون شلغم في ساحة أم البروم
(2)

هزائمي تزيد
عزلتي نوراً
أي ظلام ٍ
لطخكم
بانتصاراته
(3)


كماتيل
أيتها الأم...
الأم السوداء..
يامرضعة ..
السود ...
السمر...
البيض ...
الشقر...
يداك ِ
لذيذتان
كالكماتيل .
(4)

ماتيسر من البلبل في البرحي ..
الوردة ُ...
مغلّقة الأجفان .
في طمأنينة الثيل
: ماء...
لايتوقف عن همسه ..
صباح ٌ : بطراوة أجاصة ..
الشمس : فرشاة تلّمع الثيل وتندس في أجراس ..
الأزرق ..
الوردي..
والناصع ..
خصلة شمس ٍ تستلقي على اذرع السبحبح النحيل
نسيمٌ يتراخى، كأنه ُ
من مروحة ِ سعف ٍ
بكف عحوزٍ غافية ٍ
على حصير ٍ.
من ذهب العرجون بملقطه الناعم ،
يلتقط ما خف وزنه الرطيب ، هذا البلبل البطين .
وحين يكتفي ..
يرتل ُ ماتيسر مِن مذاق البرحي ..
(5)

أسهرُ في رواية ٍ لأندس فيما يترك السرد
من لقى
أهبط في أزقة ٍ
لاتهبط الشمس عليها
ليلها ليل ٌ ونصف سرداب
ثم أتوارى...
في خان ٍ عتيق يتنفس
: أتمرى هذه الروائح السعيدة
وهكذا..
أفوّت على النوم هبوطه الاضطراري.
(6)

بعد ظهيرة صيف جنوبي امتدت ثلث قرن
ثروتي الوحيدة
هي الركض
ركض ٌ حررني من التوقف
وحررته من الكراسي
وماتساقط
ويتساقط مني أثناء اللهاث
ليس مني..
شكراً له دائما
جعل عقبيّ قدمي ّ وحدهما تركلان مؤخرتي
هل...
هذا هو الاكتفاء الذاتي العراقي ؟!
(7)

لاتتسلحي بالتفاح،فالساعة تعلن
: التوت والنصف وخمسة صحون
دعي نسوة المدينة يقشرن ساعاتهن
عبر الواتساب ونزهات مكيّفة في ذلك المول
لاتستعملي التفاح مكواة ألسنتهن
في هذا الصيف الفارغ من اللبن
والساعة تشير : منتصف العنب
أهزُ اسمك ِ
فيغمرني
وجهك ِ
برهافة زهرة آس .
(8)
هنا لايغترب الغراب ولا يضجر ..
لايستحي ولايشتهي النوم
يسترخي..
ولاسرير له ُ
غير هذا الجسد المكتظ بالعراق
(9)
روزنامة

البرتقالي : ثلاثاء
السبت : غسيل الأحد
يعضُ سبّابته الأربعاء
يتمطى مساء الجمعة في فراش الإثنين
الخميس : شروقك شط العرب .
(10)
الذي تدحرج من دونهم كلهم
هو الأمل ُ
فأنكفأت الشمعة ُ على قمة ِ الجبل ..
مثل شرشف ٍ نسيناه أياما تحت شمس تموز
اشتعل الجبل ُ
دخنت الغابة ُ كل سجائرها الخضر
واشتوى الطير ُ والليل ُ والقمرُ وتفحمت الذكريات ُ
لم يتوقف الأمل عن التدحرج – الغابة ُ عن التدخين – الجبل عن الاشتعال.



* المقالة منشورة في (طريق الشعب ) / 28 شباط 2017
*مقداد مسعود/ الأرق إستراحة النوم / دار ضفاف / ط1/ 2016/ بغداد- قطر – الدوحة – الأمارات العربية المتحدة – جمهورية مصر العربية – القاهرة – الجيزة .



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحسن تصنيفك بين الأشجار ..يا غانم حمدون
- الرفيق غانم حمدون : بداية ثانية
- منظومة الوعي والخطاب الشعري في حافة كوب أزرق
- شمس سركون/ كهف أفلاطون
- الرفيق فهد
- في صوتك الأيائل تعدو. الشاعر طالب غالي : يعزف الوتر السادس
- يا..طالب غالي
- تصنيع الكذب ثقافيا في (كيف تتحدث عن كتاب لم تقرأه ؟)
- التعالق الوظيفي وخبايا المسرود الروائية نضال القاضي : (سيرة ...
- من وظائف المخيلة في شعر مهدي محمد علي
- الأنا بالإستعارة دنى غالي في : لاتقصصي القصص يوم الأربعاء
- بساطيل عراقية / لمقداد مسعود - الوحدة الأولى / سرد التأريخ ش ...
- تشيزاري بافيزي / مهنة العيش وهواء الكريستال ..
- كيفية المسؤول. نسكافيه مع الشريف الرضي والروائية ميادة خليل
- فرناندو بيسوا
- جهتان لصوت واحد. غرفة السماء: ميس خالد العثمان
- أجناسيتان للسرد. . / زهدي الداودي برفقة صالح سعيد..
- اليد الثالثة والعقبة المعرفية / جورج طرابيشي 1939- 2016
- كيف استطاع خمسون كتابا عظيما إنقاذ حياتي
- هل نقول المدينة ..؟ أم نتخيلُها/ أحلام باصورا ...للقاص محمد ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - دنى غالي. الحلم بأستعادة رجل حالم ...في : الأرق إستراحة النوم / مقداد مسعود