أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - منظومة الوعي والخطاب الشعري في حافة كوب أزرق















المزيد.....

منظومة الوعي والخطاب الشعري في حافة كوب أزرق


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 14:05
المحور: الادب والفن
    


منظومة الوعي والخطاب الشعري محمد يونس
في حافة كوب أزرق

الشعر مثال حي للاحاسيس التي ليست تواجه بصريا،بل يكون هناك ايحاء يرسمها لنا بصورة اخرى، وبدل أن تكون عضوية فتصبح ايقونية، وهذا احد مضامين الشعر، والصورة الشعرية ترتبط مباشرة بالبعد الاقوني، والذي هو يتفق مع تفوق اللغة الشعرية وتعديها الشكل الاجتماعي الثابت الزمن، حيث زمنها اكثر تحررا، لكن لايتأثر المعنى بل يتطور من معنى مباشر الى اخر غير مباشر، لكن لايقف عند هذا الحد، لكن ترسيم جودته وبعدها الجمالي يكون في مستوى متميز في قصيدة النثر، حيث هناك بلاغة شعرية غير مرتبطة بعمق ايحائي، بل تجاور وجود حساس للمعاني الشعرية المباشرة واحيانا تتداخل معها لضرورات شعرية، ويقابل هنا الحس الاجتماعي حس القصيدة، والشاعر الذي يسعى للجودة يناور بقصيدته هنا بفضاء تراكبي، واقع – معانقة وجود – التعبيرعنه – تأويله، ويكون التأويل بأحالات شعرية تكون هي شفرات الشاعر، ويكون المضمون الفلسفي معيارا اساسا لها، وقصائد مقداد مسعود في ( حافة كوب ازرق)، تتباين فيها كيانات القصائد بين معنى عام واخر- اوسع واخر – وثالث اعمق، وهي تجربة حيوية لتجاوزها السياق النمطي للكتابة، اي أن تقصي الشاعر يبدأ من الحقيقة الى الدلالة الشعرية،لكن يتجاوزذلك الحد الدلالي بتصاعد ايقاع القصيدة نحو معنى اعمق وخالص الذاتية، وهناك معنى مقابل للشعر في القصائد، وهو فلسفي البعد، وسنبدأ من دلالة العنونة او ما يسمى الان النص الموازي .
النص الموازي اللون والأيقونة – أن دلالة العنونة في اطارها بلغة عضوية هي مباشرة سيموطيقيا، لكن هنا علامة لغوية وايقونية ليس من السهل استيعابها نصيا، وهي بسياق نثري في معطاها بتأكيد مباشر، فأن عنونة مجموعة شعرية كما ( حافة كوب أزرق)، عربيا تحيلنا الى وعي الحاج او بيضون اوالماغوط، حيث هم كأقطاب مهمة وعلامات فارقة في قصيدة النثر العربية، يميز وعيهم العنونة كقيمة جمالية اضافة لما تتصف به كعتبة نص نثري، وايضا تشير العنونة بأحالتها من جهة الى مدرسة النثر الفرنسي التي تهتم بالايقونات، كونها علامات سيموطيقية اذا جاز التوصيف هي دائرية، حيث ممفردة (حافة) لاتحيلك الا لذاتها، وكذلك مفردة ( كوب ) ايضا هي كذلك تحيل الى ذاتها، ولانها غير متصلة كون لايشيرالكوب الى ماء او عصير، فيعني هنا أنه فارغ، وبهذا يشير الى نفسه، لكن مفردة ( ازرق ) وهي لونية فأذن هنا هي تشير الى بعد رمزي، فالدينا السماء بلون ازرق، وفي الفن التشكيلي تعبر المرحلة الزرقاء اهم مراحل بيكاسو، ونقف هنا على اساس اللون الذي هو رمزيا ايجابي، فالكوب الفارغ قبالته اللون الازرق يمثل السماء التي تمطر فتمنح الحياة الديمومة، وخلاصة تتداخل الافكار ازاء العنونة فتنتج بعدا فلسفيا،ويقابل محتوى الكثير من القصائد، والعنونة هنالا تؤكد بذاتها البعد الفلسفي، لكن عبر الاطار الدائري في التفسير المطلوب من هكذا عنونة، نجد هناك تكريس لبعد فلسفي، واخيرا نقف على ناصية البعد الاستاطيقي في العنونة، حيث لونيا هناك وحدة جمالية وايقونيا ايضا، وطبيعي تنفذ الى كيان النص الشعري من خلال التعالق النصي بين العنونة ومتن القصائد .
المثال الشعري ورؤيا الشاعر- يقدم لنا مقداد مسعود في قصائد(كوب أزرق)، امثلة شعرية هي ليست مجملها من الخيال الشعري، وأن يكن ذلك فأن رؤيا الشاعر حاضرة بوعي غير نمطي، وتجد اغلب الصور الشعرية لا تخلو من ذلك، واقصد بالمثال الشعري هنا، هو موضوع مركز يجعل الصورة الشعرية تنتقل من هيمنة النص في تفسيرها، الى ادراك الشاعر بها، لكن ليس بتحكم شخصي، بل برؤية ابداعية، والمثال الشعري ايضا بوصفه نتاج تجربة بين وعي الشاعر وذائقته الشعرية، وكذلك النص رمز بينم شخص الشاعر ووعيه الشعري، ففي قصيدة ( سيرة .. غير شخصية )، تبدي العنونة ابعاد دالة، حيث مفردة – سيرة – لم تتصل مباشرة بالمفردتين التاليتين، والنقاط تمثل موقف تحديد دال، والعنونة تتوافق مع المبدأ الشعري في المعنى الذي سعت اليه .
كان الليل:مصباحنا اليدوي في البحث عن اسباب الشهيق
نهارنا..في ليل كهفنا نبصره ونغزل صبرا
بلغ طوله مليون سنة فقط
فأورثنا الصبر هذه الأم المعشوشبة الخضلة المعدنية...
وأورثنا الظلام تطوير عمى الالوان
وهكذا اختفت مخاريط اللون في شبكيات عيوننا
كم يحتاج قارىء تاريخنا
من مخيال ملحمي
ليكمل.....
خارج ايروس الافتراض
لقد قدم الشاعر مثاله الشعري، والذي هو يقابل وعيه، وعلى وجه الخصوص وعي القراءة، وقد رسم ملامحه في هذا المقطع الشعري، حيث تشير الصورة الشعرية الى عنصر وعي، مثلما هي تشير الى بناء مستحدث في سياق جملها، حيث الغرض الشعري ما سعى للتأثير العاطفي، بل للبعد الفكري ومنظومة الوعي في الخطاب الشعري، لكن لم يغب البعد الاستاطيقي عن كيان القصيدة .
أن رؤيا الشاعر وحلمه وقضيته، جميعا قد تكرست في خطابه الشعري، وأن وحدات التمثل في القصائد، وهي خارجيا وعي ذاته، وداخليا وعي نصه الشعري، وطبعا تقترب تلك الصيغة التي تمثل الرؤيا، من مالارميه عالميا، ومن عباس بيضون عربيا، حيث لابد أن يلازم وعي الذات وعي النص، وطبعا الشاعر هنا داخل نصه يكون ليعر خارج كيانه الشخصي،ففي قصيدة (شفق في جبة السهروردي)، هناك محاكاة لكيان السهروردي وقيمته التاريخية، لكن المتن الشعري المرقم كمقاطع شعرية، هو يستهل بفكرة ذات بعد دال مختلف .
ليلة ....يا حلب
حلمي...يكرر هذه اليقظة:
أشجار تركض تركض تركض....
في حلم واقف
الناس: حشف يتساقط من نخلة واحدة
البوق: يلطخ قمصاننا...
ثم يرمي بنا من قلعته المسرعة..
توالت معاني من انساق مختلفة الزمن، ففي بداية الاستهلال كان هناك معنى بارع في جملة – حلمي ...يكرر هذه اليقظة:- ومن ثم تغير ايقاع الزمن بعد ورود شعر احتمل فعلا بزمن محدد، وهنا تحدد المعنى بواقعه، والصورة الشعرية كانت هنا بيانية، ولكن ليس فقدت اي من صفاتها، بل صارت بصيغة فنية جمالية، حيث هناك صورة شعرية هي عامودية، تقابلها صورة اخرى افقية، وهنا تقرأ القصيدة من جهة حسيا، ومن اخرى تكون ممكنة التلقي للقارىء العادي .
إن اللغة في السياق النثري هي ممتلئة دون إن تبلغ مستوى الترهل الذي كثيرا ما بلغته قصيدة العمود والتفعيلة أيضا بنسب اقل برغم جوف اللغة ، وطبعا يجب إن نعرف إن المحو ليس سيولد سباتا بعد إنهاء وظيفته ، بل إن وظيفته هي متراكبة ومتلازمة وصفة إن يكون خلاق توجب عليه رسم معنى جديدا ، وتلك الميزة تنتهي بانتهاء آخر جملة في القصيدة ، وهذا ما يمنحها التميز والهيبة والسمو الجمالي المتجدد أيضا ، وطبعا لا نقصد هنا رسم موقف أيدلوجي للنقد ، بل توجهنا لعامل المقارنة هو من اوجد الفوارق الدلالية وليس الاعتقادية فقط ، وهذا جانب طبيعي في إن يتميز اليوم النص النثري شعريا بإطار السمو والتصاعد فقد امتد تاريخ العمود أفقيا لقرون ، ولم يقدم للإنسان ماهية خلاصته عبر الإطار الأدبي للشعر ، فيما السياق النثري انبثق من تلك الخلاصة وتصاعد بها داخل الجوهر الإنساني دون أية إزاحة للذاكرة البشرية، واشتملت قصائد (حافة كوب ازرق) على مقومات لغة شعررصينة القيمة الابداعية، ففي قصيدة (ليلة مندلستام)هناك صور تميزت بسياق جملها الشعرية، حيث تجد المفردة غير خاضعة لسياق لغوي، وهي تتجه الى عنصر الجرأة الأدبية في كيان الشاعر ورمز وعيه، للتمثل به، وتلتزم حسه الادبي، وبذلك قد خففت حدة ايقاعها، وكذلك ساهمت في تكوين صورة شعرية غير نمطية المفردات .
هل نكاية بهيغل
صيروا الافتراضي حقيقتنا الكالحة
جعلوا النهار:خفاشا يتدلى؟
وهاهي المرايا
لا تكف عن التأمل في ذاتها....
هل المرايا
أمكنة لزمان مبعثر
تؤكد نفسها بالممحاة؟
فيقصائد ( حافة كوب أزرق) نجد إنّ النص الشعري له لغته التي تتعدى الوصف الاجتماعي وتفسير شكل أنماط الحياة، بل تسعى لتحقيق حس الشاعر مقداد مسعود وما عبر عنه غوته في أنّ الشاعر ليس هو الذي من ينظم الشعر، بل إنما الشاعر هو الذي يعانق العالم وكما يمكنه بعد ذلك التعبير عنه. وفي هذا السياق يمكن أن نقر بحقيقة الشاعر الوجدانية التي تتحرك كفطرة نص وتحقق بالتالي غايات الشاعر وعلى الأخص تفسيره لكينونة الوجود، وقد بلغ وجوده المفترض داخل نصوصه الشعرية، التي قادتنا الى عالم مختلف من القيم الشعرية .
*المقالة منشورة في (طريق الشعب) 20 شباط 2017



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس سركون/ كهف أفلاطون
- الرفيق فهد
- في صوتك الأيائل تعدو. الشاعر طالب غالي : يعزف الوتر السادس
- يا..طالب غالي
- تصنيع الكذب ثقافيا في (كيف تتحدث عن كتاب لم تقرأه ؟)
- التعالق الوظيفي وخبايا المسرود الروائية نضال القاضي : (سيرة ...
- من وظائف المخيلة في شعر مهدي محمد علي
- الأنا بالإستعارة دنى غالي في : لاتقصصي القصص يوم الأربعاء
- بساطيل عراقية / لمقداد مسعود - الوحدة الأولى / سرد التأريخ ش ...
- تشيزاري بافيزي / مهنة العيش وهواء الكريستال ..
- كيفية المسؤول. نسكافيه مع الشريف الرضي والروائية ميادة خليل
- فرناندو بيسوا
- جهتان لصوت واحد. غرفة السماء: ميس خالد العثمان
- أجناسيتان للسرد. . / زهدي الداودي برفقة صالح سعيد..
- اليد الثالثة والعقبة المعرفية / جورج طرابيشي 1939- 2016
- كيف استطاع خمسون كتابا عظيما إنقاذ حياتي
- هل نقول المدينة ..؟ أم نتخيلُها/ أحلام باصورا ...للقاص محمد ...
- كشتبان
- المكان كجوهر ذاتي ..لدى القاص باسم شريف
- ريم الكمالي..تصنيع المجد / في روايتها الأولى (سلطنة هرمز)


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - منظومة الوعي والخطاب الشعري في حافة كوب أزرق