أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد محسن عامر - الحشيش إرهابيا














المزيد.....

الحشيش إرهابيا


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 15:50
المحور: المجتمع المدني
    



لنحاول دوما عدم تنميط رؤانا للأشياء ، و لنسعى إلى تقليب المواضيع محل السجالات العقيمة عسى أن نجد مخارج لم نكن منتبهين لها لحل هذه المآزق التي تراكمت على هذا البلد المكثف بكل شيئ يبعث على الإشمئزاز و البؤس .

تعاطي الحشيش ممارسة ثقافية مرتبطة بقوانين التوارث و التقليد ..لا تتفاجؤوا من هذا القول ..أي نعم "التكروري" عشبة مخدرة كانت إلى حدود الإسقلال مادة شرعية متداولة في الجريد يقتنيها الناس بعد صلاة العشاء مع قرطاس العرعار عمارة السبسي ..و لم يكن في تعاطيها حرج لا أخلاقي و لا ديني و لم تكن تدخل ضمن منطق القياس الفقهي مع المسكر ، إلى درجة أن علي الدوعاجي تغنى بها في أحد نصوصه الأدبية الجميلة .. حتى منعها بورڨيبة و دخلت طائلة المحظور و اضمحلت مع الزمن .
هذا النوع من الحشيش كان يأتي عبر مسالك التهريب عبر الصحراء التي يحفضها أهل الجريد عن ظهر قلب و التي كانت الطريق الوحيد للتموين بالشاي و القهوة و القمح و ورق السجائر ..أي أنها كانت ضمن المستهلك اليومي العادي و الشرعي .
تعاطي الزطلة الإشكال فيه ليست تعاطي شخصي للفافة حشيش داخل سيجارة ..المسألة طريق مرور هذه المادة و هذا ما يجب الحديث فيه . عندما نقلب الخريطة نرى ترسيم الحدود ، هو خط وهمي أليس كذلك ؟ و في واقع الأمر أيضا .إذ من الممكن بل و المتاح شرب قهوة الصباح في مدينة نفطة الحدودية على الساعة الثامنة مساءا و تناول فطور العشاء في مدينة واد سوف الجزائرية و العودة بدون جواز سفر (تحقيق سفيان شرابي حول الحدود الذي قيل أنه مفبرك حقيقي بل و أقل من الحقيقة).
قد يبدوا هذا مبالغا فيه و لكن الواقع بكل أسف هو ذاك . المناطق الحدودية تعاني من أمرين ، الأول عدم امكانية تأمينها بفعالية و الثاني و الأهم تواطئ نسمع عنه و يعلمه سكان المناطق الحدودية جيدا مع حرس الحدود مع المهربين الذين تحولوا إلي شكل من التنظم يشبه المافيا في الهيكلة و طريقة العمل . و هذا ما سيدفعنا للحديث حول النقطة المحورية .

تجارة التهريب التي تتكون أساسا من المحروقات و البنزين و السجائر و المخدرات تتحرك وفق ظوابط صارمة تفرضها طابع الإحتكار لدى المهربين الذين يكونون لوبيات شديدة التنظيم و التنسيق و في تداخل مع وحدات الحدود داخل منطق الإرشاء و الإبتزاز المتبادل (سكان بن ڨردان مثلا يفهمون هذا جيدا) . الخطر إذا ليس استهلاك المادة و لكن كونها جزأ من لوبي كامل من المهربين الذين يخربون الإقتصاد الوطني و يخلقون نزفا قاتلا في النسيج الإقتصادي الهش و تحولوا إلى قوة اجتماعية يصعب يوما بعد يوم ترويضها . و التهريب خط ينتهي في تونس و يبتدأ في مناطق نفوذ الجماعات المتطرفة في الصحراء الكبرى المسيطرين الحصريين على تجارة تهريب السجائر و المخدرات .

تقنين المادة من عدمه ليس قضية حقوقية إطلاقا بل مسألة اقتصادية و أمنية شديدة الحساسية ..إنها قضية التهريب و الفساد و الإرهاب ..



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو جبهة ديمقراطية موحدة في الانتخابات البلدية القادمة‎
- من الثورة إلى الردة
- قانون الإنتخابات البلدية : البندقية ، السلطة ، السياسة
- كرة القدم و الوطنية الرثة
- عن مأزق الليبيرالية التونسية
- اعترافات -يسارية- في ذكرى الثورة المغدورة
- إشكالية الأخلاق عند -العضو- اليساري
- الأمزغة ..العربنة ..التونسة
- عفى المجتمع عن من اغتصب
- الموساد ضيفا في تونس
- إلى روح الزعيم فرحات حشاد
- المراهقة الرسطمية و الشيخ الستيني المشهور
- يسار مهلل -للترامبية-
- الخيار الديمقراطي في المغرب
- -جمنة غراد- و غزالة الشيبانية ..
- المرأة -المفهوم - على منصة الإعدام : إعلام شريك في الإغتصاب
- كمونة بمتاريس من ورق : جمنة و تنميط السياسة
- ثنائية السيد و العبد مقلوبة : تضامنا مع الفتاة السمراء صبرين
- إعادة صناعة التوحش
- فكرة الله الثوري و الربيع العربي


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد محسن عامر - الحشيش إرهابيا