أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الحب قيمة غربية والعلم نورن














المزيد.....

الحب قيمة غربية والعلم نورن


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5432 - 2017 / 2 / 14 - 09:25
المحور: كتابات ساخرة
    


الخطأ في كتابة العنوان مُتعمد لأسباب تتعلق بالكوميديا السوداء ولن تخفى على القارئ.
المحاكم العُليا في الدول المدنية تقع في قمة الهرم القضائي لأي دولة، وهي عادة تنظر في مسائل خطيرة منها محاكمة رؤساء الجمهوريات، والفصل في دعاوى عدم دستورية قوانين، والفصل في تنازع الاختصاص بين جهات القضاء، والتحقيق وإبداء الرأي في صحة الطعون المحالة إليها من مجلس النواب المتعلقة بصحة عضوية أي من أعضائه،والفصل بطريقة الطعن بالنقض في الأحكام النهائية في الجرائم العسكرية، وغيرها من قضايا رفيعة أو سيادية لا تنظرها المحاكم العادية.
وبمناسبة عيد الحب أصدرت المحكمة العُليا، وليس أي محكمة اخرى، في إسلام أباد قرارا بمنع الاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من شباط/فبراير، وطالبت الصحافة بوقف الترويج لهذه المناسبة التي تعتبر لدى البعض في باكستان "انحلالا أخلاقيا وتأثرا بالقيم الغربية".
أصدرت المحكمة العُليا هذا القرار بعد تلقيها مناشدات من متزمتين لا يعرفون من الحب سوى تسيّد الرجل على المرأة، ناهيك عن كونها دُمية مطيعة لتنفيس رغباته الجنسية، وقد وصفت هذه المناشدات هذا العيد بأنه يتخذ من الحب "غطاء" للترويج "للانحلال الأخلاقي والعري والفحش...وهو ما يخالف تراثنا الكبير وقيمنا".
التراث الكبير والقيم نفسها التي اغتالت بينظير بوتو وجعلت المرأة خانعة تقبل العنف الاسري والتعنيف تحت وطأة التلقين الديني وقلة التعليم والبطالة كونها عالة، فقد صدر عن "صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA إحصائية تقول أن 53% من مراهقات باكستان يعتبرن ان الضرب مبرر لسبب واحد على الأقل من قبل الأزواج هو رفض ممارسة الجنس، فالضرب ترسّخ في العقول جيلا بعد جيل بسبب حديث "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فأضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"، مع عدم إغفال حديث "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".
احاديث وردت في عصر غير عصرنا ويستحيل ان تنطبق اليوم سوى على امرأة قروية أميّة لا تعمل. المرأة الوزيرة ورئيسة الجمهورية وعميدة الكلية والطبيبة يستحيل ان تخضع لما خضعت له المرأة من 1438 سنة، فالمرأة المحامية التي ينتظر موكلها حكم اعدام في صباح اليوم التالي غير مهيأة لتمارس الجنس مع زوجها ليلا لأنها تحتاج إلي مراجعة اوراقها ودفاعها، وغير لائقة نفسيا لممارسة الجنس، ومن المستحيل في الوقت نفسه ان تكون زوجة لرجل يؤمن بمسألة الضرب غير المبرح لإجبارها على ما لا طاقة لها به، ناهيك عن عدم استعدادها لتمارس ذلك الامر كدمية مطاطية.
طالب قرار محكمة باكستان العُليا، الذي نال استحسان الأحزاب المستفيدة من الاسلام سياسيا وتُلزم الناس بثياب ونُظم لم تعد موجودة سوى في كتب التاريخ، الصحافة الإلكترونية والمطبوعة وقف الترويج لهذا العيد الغربي، لكن بعض المطاعم في إسلام أباد الأكثر انفتاحا من عقليات قضاة المحاكم العُليا وترى في العيد مناسبة احياء عاطفة قد تكون مطمورة تحت وطأة ظروف وروتين العيش، واصلت بعث رسائل نصية للإعلان عن سهرات في ليلة هذا العيد، وهذه الرسائل لم تكن مرفقة بصور عارية ولا كلام فاحش.
مظاهر الاحتفال اختفت تماما من المناطق الأكثر تزمتا مثل مدينة بيشاور في الشمال، حيث اقتصر بيع الهدايا المتصلة بهذا العيد بصورة سرية على القليل من المتاجر، خوفا من الترهيب والبطش ورسائل القنابل المفخخة.
تزامن صدور القرار الاخلاقي في الوقت الذي يسجل فيه عيد الحب اهتماما متزايدا في صفوف الشباب، الذين تأثروا بعالمية المناسبة اللطيفة، رغم الجو المتزمت الذي يطغى على باكستان وينظر لهذا العيد على أنه صناعة غربية ورجس شيطاني ومخالف للقيم.
الرئيس الباكستاني ممنون حسين دعاالسنة الماضية شعبه، الذي تنتشر وتتمدد فيه جرائم الشرف التي تُعاقب فيها المرأة فقط، إلى الكف عن إحياء هذا العيد، قائلا إنه لا مكان لهذه المناسبة في بلده ذي الغالبية المسلمة. ولعل الرئيس ممنون حسين يناشد شعبه هذه السنة بعدم استعمال الالعاب النارية بسبب مخالفتها للقيم والتراث، حيث ان الالعاب النارية اصبحت تقتصر جهاديا فقط على السيارات المفخخة، لأن المشاهد السريالية الملونة التي تعقب انفجارها خصوصا في الاسواق والمزارات، تعتبر أكثر تأثيرا في النفس الأمارة بالسوء ولا تعارض القيم والتراث.
واضح ان حجة "الغالبية المسلمة" هي الستار الذي يقف وراءه المستفيدون من الاسلام سياسيا الذين يستعملون الاسلحة والانترنت، وهي صناعات غربية وبالتالي تحمل قيمه، ويفتون بعدم الاحتفال بالمناسبات الغربية أو تهنئة غير المسلمين بأعيادهم. نسوا أن الشعر العربي منذ إفتتاحيات الوقوف على الاطلال حتى عصرنا يحتفل بالحب وذكرى الحبيب.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطيات غيورة على سلامة الإرهابيين
- سجود الشكر في الملاعب استفزاز وجهل
- ما العلاقة بين المهاجرين غير الشرعيين والمسيحية؟
- في ذكرى اعدام شعباني الذي شنّ حربا ضد الله
- الحشاشون يظهرون مرة اخرى في التاريخ الاسلامي
- نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان
- الجن حقيقة دينية ومشكلة قانونية
- السرقة والاقتباس الادبي والفني
- -الجمهور- بين عصر انفتاح وزمن توَّحد
- من الذي يسيء للذات الإلهية والانسانية؟
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (2)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها
- الاغتيال العقائدي والاغتيال السياسي
- الهوية وقانون الحريات والعلمانية
- المواطنة المتساوية وانفصام الشخصية
- البوركيني وثقافة الملابس
- عالم كيمياء وفقيه كلام
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الحب قيمة غربية والعلم نورن