أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - ديموقراطيات غيورة على سلامة الإرهابيين














المزيد.....

ديموقراطيات غيورة على سلامة الإرهابيين


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 09:43
المحور: كتابات ساخرة
    


تفهمت دول عربية ذات غالبية سكان مسلمين قرار الرئيس ترامب الأمني القاضي، بوقف الهجرة من 7 دول لمدة 90 يوما قابلة للتجديد، حتى يتسنى لإدارة الهجرة الأميركية مراجعة طلبات اللجوء السياسي المقدمة من مواطني دول تأوي عناصر إرهابية، يُخشى ان يندسون بين لاجئين كما حدث في ألمانيا وفرنسا تركيا وقاموا بعمليات إرهابية.
المملكة العربية السعودية أعلنت بلسان وزير طاقتها خالد الفالح بـ"حق الولايات المتحدة في ضمان سلامة شعبها". دولة الامارات قالت انه لا يستهدف الإسلام، وقال وزير الخارجية الإماراتي أن "الولايات المتحدة اتخذت قرارا سياديا، مشددا على أن هناك محاولات لإعطاء الانطباع بأن هذا المرسوم موجه ضد منطقة بعينها، لكن ما يثبت عدم صحة هذا الكلام هو تصريحات الإدارة الأميركية ذاتها التي قالت إن هذا القرار ليس موجها ضد دين بعينه".
مسيرات غير مسبوقة
ورغم ذلك التفهّم من اقطاب مسلمين كان أول الخائفين على مصير اللاجئين غير الشرعيين قضاة اميركيين، جاء رفضهم تنفيذ قرار الرئيس تحت مضمون غريب هو ما قدمه المحامون من مستندات ضد طعن الحكومة على تعليق قرار الحظر، من بينها تصريحات لمسؤولين سابقين في المخابرات، والسياسة الخارجية، والأمن القومي، حذروا فيها من أن الخطر سيضر بمصالح الولايات المتحدة على المدى البعيد.
وقال الرئيس ترامب في تغريده تعليقا على ما حدث "أصدرت تعليمات لوزارة الداخلية لإخضاع الوافدين إلى بلادنا لتفتيش دقيق للغاية. المحاكم تجعل تنفيذ المهمة أمرا صعبا". وأضاف: "لا يُصدق أن قاضيا سيعرض بلادنا لمثل هذا الخطر. إذا حدث شيء فلوموه والنظام القضائي. الناس تتدفق. إنه أمر سيء".
لا أدرى شخصيا ما الخطر الذي سيعود على الولايات المتحدة من التدقيق لمدة 90 يوما في اوراق لاجئين يُخشى ان يندس ارهابيون بينهم.
كما نُظمت عدة مسيرات في الولايات المتحدة ضد قرار الرئيس، لم تُنظم مثلها عندما ضرب الارهاب الولايات المتحدة عدة مرات، خصوصا داخل قواعد عسكرية!
الفارين من الاضطهاد
خارج الولايات المتحدة سارت مؤسسات ودول ديموقراطية على المنوال نفسه متجاوزين سبب قرار الرئيس الاميركي ومتجاهلين المدة المحددة، فحثت منظمة الأمم المتحدة الرئيس ترامب على الاستمرار في حماية اللاجئين بغض النظر عن عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم. مسألة الدين فيها تجنٍ سافر وجهل غير مقبول من منظمة يُفترض انها تراجع نصوصها وتصريحاتها بدقة شديدة قبل صدورها، لأن مسيحيي الدول السبع سيمنعون من السفر ايضا وليس المسلمين فقط.
في فرنسا التي ضربها الارهاب، وسيضربها مجددا حسب الرئيس الفرنسي نفسه، وصف رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت قرار الرئيس ترامب بأنه "يدعو للقلق" وقال إن استقبال اللاجئين من مناطق منكوبة بالحروب "واجبنا".
وزير خارجية ألمانيا التي ضربها الارهاب وخرجت منها خلية محمد عطا ايضا قال "إن قيم الحرية والديموقراطية ومنها حماية الفارين من وجه الاضطهاد والعنف هي أفكار غربية وهي ما يربطنا، وهذا ما نريد أن نوضحه للولايات المتحدة". يُذكر بخصوص حماية الفارين من وجه الاضطهاد، ان الرئيس حسني مبارك منذ أكثر من عشر سنوات طلب من ألمانيا ارجاع بعض الارهابيين المصريين الهاربين من قضايا أمن دولة وموجودين على ارضها، وكان رد ألمانيا انها تخشى محاكمتهم بشكل متعسف غير عادل، وكأن ما فعلوه من تفجيرات واغتيالات كان منصفا وعادلا.
في إيران التي تدعم إرهابيي لبنان واليمن صراحة، وكاد أحد صواريخهم الباليستية المنطلقة من اليمن أن يقصف الكعبة، لم يذكر الرئيس حسن روحاني الرئيس ترامب بالاسم لكنه قال في خطاب ألقاه "هذا الوقت ليس الأنسب لبناء الجدران والحواجز بين الأمم. لقد نسوا أن جدار برلين تهاوى قبل سنوات، وأضاف "نحن في زمن التعايش السلمي بين الأمم". نسى الرئيس روحاني ان يضيف "ونسعى بكل جهدنا إلى امتلاك سلاح نووي لدعم هذا التعايش السلمي". كما تناسى أن هدف جدار برلين يختلف عن هدف جدار المكسيك/الولايات تماما.
قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، التي نددت بشدة بخطوة الرئيس السيسي العسكرية، بتفويض علني صريح من الشعب المصري، ضد من حاول ان يخلق بؤرة منفلتة امنيا في حي رابعة العدوية، "إن القرار صفعة للاجئين، وانه لن يفعل الكثير للتعامل مع قضايا الإرهاب".
وكان تعليق يان إنغلاند من مجلس اللاجئين النرويجي غير ديبلوماسي بالمرة عندما قال: "هذا القرار لن يجعل أميركا أكثر أمنا بل أصغر وأحقر".
الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وتعرضت لإطلاق النار حين كانت في الخامسة عشرة أثناء وجودها في حافلة مدرسية، ونُقلت للعلاج في بريطانيا التي تعيش فيها حاليا مع عائلتها، ولا يستطيع الجميع العودة إلى باكستان بسبب تهديدات حركة طالبان، حثت الرئيس ترامب على عدم التخلي عن أكثر الناس حاجة للحماية.
وفي تطور تكنولوجي مثير استدعت شركة غوغل موظفيها من البلدان التي يطالها القرار الذين يتواجدون خارج الولايات المتحدة في الوقت الحاضر.
لماذا لا تبالي الديموقراطيات بدخول عناصر ارهابية على اراضيها مع اللاجئين؟ هذا شأنهم وسيعيدهم ربيع ديموقراطي إلى صوابهم إن آجلا أو عاجلا عندما سيثور المواطن في الميادين طلبا للحماية من إرهاب وقح متكرر يريد في نهاية المطاف هدم ثقافتهم.
لماذا يهاجمون الرئيس ترامب رغم انه لم يتدخل في شؤونهم، وأعلن ان الاولوية لأميركا وقال انه ليس مع سياسات تقويض الانظمة، وهي سياسة دول أدت فعلا إلى مأساة اللاجئين في "الشرق الاوسط المشوه الجديد" ومقابر البحر المتوسط الجماعية، ولم يلمها أحد حتى اليوم، أو يتهكم على مسؤوليها كما يفعلون مع الرئيس ترامب.
واضح اننا نعيش في تخبط الفوضى العالمية الاولى، وهي نتيجة العقليات التي تعيش في الواقع الافتراضي وترى انه يُمكن تطبيقه على البشر في الواقع الفعلي. عقلية الواقع الافتراضي هذه تظن ايضا انها قادرة على ارجاع المارد الذي أطلقوه إلى القمقم، تماما كما ظنت ان دونالد ترامب يستحيل ان يكون رئيسا.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجود الشكر في الملاعب استفزاز وجهل
- ما العلاقة بين المهاجرين غير الشرعيين والمسيحية؟
- في ذكرى اعدام شعباني الذي شنّ حربا ضد الله
- الحشاشون يظهرون مرة اخرى في التاريخ الاسلامي
- نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان
- الجن حقيقة دينية ومشكلة قانونية
- السرقة والاقتباس الادبي والفني
- -الجمهور- بين عصر انفتاح وزمن توَّحد
- من الذي يسيء للذات الإلهية والانسانية؟
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (2)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها
- الاغتيال العقائدي والاغتيال السياسي
- الهوية وقانون الحريات والعلمانية
- المواطنة المتساوية وانفصام الشخصية
- البوركيني وثقافة الملابس
- عالم كيمياء وفقيه كلام
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية
- أتنادون باالخلافة وتبخلون على خليفة رسولكم بجزيرتين؟!


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - ديموقراطيات غيورة على سلامة الإرهابيين