أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - من ذاكرتي الثانية














المزيد.....

من ذاكرتي الثانية


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


من ذاكرتي الثانية
( * )
ــــــــــــــــــ
سامي العامري
ــــــــــ

ما عندي مُلكٌ،
ما عندي صاحبة وخليلْ
إلاّ أوراقي المغمورة بالسلم
ونوباتِ التقبيل !
*****
توقٌ لأحضانٍ مشعشعةٍ
وسعفٍ رفَّ حزناً في المغيبْ
توقٌ كخيمةِ حاتم الطائيِّ
دوماً يستظلُّ به الغريبْ
وأنا غريبْ !
*****
تآخيتُ والمستحيلاتِ
حَدِّ ابتذالِ الحياة
وخنقِ نواصي الفرات
على وجعٍ وانتظارْ
متَّقدُ الحزن مثل النضارْ
لا لجوءٌ لدفقات روحي،
ولا هزة تبلعُ الدرب،
دربٌ كحلمي منبسطاً ظلَّ
لكنهُ حين رنَّ عليه صدى قدمي
حينذاك فقط قد علا كجدارْ !
*****
أنا الهدهدُ يا سليمان
ما بنى الإسكندر بيوتاً للنمل
بيوت النمل ما زالت خرائبَ متعاويةً
بين صدى كؤوسٍ
وغيومٍ من عطشٍ
فهل لك بوثبةٍ من صولجان
يا شهابَ الدين يا سيدَ الزمان !
*****
لساني وطَرْفك صارمانِ كلاهما
*****
تشوقتُ يا أمي
فها هي أصابعي
تدور قناني العرق بينها كالخواتم!
عرقٌ ولا أرخص
ولو فطنوا لهذا لجلدوني ستين جلدةً
وجلدتُ إلههم تسعين
عمائمُ كالصحون الطائرة
يشمئزّ منها اليقين
وينفر منها الأمل
عمائمُ
بلِحىً تنساب كشلالات من القمل !
*****
هم وحدهم سجنوا المكان وكل آنٍ
ثم طار مع الطيور إلى مقام الربِّ
سربٌ من أصابعِ إتهامْ
خذني معتقةً لهم
أنا من سلالة حرفك الناري،
في ماضييِّ رعدٌ يزدهي بفصاحةٍ
والرعدُ أولُ مَن يحقُّ له الكلامْ !
*****
خاطبَني نافجٌ :
( يا صديقي )،
فرددتُ عليه بأحسن منها
فما عادت الأرضُ تكفيَ خيلاءهُ وغرورَهْ
وعماهُ الذي قد أضاء طريقي
وأبعدَ عني شرورَهْ
*****
حينما كنت رضيعاً
وأصابعي بحجم عيدان الثقاب
كان العالم أسراراً لا تعنيني
ولم يكن عندي وقتٌ
لأهتم بمطلقٍ أو وجودٍ أو عدم
كنت فقط أهتمُّ بإطعام فراشاتٍ
تمد خراطيمها
مُدَغدِغَةً إبطَ وردةٍ ذابلة !

*****
كان العالمُ قَبلَك غابهْ
الغابةُ حبلى بالعُقمْ
ضفةٌ ثالثة للجرح
والجرحُ وميضٌ متناثرْ
واللؤلؤ ذو الحظِّ العاثرْ !


ـــــــــــــــ
( * )
مقتطفات من نصوص تتراوح بين شعر التفعيلة وقصيدة النثر كتبتها في سنوات الشباب الأول
من عام 1983 إلى عام 1986 بين طهران وقرية ألمانية على الحدود النمساوية بانتظار البت في أمر قبولنا كلاجئين.
والجدير بالذكر أن أهالي القرية استقبلونا بترحاب أول الأمر وكأننا نازلون من كوكب آخر ولكنهم قليلاً قليلاً راحوا ينفرون منا ويشعرون بالحرج أو الخجل من الإختلاط بنا وبهذا فقد صار مسكننا في نظرهم مشبوهاً وقاطنوه يوصمون باللصوصية والبهيمية والمتاجرة بالمخدرات وساهم الإعلام المحلي بالمبالغة الدعائية في هذا وكانت قصائدي غاضبة تبعاً لذلك ! خاصة وأنا كنت مع جمع من طالبي اللجوء من جنسيات مختلفة نعيش في عزلة عن العالم وعن أي أثر لمدينة أو حياة نحس فيها بالتغيير المفترض والفارق في الشروط الحياتية بين الشرق والغرب، والطريف أني بعد حصولي على الأوراق القانونية وجواز السوق الأوروبية المشتركة وانتقالي إلى مدينة كبيرة مثل هامبورغ، فكرتُ بهجر الماضي كله بآلامه وكوابيسه وأعيش حياتي كما ينبغي أن يحياها شاب في أوج شبابه وأول شيء فكرتُ به هو تمزيق كل ما يذكرني بالماضي فبدأت بإتلاف قصائدي وفعلاً أتلفتها وبعد شهور وجدتني أحس بالندم وسرعان ما حاولتُ استرجاعها من ذاكرة منهَكة قائلاً لنفسي، ليست كلها سيئة وإذا كانت الصورة الشعرية هي المحك والحَكم فما أحراني باستلال ما أراه جميلاً من الصور أو المقاطع من كتاباتي السابقة وهكذا فما بين رغبتي في طي الماضي وحرصي على بعض قصائدي التي أحسستُ أنَّ لها وقعاً إيجابياً في نفسي، رحت أفلّي هذه الذاكرة مستخرجاً منها المقتطفات هنا وأنا في حالة يرثى لها حيث تذكرتُ ما قيل عن الشاعر الفرنسي شارل بودلير بأنه كان أحياناً يكتب وهو يسب ويلعن ! والأمر نفسه مع مواطنه الشاعر لوتريامون لاحقاً،فخرجتُ بهذه الحصيلة وبقيت محتفظاً بها طيلة ثلاثة عقود دون التفكير بنشرها،
وأخيراً إذا نالت مقتطفاتي هذه رضا القارىء فهذا جلُّ ما أطمح له وإذا لا فحسبي وفائي لماضٍ مَهما كان شكله ولونه !

( ** )
يقول حسان بن ثابت :
لساني وسيفي صارمان كلاهما
ويبلغُ ما لا يبلغُ السيفُ مِذْوَدي
،،،
ويريد بالمِذوَد اللسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برلين
شباط ــ 2017



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تضاريس الروح
- قصيدة نينوى
- ضحكة عالية من قلبٍ مجروح
- من وحي التفجيرات الأخيرة المؤلمة
- سامي العامري ، في بعضِ شذراته الساحرة الممتعة(4) ..... هاتف ...
- جزيرة ابن آوى
- حوار مع الشاعر سامي العامري أجراه الباحث طارق الكناني
- قراءة في قصيدة سامي العامري : ماذا عندي لأضيف ؟ حامد فاضل
- ماذا عندي لأضيف ؟
- عن الخريف قبل رحيله !
- الوطن بين الأمل والمرارة
- على رصيف الطريق السلطاني
- -أنطولوجيا الشعر العربي الحديث-
- سيزيف وسيزيفة
- كُراتي الأرضية
- أنثولوجيا الشاعر سامي العامري-2
- من أنثولوجيا الشاعر سامي العامري (1): شمس لا هاي
- مِن مَخايل الفراشات وإليها
- الفتوحات المدنيّة
- سرائر شاعر


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - من ذاكرتي الثانية