أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - أمة يحكمها الاموات!













المزيد.....

أمة يحكمها الاموات!


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمكن ان نتقدم ونتمدن ونبني حضارة متقدمة تليق بالانسان المعاصر كما فعلت اوربا مثلا ؟
الجواب ببساطة شديدة: كلا ، لاننا غير مشغولين بالحاضر وهمومه، وتحدياته ، ولا بالمستقبل ان وجد، بل اننا غير مشغولين بالحياة قطعا!!
فنحن امة تحكمها شرائع الاموات وسننهم!
مصيرنا قد تقررسلفا منذ 1400 عام، و لازلنا ننفذ حكم الاقامة الاجبارية في الماضي الغابر جيلا بعد جيل.
تمعن مليا في خريطة الشرق الاوسط واخبرني ماذا ترى؟
بلدان ممزقة ، طوائف وجماعات متناحرة، اطلال مدن مهدمة ، فقر وتخلف وملايين من المشردين سواءا في اوطانهم او اوطان الاخرين.
لماذا حدث هذا؟
حدث هذا ياسادة لان هناك قطعان من المتعصبين، الناطقين بلسان الاموات، يريدون ان يعيدوا شريعة الماضي بالقوة ولو على اشلاء الابرياء واطلال المدن المدمرة فهم لايعيرون ادنى اهتمام بالحاضراوبالمستقبل ، لقد اقاموا بينهم وبين الحياة سدا كونكريتيا ضخما ،وكل شخص فيهم لايهمه سوى ان يحصل على حجز مسبق في الجنة وحوريات وغلمان بالجملة!!
لاتخبرني عن المؤامرات الغربية الخيالية التي تحاك ضد العرب المسلمين!
منذ اكثر من 60 سنة ونحن نسمع هذا الحديث مرارا وتكرارا من حكامنا على اختلاف مشاربهم ولازال رجال الدين يضحكون على ذقوننا بنظرية المؤامرة المستمرة الى الابد.
ولماذا تحاك المؤامرات ضدكم اصلا؟ وانتم خارج دائرة التطور والتقدم العلمي والتقني جملة وتفصيلا!!
انا اتفق معك ان هناك مصالح دولية متداخلة قد استفادت من هذا المشهد الدموي في الشرق الاوسط ولكن اذا كان ابنك لصا فلا تلم رئيس العصابة الذي استأجره!
الثقافة الاسلامية في جوهرها ثقافة معادية للتقدم والتطور والتواصل الإنساني والانفتاح على الثقافات الاخرى (الكافرة) ، وهي ثقافة منشغلة بصناعة الموت والسعي لترهيب المجتمعات الانسانية قاطبة بمن فيها الاسلامية ذاتها، ولذلك تستغل كل امكانياتها للتدمير والتخريب والقتل.
وهي ثقافة تسعى لاخماد جذوة الحياة في النفس الانسانية لتشيع بدلا منها الكآبة والبؤس والخوف المرضي من كل جديد وتشحن العقول بالكراهية والحقد تجاه العالم بأسره.
الموت هو ان لانستطيع الحياة ونحن احياء!
وليس فقط ان تتوقف قلوبنا عن النبض وتكون اجسادنا تحت التراب .اما الاسوأ من الموت فهو ان تكون عقولنا مغيبة مدفونة في غياهب الماضي، حيث لاحاضر ولا مستقبل. واجسادنا مكبلة بقائمة لاتنتهي من التحريم والتخويف والوعيد والترهيب. وعندما نعيش في إنتظار الموت فنحن أموات!
ليس هناك شعب يحكمه الموتى ، يأتمر بأمرهم ويردد اقوالهم ويقتل الابرياء دونهم ويدمر المدن ويخرب حضارات، في الوقت الحاضر، الا المسلمين.
فلحد الان لايزال البخاري ومسلم و ابن تيمية وابن الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من كهان الموت يمسكون رقاب المسلمين ويعصبون اعينهم عن رؤية العالم الحقيقي في الزمن الحاضر.
والمفارقة الكبرى انهم يربون اطفالهم على احتقار الحياة وقيمها وقمع كل غرائزها الاساسية وتقديس ثقافة الموت وخرافة السلف الصالح و يفاجأون عندما يكبر ابنائهم وقد تحولوا الى ارهابيين وسفاحين وقتلة.
والسؤال الجوهري هنا ، ماهو نوع الانسان الذي تنتجه هذه الثقافة؟
وماذا ننتظر من هذا الانسان الذي رضع من ثدي هذه الثقافة صغيرا ، وكبلته باصفادها كبيرا؟
ولهذا السبب حياة الانسان لاقيمة لها في العالم الاسلامي سواءا كنت تعاني من البطالة ، او الفقر او المرض او تقتل في انفجار ارهابي فالامر سواء فالدنيا دار فناء والاخرة دار بقاء!
والملفت للنظر ان رجال الدين ،الذين يخدرون مجتمعات باكملها يوميا بهذا الهيروين الجماعي، هم الوحيدون الذين لايؤمنون بهذا الهراء الذي يصدرونه للناس ويجبرونهم على اطاعته فهم منغمسين بالاستمتاع بالحياة الدنيا ، حيث يركبون السيارات الفارهة ، والقصور الفخمة، والثروات الخيالية فلن تجد فيهم رجل دين فقير الا من كان لايتقن حرفة التجارة بالدين وهي من اكثر المهن ربحا كما نعرف!
قال الفيلسوف العربي المجدد زكي نجيب محمود في كتابه تجديد الفكر العربي : "سلطان الماضي على الحاضر هو بمثابة السيطرة يفرضها الموتى على الأحياء، وقد يبدو غريباً أن يكون للموتى مثل هذه السيطرة، مع أنه لم يبق لنا منهم إلا صفحات مرقومة صامتة، لا تمسك بيدها صارماً تجلوه في وجوهنا فيفزعنا كما قد يفعل الأحياء من ذوي السلطان، لكن هذا هو الأمر الواقع، الذي في مستطاعنا أن نفسره، وليس في مستطاعنا أن ننكره".
وهذا هو جوهر مشكلتنا القائمة ، فسيطرة الموتى دائمية تنتقل من جيل لاخر ، اما سيطرة الاحياء فمؤقتة وطارئة.
عندما نتحرر من سيطرة الماضي بكل مفاهيمه الخاوية والبالية وماانتجه من نصوص مقدسة. سنكون قد شرعنا الابواب والنوافذ امام رياح التغيير والتجدد والنهوض الحضاري واللحاق بركب الامم الاخرى.



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العريفي : سفير الموت المتجول!
- ارهاب الافطار العلني في رمضان
- مصر: مابعد الطوفان الوهابي
- الاسلاميون اعداء الحب
- هل صار الاسلام عبئا على المسلمين؟
- وما زال البحث عن الاسلام الصحيح مستمراً!
- العراق : تجميل الوحش القبيح!
- ايديولوجيا الخراب!
- الاسلام حصاد الخوف
- متى تتوقف ماكنة الارهاب الاسلامي؟
- الاسلام ليس الا شجرة شوك!
- ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟
- ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي
- الاخلاق علمانية وليست دينية !
- التدين الزائف في المجتمع العراقي
- الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
- لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
- لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
- ازمة العقل المسلم
- هل يمكن ان يتصالح الاسلام مع العصر؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - أمة يحكمها الاموات!