أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - رأي : ايها الشعراء ابحثوا عن طريقة جديدة لايصال شعركم















المزيد.....

رأي : ايها الشعراء ابحثوا عن طريقة جديدة لايصال شعركم


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


رأي : ايها الشعراء ابحثوا عن طريقة جديدة لايصال شعركم
---------------------------------------------------------:
داود سلمان الشويلي
* (( في حديث قدسي
قاله الاله:
(يا بني ادم خلقت الاشياء لأجلك)
فلهذا الارض تدور وتستكمل دورتها
بل الكواكب والاقمار
سيوف بيد الارض
من اجل تضاريس الانسان
اما الحروب والفتوحات
اكذوبه
روجها لطغاة
وقاموا بتحوير جثث القتلى
الى قدم خامسه للكراسي
وغلفوها بدماء الضحايا
فالكراسي تيجان تحت الاقدام
الكراسي خرائب بين الكر والكرى
الكراسي احذيه يخلعها الشعراء
عند بوابة الشعر
حين يحين فرض كتابة القصيده
فمن تزوج اكمل نصف قصيدته
واتم النصف الاخر
اذا اعطى ظهره للكراسي)). – الشاعر جميل الغالبي ، مقدمه افتراضيه لقصيده لم تكتب " قراءه نقديه في اطار شعري" -.
من خلال قراءة اولية لهذه القصيدة نجد ان الاكوان جميعها قد خلقها " الله " لاجل شاعر ، فلا ينافسه احد ويقول انها خلقت من اجل فلان او علان ، الشاعر فقط لا غير.( جعل المعري في رسالة الغفران راية الشعر بيد الشاعر امرؤ القيس ليقودهم الى جهنم – مفارقة ما بعدها مفارقة ).
***
الشعر في كل لغات العالم ، وعلى طول تاريخه الطويل ، وبأنواعه العديدة ، يقال لكي يسمع ، ان كان هذا السمع من شخص اخر ، كأن يكون واضعه ، او من خلال قراءته .
في الزمن الجاهلي ، وكما تذكر المصادر ، كان البعض من الشعراء يحضرون الاسواق السنوية التي تقام في بعض حواضر الجزيرة العربية ويقرأون فيها شعرهم ، وكانت قصائد الشعراء التي تجد قبولا عند المتلقين تعلق في الكعبة ، حتى سميت تلك القصائد بالمعلقات ، هكذا تذكر لنا المصادر التاريخية ( لا اثق بهذه المصادر التي كتبت بعد اكثر من مئتي عام من العصر الجاهلي ).
بعد ذلك، ولان حواضر العرب امتدت رقعتها شرقا وغربا حتى اصبحت هناك مدنا معروفة ومشهورة ، وفي هذه المدن العربية الكبيرة هناك رجالا يغدقون الاموال على بعض الشعراء الذين تلقى قصائدهم في ذائقتهم رضا و قبولا ، فأخذ بعض الشعراء العرب يلقون قصائدهم في حضرة ذلك " الكريم " خليفة كان او وزيرا او قائدا او اي شخص يمتلك الاموال التي تغري الشعراء لحط ركابهم عنده . (لقد ضاع شعري على بابكم / كما ضاع عقد على خالصة – ابو نواس )
بعد ذلك اصبح الشعر في وقتنا يقرأ على المنابر وامام جمهور قل عدده ام كثر ، وخير مثال على ذلك هو مهرجان المربد الذي يعقد كل عام ، وبعض الشعراء يلقون شعرهم على منبره امام جمهورقليل جدا ، وبعض الحضور غير آبه بما يلقى وكأن الامر لا يعنيه ، وكذلك في الاحتفالات المقامة لاي سبب ، ومنها السبب السياسي والحزبي .
وتزامنا مع قراءة الشعر على المنابر دخلت عالم الشعر دور النشر من خلال طبع المجاميع الشعرية التي تضم مجموعة من القصائد ووضعها بين دفتي غلاف ديوان يقرأ في اي مكان وزمان ، مما يتيح للقاري فسحة من التأمل ، وفي بعض الاحيان الحفظ ، في كل شيء في القصيدة بعيدا عن الخطابية و صخب السماع المنبري .
في هذا المسرد التاريخي القصير تحول الشعر من القصيدة العمودية التي تتسم بالشفاهية والخطابية والقراءة المنبرية ، والتي تسمع وهي مصاغة على وزن تستسيغة الاذن العربية التي تمرنت جيدا عبر تاريخ طويل من القول الشعري على مثل هذه القصيدة الموزونة ، ثم تحول الشعر من تلك القصيدة العمودية الى قصيدة التفعيلة ، القصيدة التي حافظت على الوزن ، والايقاع الى حد ما ، وبعض مقومات القصيدة العمودية ، الا انها غادرت قافيتها التي تساعد المتلقين على ضبط وزنها ، وبعض مقومات القصيدة العمودية ، وبعدها فقدت القصيدة العربية وزنها الذي تدربت عليه الاذن العربية ، وقافيتها ، التي تعطي لتلك الاذن المسوغ في تقبل ايقاعها ، فاصبحت القصيدة تلك نثرية تأخذ من عالم النثر الكثير من اسسه و مقوماته واساليبه ولغته ، فانتقلت القصيدة من الخطابية والشفاهية والسماع المنبري ، والصخب الذي يأتي به الوزن والقافية ، الى الهدوء ،و التأمل ، الذي امتلك بعضه قصيدة التفعيلة ، ومن ثم افتقدت القصيدة كليا لهذه السمات حتى باتت تتطلب ذائقة جديدة تستجيب للشعر بكل هدوء وتأمل ، وحتى الى الانكفاء على الذات كالانبياء الذين يعيشون معتكفين في صروح بسيطة بعيدا عن الاخرين وصخبهم. (أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي / وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ – المتنبي ) .
ان تحولات الشعراء وقصائدهم عبر التاريخ الرسمي الذي تذكره المصادر للشعر ، يدعونا في الزمن الحاضر ، زمن السرعة وثورة الاتصالات ، الى ان نبحث عن اساليب جديدة في ايصال شعرنا الى جمهور المتلقين غير المنابر في المهرجانات و الاحتفالات .
والشعراء انواع في المقدرة على توصيل الشعر اثناء القراءة ، فمنهم من يستطيع ذلك وبإتقان تمثيلي عظيم ، ومنهم لا يستطيع ، حتى ان هناك الكثير من الشعراء المجيدين والمقتدرين لا يستطيعوا قراءة اي شيء من شعرهم ، فلم نجدهم يشاركون احدا في اي مهرجان او احتفال شعري .
يقول احد الشعراء :
* ((أتخيل أني شاعر عظيم
مات منذ سنين
يقرؤه الجميع
كل سنة تطبع كتبه
تقام له المهرجانات
ويطلق أسمه على الشوارع
يقف أحفاده
قرب تمثاله الكبير
وهم يحاولون
أن تكون الصورة واضحة
فيما تطن ذبابة الخلود
على وجهه الحزين ..)) . " الشاعر حمدان طاهر المالكي"
و هكذا يعمل خيال الشاعر ، اي شاعر، فهو "يتخيل" انه قد اصبح شاعرا مشهورا يقرأه الجميع ، ويسألون عنه و" اذا مات او قتل " نصبوا له التماثيل ليخلدوه ، فكم شاعر من شعرائنا المعاصرين قد حصل على التخليد بنصب تمثال له ؟ الرصافي ، الجواهري ، السياب فقط . (أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا وَيَسْهَرُ / الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ – المتنبي ).
فهل ان مئات الشعراء المعاصرين ذهبوا الى العالم الاخر دون تخليد ؟ ( نحن شعب نخلد رجالنا بعد الممات ) .
نتساءل : هل طريقة السلف الاقدم من الشعراء ، او طريقة السلف الاقرب ، او طريقة شعراء زماننا ، هي الطريقة المثلى في ايصال شعرنا الى المتلقين ، ام ان هناك طرق شتى يمكن للشعراء ان يسلكونها للوصول الى الجمهور ؟
اترك الاجابة للشعراء انفسهم ولمتلقيهم للاجابة عن ذلك ، وكل مهرجان او احتفال والشعراء بالف خير وهم يتسابقون للقراءة على المنابر حتى لو كانت القصيدة تحتاج الى همس كلماتها ، او ابياتها ، او عباراتها الشعرية في اذن المتلقي لكي تفهم وتدرك معانيها الفكرية والجمالية ، واذا كان الشعر سابقا يعرف بانه الكلام الموزون ، فهناك البعض من الدارسين يعرفه بأنه الكلام المنظوم ، وبعضهم يعرفه على انه الكلام المهموس .



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهجية ( العقل الاسلامي) قراءة اولية في منهجية الاسناد
- اللغة العربية و اللهجة المحكية والكتابة في الفيس بوك - - اكت ...
- الذئب والخراف المهضومة - دراسة في التناص الديني والخرافي
- تناص ميثولوجي - ثيولوجي (1) سلة الولادة المرفوضة - دراسة تنا ...
- القصل الثاني : تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين ...
- انتهاك عالم ادم - التناص كآلية نقدية مقترب تاريخي من المناهج ...
- الفصل الرابع من كتابي (الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية ) ...
- قانون تحريم الخمرة في البرلمان العراقي تحت ذرائع واهية
- مورفولوجيا الزمن (*) في ألف ليلة وليلة تحليل البنية الزمنية ...
- الهيكل التنظيمي لحكايات الليالي - -دراسة في فنية الشكل-(*)
- تقنيات السرد في ألف ليلة وليلة - دراسة تطبيقية في حكاية (حاس ...
- على ناصية مقهى الادباء ( نص غير مجنس )
- كتاب : القصة في القران - قصة ذو القرنين انموذجا
- ذكرياتي عن اتحاد ادباء ذي قار
- كذب المحدثون وان صدقوا - مقال في تحقيق رواية -
- ببلوغرافيا
- رأي : بين النقد الادبي والنقد الثقافي
- كيف تدافع عن الارث الحضاري والثقافي ؟
- كتب ... كتب ... ثم الكتب ( ما يشبه المذكرات )
- كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - رأي : ايها الشعراء ابحثوا عن طريقة جديدة لايصال شعركم