أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - القصل الثاني : تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)















المزيد.....

القصل الثاني : تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 01:41
المحور: الادب والفن
    


تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)
داود سلمان الشويلي
(1)
تنهض القصة في العراق - في الآونة الاخيرة - اعتماداً على بعض الاجناس الادبية الاخرى ، كالرواية ، والمسرحية ، والحكاية الشعبية ، والاسطورة 000الخ ، لتنسج لها كياناً خاصاً بها ، يأخذ من تلك الاجناس بعض عناصره ، كالشخوص ، او الاحداث ، او الثيمة الرئيسية 000الخ 0
ان اعتماد القاص - اثناء كتابته الابداعية ، بصورة واعية او غير واعية - على بعض عناصر الاعمال الابداعية لاجناس ادبية اخرى ، لم يعد سُبة يعاب عليها القاص ، كما كان يحدث ذلك قبل سنوات ، حيث كانت تهمة السرقة ، او التأثر ، والاجترار ، تلاحق مثل ذلك المبدع ، لان المناهج النقدية الحديثة ، قد جعلت من ( الكتابة ) - بكل انواعها - عبارة عن ( نصوص ) والغت في الوقت نفسه قضية نقاء دم الاجناس الادبية المختلفة ، محيلة كل ذلك الى مسألة مهمة جداً ، كانت غائبة او مغيبة عن بال المبدع والنقاد على السواء ، وهي مسألة التداخل او عدم التداخل بين هذه الاجناس ، او بين نص وآخر ، حتى بات النص ، عبارة عن ( وفرة من نصوص مغايرة ، يتمثلها ويحولها بقدر ما يتحول ويتحدد بها على مستويات عدة ) (1) 0
وهذا يعني مقدرة ( النص ) الواحد على التداخل مع نصوص اخرى ، او ان يجد نفسه فيها بقدر ما تجد النصوص الاخرى نفسها فيه ، فأصبح ( النص ) عند ذاك ( غير مكتف بنفسه ) بل هو ( الجانب المستعرض من الكتابة التي لا تنغلق على نفسها ، بل تنفتح على غيرها في تفاعلات نصية دائمة )(2) 0
وعندما سحبت المناهج النقدية الحديثة البساط من تحت اقدام استقلالية الاجناس الادبية ، وكذلك استقلالية النصوص الابداعية ، وفتحت ابوابها فاسحة المجال للتداخل المشترك والمتبادل بينها ، اقترنت هذه العملية بظهور مصطلح ( التناص ) الذي الغى كل ادعاءات الاتهام بالسرقة والتأثير والتأثر 000الخ0
لا نريد هنا ان نعيد ماقلناه في دراستنا السابقة عن ( التناص ) : الاسس ، والمقومات ، والعمل 00 وانما نريد ان نؤكد ان قراءتنا هذه لنصين قصصيين جاءت اعتماداً على ما قلناه سابقاً ، وكذلك ، فأن هذين النصين قد نهضا اساساً على جنسين ادبيين مختلفين ، هما المسرحية والرواية ، وقد اتخذت الدراسة هذه مبدأ انفتاح الاجناس الادبية بعضها على بعض اساساً دون السقوط في هوة ( التأثر الادبي المحض ) وبوعي او بدونه ، من قبل المبدع ذاته في محاولة منه لبناء كيان خاص لـ ( نصه ) الابداعي 0
العمل الاول الذي نحاول قراءته وتفحصه في هذه الدراسة ، هو قصة ( قناع بورشيا ) للقاص محسن الخفاجي (3) ، اعتماداً على مرجعية نصية في الابداع المسرحي ، هي مسرحية ( تاجر البندقية ) لشكسبير 0 (4)
فيما تكون قراءتنا الثانية منصبة على قصة ( جروشنكا ) (5) للقاص جليل القيسي ، اعتماداً على مرجعية من الابداع الروائي المتمثل في رواية ( الاخوة كرامازوف ) لدستويفسكي 0 (6)
ان قراءتنا هذه ، تهدف الى اجلاء مستويات التناص بين النص القصصي ، والنص المتناص معه ( الرواية او المسرحية) كخطوة اولى ، للوصول الى الدلالات الجديدة التي تظهرها هذه القراءة من خلال ( التناص ) كآلية نقدية ( معملية)، وكل ذلك يضعنا على طريق تميز النص الابداعي الجديد ، وهو (القصة القصيرة ) التي كتبها مبدعونا اخيرا 0
*** ***
(2)
يعتمد كل نص ، على مجموعة من العناصر المكونة للحمته ، كالشخصية والحدث والبيئة والفكرة او الثيمة الرئيسة والمكان 000الخ 0
ولما كان النص - أي نص - منفتحاً على الخارج ، فأن الضرورة تحتم عليه ان يتداخل مع نصوص اخرى 0
وفي نصنا الاول ( قناع بورشيا ) ترينا الترسيمات (**) الاتية مستويات التناص التي يظهر عملية تكونه الذاتي ، أي عملية ( التناص ) على مستوى الانتاج 0
تقربنا الترسيمات السابقة الى فهم عملية التناص بين القصة والمسرحية اثناء الانتاج ، اذ يحكي بطل ( القناع ) ، مدرس اللغة الانكليزية ، المتزوج ، قصته مع تلميذته التي يقدم لها دروساً خصوصية باللغة الانكليزية ( في مادة مسرحية تاجر البندقية ) في بيتها ( قصرها ) ، ويروي لنا الاحداث من الدرس الاول ، حتى وفاتها0
ان الراوي ، يعلمنا ان تلميذته تلك قد اسكنها والدها قصراً كبيراً مع خادمة ، ليبعدها عن المؤثرات الخارجية (7) ولم يسمح لها بالخروج من القصر 0 وكان الراوي / البطل يعطيها الدروس ، وهما وحيدان ، فتنسج تلك الوحدة قصة حب غير معلنة من الطرفين 0
يأخذ التناص - هنا - مستويات اربعة ، هي :
آ - المستوى الاول :
اعتماداً على تشابه الشخصيات ( الشكل الاول ) حيث تتماهى بطلة ( القناع ) غير المسماة ، ببطلة شكسبير ( بورشيا ) وهذا التماهي يتخذ له مسارين ، احدهما تماه ذاتي تقوم به البطلة - نفسها - وهي تترسم خطى ( او تمنياتها في ان تكون : ) ( بورشيا ) اثناء قراءتها للمسرحية امام مدرسها ومعه0
والمسار الثاني هو التماهي بين الشخصيتين من خلال هواجس البطل / الراوي الذي برغم انكاره مع نفسه في ان يكون ( بسانيو) لكنه لا ينكر على تلميذته ان تكون هي ( بورشيا ) او كقناع لها في اقل تقدير 000 وهكذا تتحول بطلة شكسبير من مسرحيته الى قصة الخفاجي 0
ب - المستوى الثاني :
( الشكل الثاني ) 0 وهو مستوى التماهي في الصفات الرئيسية التي تميز كلا الفتاتين 0
فـ ( بورشيا ) شكسبير ، وكذلك قناعها عند الخفاجي ، تتماهيان في الصفات الاتية:
اولاً: كل واحدة منهما ، ثرية وجميلة 0
ثانياً : كل واحدة منهما ، بحاجة الى العلم ، فتلميذة ( القناع ) تحتاج الى دروس خصوصية لتعلم اللغة الاصيلة لقرينتها ، تقول ( بورشيا ) شكسبير : ( فما انا في جملتي الا فتاة ناقصة في العلم والخبرة ) ( المسرحية - ص83 ) 0
ثالثاً : ان مأساة (بورشيا ) هي في عدم احقيتها في اختيار شريك حياتها ، لان وصية والدها تمنعها عن ذلك 00 أي انها تبحث عن الحب / الزواج ، ولكن بشروط كقرينتها تلميذة الخفاجي ، حيث انها لا تستطيع البوح بحبها لمدرسها لاسباب ، كونها مريضة ، وكذلك لان من تحب متزوج من اخرى0
رابعاً : تعاستهما المشتركة برغم فخامة القصر والثراء الباذخ0
جـ - المستوى الثالث : ( الشكل الرابع )
حيث يأخذ التناص مساراً جديداً ، فيصبح عبارة عن تضمين عبارات من ( تاجر البندقية ) في ( قناع بورشيا ) اذ ينقل الخفاجي بعض المقاطع من المسرحية الى قصته ، ومنها المقطع الذي يردده امام تلميذته و الذي تطلب منه كتابته على ورقة لتقوم هي بتلاوته امامه 00 حيث تعلن بصورة غير مباشرة حبها لمدرسها 0
د- المستوى الرابع : ( الشكل الثالث )
يتجسد ( التناص ) في هذا المستوى بين المسرحية والقصة ، في ( المكان ) وقد اتخذ نص ( القناع ) من صالة استقبال القصر مكاناً للحدث ، كما ان (بورشيا ) شكسبير قد ظهرت مع حبيبها في اكثر من مرة في صالة القصر ايضاً0
*** ***
(3)
ظهرت رواية ( الاخوة كرامازوف ) لديستويفسكي عام 1880 م ، واكتسبت اهميتها ، كونها جاءت خلاصة لفكر الكاتب الاجتماعي والاخلاقي والفلسفي والديني 0
وترتكز احداثها الرئيسية حول جريمة قتل الاقطاعي العجوز (كارامازوف) يضلل الكاتب قارئه ، وكذلك شخوص روايته عن الوصول الى القاتل الحقيقي من خلال وضع القرائن والادلة لاتهام الابن الاكبر للضحية ، أي ( ديمتري ) بسبب تنازع هذا الاخير مع والده بخصوص ميراث امه ، وكذلك تنافسه معه على حب ( جروشنكا)0
وفي نهاية الرواية ، يتعرف القارئ - وكذلك شخوص الرواية 0 على القاتل الحقيقي وهو ( سمردياكوف ) بالرغم من اتهام اخيه ( ايفان ) بأنه هو القاتل الحقيقي برغم ان ( سمردياكوف) قد نفذ الجريمة ، والسبب كما يقول لاخيه ، انه نفذ تلك الجريمة تحت تاثير افكار ( ايفان ) التي تؤكد ان : ( كل شيء مباح ، فما دام الاله الذي لانهاية له غير موجود فالفضيلة اذن لاجدوى منها ولاداعي لها ) 0
وتاتي اهمية هذه الرواية من كونها جاءت كاتهام للواقع الذي افرز ظاهرة ( كارامازوف ) وكذلك الى ما عكسه الكاتب من افكار كانت سائدة - وقتذاك - بين الشباب ، وهي مجموعة الافكار الفوضوية والشريرة التي تاسست على مقولة ( كل شيء مباح ) 0
وتاتي اهميتها كذلك من خلال تلك النقاشات الفلسفية لبعض القضايا الدينية والاخلاقية 000 الخ 0 وان الذي ينتهي من قراءة معمقة لها يصل الى نتيجة مفادها : فشل لافكار ( ايفان ) واصالة وبقاء لافكار الراهب ( زوسيما ) 0
هذا هو مجمل ما تحمله من حدث رئيس وافكار صاغها الكاتب بنظرة فلسفية جدلية عميقة 0
ومن مجموعة الشخوص الحيويين فيها ، نجد الابناء الثلاثة ( ديمتري وايفان واليوشا ) والابن غير الشرعي ( سمردياكوف ) وكذلك الخادم وكاترينا ايفانوفا - خطيبة ديمتري - وجروشنكا 0
في قصة جليل القيسي ( جروشنكا ) حدث بسيط ، هو زيارة بطل القصة / الراوي ، بيت ( جروشنكا ) ، ومحاوراتها ( اليوشا ) معاً ، حول شخوص الرواية ومصائرها 0
ان اختيار القيسي لـ ( جروشنكا ) دون غيرها من شخصيات الرواية جاء ليؤكد دلالات ، منها :-
أ 0 ان ( جروشنكا ) هي خارج نطاق اللعبة التي يلعبها الابناء0
ب0 انها ترتبط بعلاقة مع اثنين من شخوص الرواية برباط غير مقدس ، اذ انها ترتبط بعلاقة مشبوهة مع الاب (الضحية) وفي الوقت نفسه مع الابن ( ديمتري ) حيث يكون التنافس بينهما على حبها 0
ج0 انها امراة لعوب ، لافرق عندها في ان تحب الاب (العجوز) او ابنه ( الشاب ) طالما ان الاثنين يدفعان لها 0
من هذه الدلالات الثلاث يمكن الوصول الى الاستنتاج الاتي :- ان ( جروشنكا ) هي المرشحة الى ان تكون الشخصية الحيادية والتي يمكنها ان تصف لزائرها ( البطل / الراوي ) بحيادية تامة الشخصيات الاخرى 0
يعتمد نص القيسي على قراءة معمقة للرواية ، حيث ياتي نصه عبارة عن قراءة ثالثة للرواية ( الزائر / البطل / الراوي / القيسي ) يقول لـ ( جروشنكا ) : ( صحيح 00 لانني في زيارتي الاخيرتين اكتفيت بمراقبتكم فقط 00 كنت عديم التجربة ، والخبرة والثقافة 00 صدقيني ياجروشنكا كثيرون سوف يزورونكم 00 ان مدينتكم هذه سيتردد عليها عشرات الاف الزوار للتعرف عليكم 00 وفي كل الاعوام 00) 0
ياخذ ( التناص ) بين نص القيسي ورواية ديستوفيسكي مستويات عدة اهمها :-
أ0 المستوى الاول :-
اعتمادا على الشخصية (الشكل الخامس) حيث ترد في نص القيسي ( فضلا عن جروشنكا واليوشا ) اسماء شخصيات الرواية المهمه ، ثمل الاب ، ديمتري ، ايفان ، الخادمة ، سمر دياكوف ، سوزيما 0
ب - المستوى الثاني :-
يعيدنا القيسي في نصه الى الجو الذي تحدث فيه الرواية ، خاصة في بيت ( جروشنكا ) 0 انه جو بارد صقيعي 0 وعندما يدخل الى البيت تاخذه الخادمة الى غرفة الجلوس ( غرفة جيدة التدفئة ، سرعان ما شعرت بحرارة لذيذة تدب في جسدي المقرور والى وجهي المخدر ) كما يقول الراوي / الزائر0
ج0 المستوى الثالث :-
يتناص ( نص ) القيسي مع نص ديستوفسكي من خلال ( تضمين ) نص القيسي لبعض المقاطع من نص ديستوفيسكي 0 فهو مثلاً ينقل قول ( جروشنكا ) : ( اسجنوني معه لانني التي اوردته موارد الهلاك ، لانني انا المذنبة ) وكذلك وصف كاثرين لديمتري بانه : (مخلوق اشوه) ووصف ديمتري لسمردياكوف : ( دجاجة مصابة بداء الصرع ) ( الشكل السادس ) 0
ومن الجدير بالذكر ، ان نقول ، ان الدراسات النقدية عن الرواية ، قد اكدت ان المؤلف جعل من شخوصه حمالين لمجموعة من الرموز ، حيث نجد ( الروح ) و( العواطف ) في ( ديمتري ) و ( العقل ) في ( ايفان ) ووراء هؤلاء يقف ( سمر دياكوف ) ليمثل جوانب النفس البشرية المنحرفة 0
ومن خلال هذه القراء ، نجد القيسي ، وهو يحاور ( اليوشا ) و (جروشنكا ) يؤكد حبه لـ ( اليوشا / الروح / الملاك ) و ( ايفان / العقل / الفكر ) 0
ان القيسي في نصه هذا يؤكد ثنائية ( الروح والعقل ) في النفس البشرية ، فيما يكره ( ديمتري / العواطف ) 0
*** ****
(5)
بين قناع بورشيا وجروشنكا"

بين هذين النصين يقوم (تناص) على شكل مغاير لما رأيناه في السطور السابقة ، علماً ان تاريخ نشر هاتين القصتين- وربما كتابتهما - متباعدان ، ويأخذ (التناص) بينهما مستويات عدة ، اهمها :
أ0 يعتمد كل نص على جنس ادبي مغاير له كمرجع نصي 0
ب 0 كل نص منهما ، يعتمد على شخصية مسحوبة من مرجعيتها ، فالقيسي يسحب من الرواية ( اليوشا وجروشنكا ) ويحاورهما ، حيث يقف منهما موقف البعيد والقريب ، البعيد كونه لا يرتبط بهما برابطة سوى انه جاء ليؤكد حضورهما بعد تلك السنين الطوال 0
اما الخفاجي ، فأنه يحضرهم ليقنع من خلالهم بطلته اثناء تدريسها ، وكذلك يربط بينه وبين تلميذته من خلالهم 0
ان الشخصية المسحوبة من المرجع ، هي شخصية انثوية في كلا النصين ، فضلاً عن وجود الخادمة 0
ج 0 كلا النصين ، تدور احداثه في صالة القصر 0
د 0 يبدأ النصان من الواقع ، دخول الراوي / الزائر الى القصر ، وعبر مسار دائري ينتهيان بالواقع ، أي الخروج من صالة القصر 00 وتصبح صالة القصر هي المكان الذي تسحب اليه شخصيات او احداث النصوص المرجعية 0
هـ 0 يتذكر ابطال الخفاجي شخصية ( بورشيا ) على شكل متخيل ، فيما يتخيل ابطال القيسي شخصيات الرواية / المرجع0
و 0 في كلا النصين ، تقع محاورة بين شخصياتها عن ( النص / المرجع ) 0 ففي نص الخفاجي يكون الحديث عن مسرحية ( تاجر البندقية ) ، اما في نص القيسي ، فيقع الحديث عن رواية ( الاخوة كارامازوف ) 0
ز 0 ان بطلي النصين ، يقفان خارج حدود النص المرجعي 0 انهما شخصيتان تدخلان المكان ( والاحداث ) من خارج النص ، الاول كمدرس والثاني كزائر 0
*** ***
(6)
الاستنتاجات
بعد هذه القراءة التناصية ، بين نصوص من اجناس مختلفة على مستوى المحتوى كما في الفقرات ( 2،3،4) وعلى مستوى الشكل كما في الفقرة (5) ، يمكن استنتاج ما يلي :
أ 0 ان النص المرجعي ( الرواية او المسرحية ) ليس بالنص المهيمن كلياً، وهذا ما يؤكده انتزاع النص الجديد ( القصة القصيرة ) من هيمنة النص المرجعي ، والخروج من اطاره والعودة مرة اخرى الى الواقع الآني ، كما انطلق منه في البداية0
ب 0 عدم تماهي الشخصية القصصية بالشخصية المرجعية كلياً ، فـ ( جروشنكا ) في القصة تختلف عنها في الرواية ، وكذلك بالنسبة لـ ( بورشيا ) عند الخفاجي ، اذ انها لم تكن كما هي عند شكسبير 0
ج 0 ان حدوث ( التناص ) اعتماداً على ثنائية القصة / المسرحية ، والقصة / الرواية ، جاء لأغناء التجربة القصصية لدى القاصين ، وكذلك تكثيفاً للرؤية عندهما ، تحقيقاً لذائقة جديدة في ابداع ( النص ) القصصي 0
الهوامش :
(*) نشرت هذه الدراسة في مجلة الاقلام - ع /5-6 /1993 0
(**) الرسومات يمكن مشاهدتها في الكتاب الاصلي اذ انها لا تظهر هنا .
(1) عصر البنيوية - اديث كيرزويل - ت0 جابر عصفور - سلسلة آفاق عربية - 1985-ص277 0
(2) المصدر السابق - ص 205 0
(3) الاقلام -ع 11-12/ السنة23 -ص127 0
(4) تاجر البندقية - وليم شكسبير - ت 0 غازي جمال - منشورات مكتبة النهضة 0
(5) الاقلام - ع / 1-2 / السنة 27 - ص 78 0
(6) كتب الكاتب التركي ( نديم غورسيل ) قصة قصيرة بعنوان ( غرفة راسكولينكوف ) نشرترجمة لها حكيم ميلود في مجلة ( نزوى) ، استوحى الكاتب احداثها من رواية دوستويفسكي ( الجريمة والعقاب ) ، اذ يزور القاص / البطل متحف دوستويفسكي ،لتبدأ محاورة النص داخل النص القصصي ، ولعدم معرفة تاريخ كتابة النص ، لا يمكن الحكم على تجربتي القيسي والخفاجي من الناحية الطوبولوجية وهذا النص 0
(7) هناك تناص بين هذين النصين والكثير من القصص الشعبي وحكايات الف ليلة وليلة حول عزل الابنة في قصر بعيداً عن الناس لأسباب كثيرة 0
+( هذا الفصل الثاني من كتابي ( الذئب والخراف المهضومة ) الصادر من دار الشؤون الثقافية العامة عام 2001 ).



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاك عالم ادم - التناص كآلية نقدية مقترب تاريخي من المناهج ...
- الفصل الرابع من كتابي (الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية ) ...
- قانون تحريم الخمرة في البرلمان العراقي تحت ذرائع واهية
- مورفولوجيا الزمن (*) في ألف ليلة وليلة تحليل البنية الزمنية ...
- الهيكل التنظيمي لحكايات الليالي - -دراسة في فنية الشكل-(*)
- تقنيات السرد في ألف ليلة وليلة - دراسة تطبيقية في حكاية (حاس ...
- على ناصية مقهى الادباء ( نص غير مجنس )
- كتاب : القصة في القران - قصة ذو القرنين انموذجا
- ذكرياتي عن اتحاد ادباء ذي قار
- كذب المحدثون وان صدقوا - مقال في تحقيق رواية -
- ببلوغرافيا
- رأي : بين النقد الادبي والنقد الثقافي
- كيف تدافع عن الارث الحضاري والثقافي ؟
- كتب ... كتب ... ثم الكتب ( ما يشبه المذكرات )
- كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر
- حسين السلمان ، الاكاديمي والفنان و القصصي ، مبدعا
- زاهر الجيزاني والاحتفاء بشعراء الفيسبوك في يوم الشعر العالمي
- د. ضياء خضير - ثنائيات مقارنة - وسنوات الغربة
- ستراتيجيات النشر ، والبحث عن القاريء
- قضية الجنس عند عبد الرحمن مجيد الربيعي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - القصل الثاني : تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)