أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر














المزيد.....

كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر
داود سلمان الشويلي
(( لو كانَ في البلادِ لي مالٌ
بَكيتُهُ كَصَرّافٍ عجوزْ
لو كانَ في البِلادِ لي بَيْتٌ
بَكَيْتُهُ كَمالِكِ البِيوتْ
لكنَّما أنا فَقيرٌ كُلَّ عُمْري سَيِّدي القاضي،
وإِذْ أَبْكي فَلا أَدري لماذا ؟ )) من قصيدة ( امام القاضي )
و كان حبه للشعر لا يوصف ، احب الشعر كفتاة باذخة الجمال ، وجعل منه معشوقه الجميل ، فهو شاعر ، لم يتحرك قط الا لانه شاعر ، هرب من بلده لانه هكذا هو ، شاعر يعني ذلك انه نبي في وادي عبقر ، او اي واد اخر لا يهيمون به الشعراء ، و لا يتبعهم الغاوون ، يقول :))أنا شاعرٌ، أقول عن نفسي. وهربتُ من البلادِ لأنني شاعر.وأفتخرُ أمامَ نفسي بأنني ما سعيتُ في شيءٍ إلاّ وكانَ من أجلِ الشعر. والشعرُ هنا تربية وعاداتٌ وسلوكٌ وأفكارٌ وقراءاتٌ وتاريخٌ ونظرٌ وكلامٌ)). (آخِرُ المدن المقدسة) .
كان مهموما بالقصيدة ، فهو معها وحيداً تظلله بفيئها الاخضر ، الوارف الجميل .
الشعر ،هو اهتمامه الاول والاخير، فاهتم بعروضه منذ فترة مبكرة من عمره ، واهتم بالمعنى الذي ينضح من شعره ، كما اهتمامه بالعروص التي درسها في دورة عندما كان في الناصرية .
ومن مقال (كلمات في المهب : في الكتابة الجديدة ) نشر عام 2007 في موقع الحوار المتمدن وكتبت بتاريخ 9 / 2 / 1988 ، بعد وفاته ، مقار يقول فيه : (( وهنا حدث الالتباس ،عندما حاول الشاعر الجديد ان يقول : لي معناي ، الذي هو ليس ذلك المعنى الذي تربى عليه القاريء، وهنا ايضا حدثت المفارقة ، عندما قال القاريء ، لا معنى لديك ، وفي حقيقة الامر ، ان الشاعر الجديد ، له معناه المغاير ، معنى هو ليس ( فكرة )، معنى لا يأتي محددا في القصيدة .، اي ان الشاعر الجديد لا ينوي مطلقأ تحقيق ( وحدة الانطباع )، بل انه يحاول - جاهدا - ان يكوّن قاموسه الجديد في الدلالة وفي تقديم تسمية للاشياء ، ما كانت قد اطلقت من قبل ، حتى ليظن القاريء ، ان الشاعر لا يسمى شيئأ هنا على الاطلاق بينما هو قد سمى ، و برع في التسمية .
لقد ارتبط ( المعنى ) بايقاع نفسي وتاريخي في ذهن القاريء ، ومن الصعب على الشاعر ان يلغي هذا الارتباط دفعة واحدة .
فأن يأتي الشاعر ، ليقول ، ) المعنى ( ليس فكرة ، وان التتابع في طرح الوقائع لا يعني الشاعر في شيء ، فهو امر بلا ادنى شك لا يرضي مخيلة القاريء ، المتشبعة بفهم ترسب فيها عبر قرون طويلة ..)).
وكان حبه للسياب حب شاعر لشاعر بمنزلة السياب ، قال في مقال ( السياب ، صِلة قُربى..) نشر على موقع الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 22 / 12 / 2007 ، : (( كلما فكرت في الكتابة عن بدر أشعر بالسعادة.
فبيني وبينه ، وهذا ادعاء، صلة قربى.
كان الناس في مدينة الناصرية يسمونني السياب ، عندما كنت شاباً يافعاً.
كنتُ أمتلك مجموعات بدر الشعرية منفردَةً .)).
هذا الشاعر الذي احب السياب وراح يبحث عنه مع صديقه الشاعر خالد المعالي عام 1974 في البصرة عندما سافرا ، وجد شعرا سيابي بإمتياز ، واحب المعنى والوزن في شعره.
الشاعر كمال سبتي ،لا بيت ، ولا مال ، سوى الشعر ومعناه وعروضه، وحبه للسياب .
كنت كثير السفر الى خارج البلد ، وكانت هناك طريفة نتداولها في سفرنا وهي : اذا التقينا بشخص ونسأله هل انت عربي ؟ فاذا اجاب بالايجاب نفرح كثيرا ، ونساله سؤال اخر : من أي قطر انت ؟ واذا اجاب قائلا : من العراقر ، نفرح كثيرا ايضا، ونسأله مرة اخرى: من أي محافظة انت ؟ وعندما يجيب انه من المحافظة التي اسكن فيها افرح كثيرا واسر ، ونسأله مرة اخرى : من أي منطقة انت ؟ فيجيب من مركز المحافظة ، اسر كثيرا وافرح ، واساله : من أي محلة انت ؟ فيقول من المحلة التي اسكن فيها انا ، افرح كثيرا ، واسأله : في أي شارع يقع بيتك ؟ يجيبني : في الشارع الذي يقع بيتي فيه ، اساله اخيرا : أي بيت بيتكم ؟ فيقول : انه بيت ابو فلان ، وهذا البيت هو بيتنا ، وفي الاخير يظهر الشخص اخ لي وانا لا اعرف به .
ذكرت هذه النادرة عندما قدمني احد الاصدقاء للشاعر كمال في جريدة القادسية ، واختصر التعارف ، وقال : انه ابن مدينتك، تعرف احدنا على الاخر ، مع العلم كنت اقرأ له شعرا كثيرا .
لقد قرأت كمال سبتي منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، من خلال نشر قصائده في مجلة الأقلام كما اتذكر ، وقد تعرفت عليه لاحقاً في بغداد ، وفي جريدة القادسية التقينا ، فقد كان شاعرا سبعينيا مهموما بالشعر ، كان يحمل هم الشعر اكثر من أي هم اخر .
ولد في مدينة الناصرية سنة 1954، درس في معهد الفنون الجميلة قسم السينما ، ثم في أكاديمية الفنون الجميلة ، وقد فُصل منها، وسيق إلى الخدمة العسكرية إلى ان هرب من العراق عام 1989 عندما ذهب مع وفد الاتحاد العام للادباء والكتاب الى ليبيا حين كان عضوا في مجلسه المركزي عام 1989 .
صدرت له المجموعات الشعرية التالية :
وردة البحر - بغداد 1980
ظل شيء ما ـ بغداد 1983
حكيم بلا مدن - بغداد 1986
متحف لبقايا العائلة - بغداد 1989
آخر المدن المقدسة - بيروت 1993
آخرون.. قبل هذا الوقت - دمشق 2002
بريد عاجل للموتى - هولندا 2004
صبرا قالت الطبائع الاربع - دار الجمل ألمانيا 2006.
قال مرة: بأنه خسر الحياة لكنه ربح ميتة الشاعر، وهكذا عاش شاعرا يحب الشعر ، ومات ميتة شاعر ، فقيرا لابيت ولا مال كما قال في قصيدته.
توفي يوم 16 / 4 / 2006 في هولندا








#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين السلمان ، الاكاديمي والفنان و القصصي ، مبدعا
- زاهر الجيزاني والاحتفاء بشعراء الفيسبوك في يوم الشعر العالمي
- د. ضياء خضير - ثنائيات مقارنة - وسنوات الغربة
- ستراتيجيات النشر ، والبحث عن القاريء
- قضية الجنس عند عبد الرحمن مجيد الربيعي
- ثلاثة نصوص غير مجنسة
- المتنبي والمخيال وذكريات الصبا ... ( ذكريات )
- الهايكو والقصيدة الومضة
- قصيدة ( المظاهرات )
- - ابك بغداد - و - بغداد ابكي- المرثية الذاتية لبغداد قصيدة - ...
- صورة من الاخوانيات في الشعر العربي في مدينة الناصرية
- النص الشعري الذكري والنص الانثوي
- ذكرى واقعة الطف ومفهوم الشعائر الحسينية
- مقدمة كتابي - الطبيعة في شعر ابي تمام -
- اربع قصائد قصيرة من الشعر العامي العراقي
- الذهاب الى المكير
- - ام كلثوم - الصوت العذب الذي اطرب العرب فخدرهم
- نصوص غير مجنسة
- رأي : اصدقاء على الفيس بوك
- - حسين نعمة- الفنان الذي ياخذ بيدك الى عالم التطريب


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر