أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - -المثقف و السلطة- من الغالب و من المغلوب؟















المزيد.....

-المثقف و السلطة- من الغالب و من المغلوب؟


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحِوَارُ و التَعَدُّدِيّة الفِكْرِيَّة..
--------------------------
الحِوَارُ ضروري لمعرفة الآخر و فهمه، طالما يوجد اختلاف بين الطرفين، فكرا و إيديولوجية و مذهبا و عقيدة، كما أن الحوار ضروري بغية الاستفادة مما لديه من أفكار و تجارب تساعد في تحقيق التعايش، و تغيير الواقع و تحويله للاتجاه الذي يرضي الجميع و يحقق المصلحة العامة، فمشكلتنا نحن المسلمون أننا لا نقبل بالحوار، لأننا ننظر للآخر بنصف عين، و نعتقد أنه أقل منّا مرتبة، فوقفنا جامدين أمام التحولات التي يشهدها العالم، إن التعصب الفكري و العقائدي وحده يولد الخلافات بين البشر و يقود إلى انقسامات فيما بينهم، ليس بين مجتمع مسلم و آخر غير مسلم، بل حتى بين المسلمين أنفسهم، و ما الأحداث الذي عاشتها بعض الدول التي حولت الخلاف من الرأس إلى اليد كما يقال كالجزائر ، تونس، مصر، ليبيا، سوريا، و العراق، و نشب فيها الاقتتال و دبّت الفرقة، و تقطعت اللحمة بين ابناء البلد الواجد، بسبب التعنت الفكري، و لم تخلق من التعددية الفكرية حالة حوارية عقلانية كما يقول بعض المفكرين، الذين يرون أن الاختلاف سُنّةٌ، و جعلوا من الحوار علاج للتخلص من الأزمات ومحاربة صانعيها، و إبطال الشعور بأن التغيير أمر في حكم المستحيل، من أجل أن يظل الحال على ما هو عليه.
ما تزال رائحة البارود تنتشر في كل حيِّ و في كل بيتٍ من البلاد العربية التي تعيش الثورات، و الإرهاب الهمجي، و ما أصاب الشعوب من وهن و انهيار معنوياتهم، و في كل مرة نسمع أو نقرأ هنا و هناك بأن الوقت قد حان لإطلاق صفارات الإنذار لإنقاذ الشعوب و الجماهير، و حفظ ماء وجه الأنظمة و الأحزاب و ما زرعته من يأس في قلوب الشباب و قضت على أحلامه و طموحاته، و وعدوه بعالم وردي، و إذا به سراب و أوهام، و في كل مرة نسمع أو نقرأ هنا و هناك بأنه حان التغيير و نجد أحزابا تطلق مشاريع لبناء "جدارا وطنيا" تحمي به منظومتها السياسية، الاقتصادية ، الاجتماعية و التربوية و الثقافية، و في شتى جوانب الحياة ، و إعادة النظر في الذكاء الصناعي الذي ابتكر الأداة التي تبيد البشرية و تعطل نشاطها الإنساني..، و قد ظلت بعض الدول تعاني من حالة احتراب داخلي ناشبة بين السلطات الحاكمة التي لا تريد التخلي عن كراسيها لذلك فهي تسلك العنف سبيلا إليه، فتشعرهم بالضياع و العبثية و انسداد الأفق، و لعل ما يحدث الآن من تمرد شباني و مواقف الرفض و تصاعد حركات التطرف و التعصب الديني و السياسي سببه انهيار النظم ، التي كانت سببا في تراجع مؤشر الثقة في كل المؤسسات و تراجع الضمائر بدورها كلما وقفت متفرجة على ما يحدث من أزمات، و التي تضع العالم كله أمام أخطار شاملة، يقول المؤرخ الجزائر محمد الميلي رحمه الله: " من الخطأ أن نتصور بأن ظواهر التطرف و الإرهاب التي يعرفها هذا البلد أو ذاك، ناتجة فقط عن التحولات الداخلية للبلد المعني، بل إنها شديدة الصلة أيضا بالشمولية العالمية التي تؤدي إلى القضاء على الهويات، و من ثم الانفصال عن التاريخ أو فك الارتباط به"..
معظم المثقفين العرب قلدوا الغرب في العناية بالعلوم الإنسانية و لكنهم لم يحاوروهم لفهم الماضي و التخلص من قيود الفكر الاستعماري، بل أنهم لم يحددوا موقفهم من الاستعمار، و الجزائر كنموذج عجزت حتى أن تنتزع اعتذارا من فرنسا عن جرائمها التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري، و هاهي تبرم معها اتفاقيات عمل و علاقات صداقة و كأن شيئا لم يحدث، بل تلجأ إلى مستشفياتها للعلاج، و هي بذلك تؤكد على أن الجامعة الجزائرية فشلت في تكوين الكوادر الطبية، و لم تعد قراءة التاريخ قراءة فاحصة، و هي قراءة تتصل بالهوية، فجميع الدول و بالخصوص العربية منها محاصرة اليوم بعدة عقد، أخطرها عقدة التعايش مع الآخر و التحاور معه لإحداث السلام، حتى أحزابها و مثقفيها لكم يتناولوا بالتشريح الأسباب التي أدت إلى تأخرهم عن الركب الحضاري في الوقت الذي سيطرت فيه بلدان أوروبية على منافذ البحر الأبيض المتوسط.ذ، و نقف دائما مع المؤرخ الجزائري محمد الميلي عندما وضع المثقف أو المفكر العربي على طاولة التشريح، ذلك المفكر الذي تعرض لنار مزدوجة: " سوط الحاكم و تكفير المفتي" ، هذه النار أوقفت كما قال هو كل مبادرة فكرية للتجاوب مع المتغيرات، فأصبح المثقف و المفكر يلوذان بالصمت أو يسايران نفاقا ما يقوله علماء البلاط و المفتون..، السؤال الذي ينبغي أن نطرحه هو أليست المبادرات الفكرية تأتي عن طريق الحوار؟ فلماذا يرفض حكامنا الحوار مع المعارضة، و كأن الأنظمة الحاكمة و المستبدة ما تزال تطبق ذهنية : " أسكت يا ولد"، و عقلية الأمر الذي لا يقبل النقاش، كما ترى مثقفيها و مفكريها بأنهم ما زالوا صغارًا على اللعب السياسي ، و أن مهامهم لا تخرج عن حدود تأليف قصّة أو ديوان شعر في الغزل..
فالأنظمة الذي وضعت المفكر و المثقف جانبا و في آخر الصفوف تخشى اليوم حتى من اتصالها بالأخر و كيفية الاتصال به ، أي ممارسة "الحوار" مع الآخر و الاعتراف به رغم ما يكون بينهما من اختلاف و مغايرة، و هذان العنصران ( الاختلاف و المغايرة) كما يقول محمد الميلي هما اللذان يبرزان أهمية حوار طرف مع آخر، فكونه مغايرا للآخر، هو الذي يجعله يسهم في تشكيل الآخر ، و لأن الحوار يشترط "الندية" فهي تبحث الآن عن المفكر الواعي و المثقف الثوري لتواجه به العولمة، لكنها لن تعثر عليه، لأنه ركن الى السلبية، و هو الآن يبحث عن طريقة تخلصه من مركب النقص ليعيد صياغة التاريخ و رواسبه، ويعيد النظر في المكونات الأساسية للهوية، و كذلك دراسة الواقع دراسة جيوسياسية، ثقافية ، اجتماعية و اقتصادية، حتى يتمكن من تغيير قانون الغاب الذي فرضته السلطة و الأنظمة الاستبدادية التي أفقرت شعوب العالم و تركت التصحر يجتاح ربوعها الخضراء فاقتلعت أشجارها و عاثت فيها فسادا، و يمكن القول أن الانحطاط السياسي الذي بلغته الأنظمة العربية كما يقول بعض المحللين في السنوات الأخيرة، و ما ينتظرها اليوم من ضرورة تصحيح ما يمكن تصحيحه، و إنقاذ ما يمكن إنقاذه يجعل المهمة صعبة و شاقة و تحتاج إلى نفس طويل.
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية FFS: نطالب ب: -دمقرطة- ...
- باحثون في الفكر الإسلامي يطلقون النار على جماعة الفراكسة الس ...
- -الشّْكَارَة- السُمُّ الذي قتل روح -النضال- داخل الأحزاب في ...
- أناجيك في صمت
- أوراق الشجر تنتفض في يوم غير خريفي
- -الثروة توصل إلى السلطة، و السلطة توصل إلى الثروة-
- التنصير، التهويد، التشيع و الأحمدية.. عقائد تهدد المرجعية ال ...
- التنصير، التهويد، التشيع و الأحمدية معالم عقدية تهدد المرجعي ...
- توقيف زعيم الطائفة -الأحمدية- و 06 من أتباعه بمدينة قسنطينة ...
- في شوارع باريس الطفل يكلّم الفضيحة و المشفى والكرنفال والانق ...
- 3000 داعشي ينوون العودة الى تونس
- وقفة مع محرر لبنان بشارة الخوري مؤسس حزب -التقدم-
- الداخلية الجزائرية تصدر قرارا بتوقيف نشاط نادي -الروتاري- ال ...
- -سيرتا -عاصمة النومديين تحيي عرسها الأمازيغي في افتتاح السنة ...
- شركة فور إيفر forever تفتح مكاتب لها في الجزائر
- -شباب- يعرضون تجاربهم في مجال -التسويق و الاستثمار-
- عائلات في العراء تواجه مصيرا مجهولا و أطفال في خطر
- تنسيقية المؤسسات الجامعية: غياب الإنترنت و نقص خطوط الهاتف ه ...
- حديث القبور...
- دنيس هوليداي.. شهادة حيّة عن عملية الإبادة للشّعب العراقي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - -المثقف و السلطة- من الغالب و من المغلوب؟