أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - عزاء صائد الدواعش














المزيد.....

عزاء صائد الدواعش


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يورد الشاعر الهندي الكبير رابندرانات طاغور في يراعاته هذه الجملة: "إننا لا نظفر بالحرية إلا بعد أن نسدّد تماماً حقنا بالحياة" لذا وكأن الإنشغال بفايكنج العصر(داعش الأنظمة الغاصبة) والسعي الدؤوب لتخليص الإقليم من شرورهم وشرور من أرسلوهم كان الضريبة هي حياة اللواء الذي كان أسمى هدف لديه هو الانتصار على الطواغيت وتحقيق شروط الحرية والسلام والإباء والكرامة لبني جلدته خاصة وسكان الإقليم بوجهٍ عام.
ووفق ما صرح به المقدم محمد درويش لوسائل الإعلام أن قائد قوات مكافحة الإرهاب وحيد كوفلي توفي صباح يوم أمس في منزله بمدينة دهوك بإقليم كردستان جراء إصابته بجلطة دماغية، وكوفلي حسب مقاطع الفيديو المنتشرة له في موقع اليوتيوب لا يعد فقط من أبرز القادة في قوات البيشمركة، ولا تكمن أهميته بكونه كان يشغل منصب قائد قوات مكافحة الإرهاب في محافظة دهوك فحسب، بل لأنه شارك بنفسه في العديد من المعارك التي خاضتها قوات البيشمركة ضد تنظيم داعش في كثير من المناطق، وأهم ما كان يتميز به الراحل الذي عُرف بشجاعته في ساحات القتال وسعادته في التصدي لأعداء البشرية داعش، أنه في معظم مقاطعه المنتشرة على النت أولاً حاول أن يُظهر للأعداء ويلمّح للأصدقاء وجوب الالتزام بآداب القتال، فيما ثاني رسالة له كانت كامنة في إفهام الآخر الذي يتمنى في دخيلة نفسه انتصار داعش بأن الكرد لديهم قضية مقدسة يموتون لأجلها وهي كردستان، فما هي قضيتكم يا طُلاب الحواري والفجور والملذات؟ كما أنه وفي كل حواراته مع الدواعش عبر القبضات اللاسلكية كان حريصاً على أن يُظهر لهم ولمن يمولونهم بأنه صاحب مدرسة أخلاقية اسمها البارزانية، وظل مثابراً في مجمل حواراته وهو يقول لهم:" نحن لا نتعدى على شرف أحد ولا نتعدى على أرض أحد إنما ندافع عن أرضنا وعرضنا، بينما أنتم تفعلون كل المقابح" فكيف لا يصب الدواعش إذن جام أحقادهم على الكرد متى ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وهم مَن تدربوا وتغذوا مِن أردأ مناهل الفكر كالبعث والخمينية.
فيما ظل كوفلي وفياً للفكر الذي يحمله والنهج الذي يسير عليه، حيث كان يخاطب الدواعش مرارا وتكرارا بقوله"نحن نحترم الأسير ونعامله وفقاً للأعراف والقوانين لأن نهجنا البارزاني يحتّم علينا التعامل برفق مع الأسرى، مؤكداً بأن المسلم هو من سلم الناس من أذاه وضرره وليس المسلم من يجز الرؤوس كما هي فلسفة الدواعش ومن يؤمن بنهجهم الهمجي.
إن موت اللواء كوفلي يذكرنا بموت أحد أبطال المسلمين ألا وهو خالد بن الوليد، إذ بالرغم من مآخذنا على غزوات المسلمين لأراضي ومدن الآخرين إلا أنه بخصوص مقاربتنا فإن كتب التاريخ تشير بأن ابن الوليد خاض مثل كوفلي المعارك والحروب وفتح المدائن والأمصار وقضى جل حياته في ساحات القتال ولكنه في آخر عمره مات على فراشه حيث تنسب إليه المقولة المشهورة: "لقد حضرت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء" وقد خذل قابض الأرواح الكثير من الأبطال عبر التاريخ فلم يزرهم في ساحات الوغى، إنما وللأسف باغتهم في المخادع، وحقيقةً لا أتصور البتة بأن شهماً مثل كوفلي كان يتمنى هذه النهاية له، وهو الذي كان يزرع الرعب في نفوس الدواعش حيث كان يسمى في الإقليم بصائد الدواعش، كما كان وجوده في ساحات الوغى يدب الحماس في صفوف البيشمركة، كيف لا يكون ذلك وهو الذي كان برتبة لواء يقاتل بجانبهم كأي عنصر منهم، بينما وبخلاف ذلك لدينا أمثلة مخجلة عن ضباط النظام السوري حيث أن صاحب أدنى رتبة عسكرية منهم كان يدفع بعناصره الى جبهات الموت ليبقى هو في البلوكوز أو في الملجأ، وإن وجد في الميادين مصادفةً كان يجعل من أجساد العناصر دروعاً بشرية لحماية شخصه، في حين أن كوفلي الذي سبق له أن أصيب في إحدى المعارك ربما كان يطيب له لو أنه استشهد بتلك الطلقة ولم يمت على فراشه كما يموت أي إنسان آخر فقد خذله رسول الردى في اختيار طريقة موته.
ولكن يبقى الذي سيعزي كوفلي في رحلته الأخيرة هو أن لا تبخل كردستان بولادة عشرات القادة من أمثاله، وألا يهدأ لهم بال ولا يثنيهم أي شيء عن العمل المتواصل لتحرير كامل تراب كردستان من رجس الأنظمة، وتخليص البشرية من هذه الآفة التي اسمها داعش، وأخيراً سيكون عربون وفاءٍ لروحه الطاهرة وأرواح من ساروا على نهجه هو تحقيق حلمهم أجمعين بكردستان حرة، أبية، مستقلة يرفرف علمها إلى جانب رايات شعوب المعمورة.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتداء المجلس الوطني بالبارزاني
- كأني لقُية أثرية
- أحمد شوقي: نداء (بريمن) جاء ليبرر أفعال من يُمارس سطوته على ...
- غزو المناطق الكردية بذريعة محاربة p y d
- لو أنكَ تافهٌ جداً
- الأسايش من اختطاف الأحياء الى اختطاف الموتى
- وجَع طهران وصفاقة الحرس الثوري
- الرداء الخامس
- الإدارة الذاتية وتشويه وعي الناس
- الرداء الرابع
- الرداء الثالث
- ريزان شيخموس: p y d مارس الاقتتال فعلياً، لكن الشعب الكردي ي ...
- الرداء الثاني
- أردية
- فرنسا للمرة الثانية مع الشكر
- فرنسا صديقة الكرد في الأمس واليوم
- عنزة أصحاب المواقف الجاهزة
- فصلة يوسف: على مَن يطالب المجلس بتصحيح مساره عليه فك ارتباطه ...
- المبادِر
- حزب العمال الكردستاني من حفرة لأخرى


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - عزاء صائد الدواعش