أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الإدارة الذاتية وتشويه وعي الناس















المزيد.....

الإدارة الذاتية وتشويه وعي الناس


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5404 - 2017 / 1 / 16 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المتعارف عليه أنه ما من منظمةٍ أو جمعية أو حزبٍ نشأ إلا وكان له أهداف نبيلة يناضل من أجل تحقيقها، ولم نسمع عن حزبٍ صرّح يوماً بأنه تأسس لكي يضلل الرعية، أو لكي يعمل على تشويه وعي الناس، فحتى أخطر منظمة مصنفة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في العالم قد يُلاحظ المرء في برامجها ماهو غير مستحقر، إذ غالباً ما تكون غاية منظومة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية هي السعي لنهضة المجتمع الذي تستهدفه، تمثله، تنوي إحداث التغيير المحمود فيه، ومن ثم العمل على تحقيق مبادئها السامية وبث الحيوية في أوصال ذلك المجتمع، والأخذ به الى غدٍ أرحب وأشرق وأقوى وأجمل، وتنظيم حركة المجتمع للتقدم به وإيصاله إما إلى الاستقلال أو التحرير أو الرفاه الاجتماعي وذلك وفقاً للظروف التي نشأ فيها الحزب، ولكن الغريب أن الكثير من الأحزاب والمنظمات تعمل بخلاف كل المبادئ والقيم التي تأسست عليها أو قامت لأجلها، بل وضللت المواطنين شر ضلال، وعملت لسنواتٍ طوال على استغباء الناس واستغلالهم ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
كما أن بعض الأحزاب والتنظيمات حتى وإن لم تكن لتنوي ضياع المجتمع، إلا أن التناقض في خطاب بعضها والتضاد اليومي في ممارساتها العملية تقود تلقائيا الناس الى التشويش وعدم القدرة على فهم استراتيجية التنظيم المذكور، وهو ما عمل عليه حزب الاتحاد الديمقراطي منذ بدء الثورة السورية، حيث استخدم خطابين متعاكسين أحدهما خاص بالرعية، والثاني خاص بالقيادة وهو بخلاف الخطاب الموجه للعامة، إذ أن معظم مؤيدي الحزب صوِّر لهم على أنهم معارضة وأنهم يعملون ضد النظام، بينما الحقيقة هي بخلاف ذلك، باعتبار أن مايسترو نظام الملالي في طهران هو مَن يحرك القادة في قنديل ودمشق، وهذا الالتباس لا يزال مستمراً لدى عامة جمهور هذا الحزب العقائدي، مع أنه كان من الممكن أن يكون أكثر احتراماً للذات والآخر لو كان ذا موقف واضح من النظام والمعارضة، إنما وإمعاناً في التيه حاول التنظيم المذكور ركوب عربيتين بآن واحد، ظاناً بأنه بهلوان حقيقي في عالم السياسة، ووضع كل رِجل له في عربة وكل ظن قيادته أن العربتين ستسيران جنباً الى جنب إلى ما لانهاية ولن تلتقيا أبداً، وربما لم يخطر على بال دهاقنة التنظيم ماذا لو انحرفت عربة ما؟ أو خرجت إحداهن عن السكة؟
وبناءً على اللاوضوح في الرؤية والاستراتيجيا والأهداف بقي الغموض هو سيد الموقف بالنسبة للمؤيد، وكأننا أمام قصائد شعرية مبهمة، وليس أمام تنظيم يفدي بدماء المئات من الشباب لغايات غير معلومة لمعظم الناس، ومن بعض التشويه المتعمد للحقائق والتضليل الصارخ ما صدر مؤخراًعن هيئة الدفاع التابعة للإدارة الذاتية التي قالت في بيانها الصادر منذ أيام والذي جاء فيه بأن "الطائرات التي قصفت تل علو انطلقت من قواعد عسكرية في إقليم كوردستان وعادت إليها مجدداً بعد القصف"، محملةً بذلك حكومة الإقليم الجزء الأكبر من هذا الاعتداء، ولغرابة ولامعقولية ذلك الاتهام السخيف جاء رد المتحدث الرسمي بإسم حكومة إقليم كوردستان، سفين دزيي، يوم الأربعاء متهكماً بعض الشيء حيث قال دزيي "اننا في حكومة إقليم كوردستان، نرفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وما جاء في البيان هو بصراحة مبعث للسخرية، وان دل على شيء فإنه يدل على مرض كاتبه، ويبدو أن جماعة ما يسمى بكانتون الجزيرة قد شاهدوا ذلك في حلمهم، مستطرداً بأنهم يعانون من الإضطراب".
لذا يبدو جلياً لمن يتابع أحداث وتطورات المنطقة عسكرياً وسياسياً، معرفة أن هذا الاتهام جاء للتخفيف من توجيه الاتهامات لتركيا التي ترفض الاعتراف بالادارة الذاتية جملةً وتفصيلا، وما اتهام حكومة الاقليم إلا كمحاولة لكسب ود تركيا على حساب الاقليم الذي لا يخشى الاتحاد الديمقراطي عداوته، بخلاف تركيا التي ربما بمقدورها فعل أي شي بالاتحاد الديمقراطي من غير أن يرف لها جفن، بعكس الاقليم الشقيق الذي سيتحمل من كل بد غلاظة ووقاحة واعتداءات الشقيق الغر والطائش، وإمعاناً في التودد الى تركيا أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات الحماية الشعبية عمودها الفقري بياناً جاء فيه "نحن الفصائل السورية من أكراد وعرب وتركمان وآشوريين تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، نؤكد بأن قوتنا ليست جزءًا من حزب العمال الكردستاني ونعتبر أنفسنا جزءًا من الدولة السورية والأرض السورية"، فالجماعة تبرؤوا من العمال الكردستاني لقاء التقرب من تركيا، وفوقها وزيادة في التشويش حوروا الأحداث والوقائع واتهموا اقليم كردستان بشأن ضرب مواقعهم، علماً أن نشطاء المنطقة وشهود العيان أكدوا بأن طائرات يعتقد بأنها تركية اخترقت أجواء روج آفا في الثالث من كانون الثاني الجاري من جهة بلدة تل كوجر على الحدود السورية العراقية، وقصفت عدة أماكن في محيط قرية تل علو بريف بلدة جل آغا في مقاطعة الجزيرة، وعادت ودخلت إلى عمق الأراضي التركية.
فواضحٌ بأن البيان الصادر عن قوات سوريا الديمقراطية جاء ليؤكد بأن الجهة التي أصدرته لا تزال مستمرة بنهجها التضليلي وتتعمد تشويه وعي الناس، ولا تزال تستخف بعقول البسطاء وتستغبيهم، وبخصوص الاكتشاف المذهل للإدرارة الذاتية المتعلق بالطائرة التي قصفت محيط تل علو في كانتون الجزيرة، كتب المحامي عماد موسى مستهتراً بفهلوية جهابذة الادارة الذاتية وهو يقول:" الجماعة لم يكتشفوا كيف دخلت شاحنة كبيرة مليئة بالمتفجرات عبر حواجزهم إلي وسط قامشلو ودمرت وقتلت العشرات من المدنيين، و لم يكتشفوا السيارة البيضاء(الفان) التي كانت كل حين تتجول في شوارع روج افا إما تقتل، أو تحرق أو تخطف، لم يكتشفوا من حرق إذاعة آرتا اف ام، لم يكتشفوا من يقوم بحرق مكاتب الاحزاب، لم يكتشفوا من حرق العلم الكردي، لم يكتشفوا من قتل مشعل تمو، لم يكتشفوا من قتل عيسى حسو، لم يكتشفوا من خطف بهزاد دورسن وأمير حامد وغيرهم الكثير الكثير، لم يكتشفوا من خطف الضباط الكرد الثمانية، لم يكتشفوا من أطلق النار على أهل عامودا وقتل سبعة أشخاص منهم، لم يكتشفوا من خطف السياسين الكرد وقام بنفيهم خارج الحدود، لم يكتشفوا من هجر الكرد من ديارهم ، لم يكتشفوا من جعل حياة الناس قهرا اقتصاديا، لم ولم ولم ولم ولم، لكنهم في غضون ساعات اكتشفوا الطائرة التي ضربت تل علو وقالوا بأنها انطلقت من اقليم كردستان العراق وعادت إليه، بكونهم يملكون أقماراً اصطناعية، رادرات وأجهزة حديثة أخرى لا تمتلكها دول المنطقة" من يدري ربما يكون شارلوك هولمز نهض من قبره وجاء يعمل خبيراً استشارياً في كانتون الرفيق آلدار خليل! ويبدو أن المحقق الجنائي العالمي ومحلل الشفرات قد طوَّر بعلم الأدلة الجنائية أكثر مما كانت عليه قصص أفلام هولمز، مع أن هولمز كان يظهر بشكل دائم في الوسائط الإعلامية المختلفة مرتدياً قبعة صائد الأيائل وعباءته، وهو يدخن غليونه ويمسك بعدسةٍ مكبرة، بينما غابت ملامح هولمز كانتون الجزيرة عن وسائل إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي وغاب محيا صائد الأيائل بشخصه الماهر والحاذق وظهرت فقط نتائج تحرياته!
وبما أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الرافد السوري لحزب العمال الكردستاني الأم، لذا يبدو واضحاً من خلال متابعة أنشطة الفرع السوري أنه لم يشذ عما هو عليه التنظيم الأم، إذ من القصص المضحكة المبكية لحزب العمال الكردستاني أورد الصحفي حسين جلبي حكاية مؤلمة جاءت في سياق كتاب الفنان الكاريكاتوري يحيى سلو "لغة الجبل" وكيف أن حزب العمال الكُردستاني ألقى القبض يوماً على ثلاثة من عناصره، وهم من كُرد سوريا بتهمة التجسس لصالح المخابرات السورية، مندهشاً بأن أحداً من الموجودين هناك في قنديل لم يسأل نفسه: ياترى ما هي حاجة المخابرات السورية لإرسال ثلاثة أكراد للتجسس على حزبنا في هذه الجبال النائية، بينما قيادة الحزب، واوجلان نفسه موجودون في أحضان المخابرات السورية نفسها في دمشق؟ مستدركاً على لسان صاحب الكتاب بأنه يعتقد بأن التهمة الحقيقية هي أن هؤلاء الثلاثة كانوا مثقفين، وقد خشي الحزب منهم لذا قام بإعدامهم، ليعلن بعد سنوات عن استشهادهم في مواجهة بطولية مع الجيش التركي.
وباعتبار أن حزب الاتحاد الديمقراطي يوحي للوهلة الأولى بأن له خلفية اشتراكية، وأنه ضد الامبريالية العالمية وفق شعاراته الفضفاضة، إلا أنها اشتراكية محورة بحق، ولا أثر للقيم التي تحدث عنها ماركس وحض عليها في برنامجه، الممثل برفض استغلال الإنسان للإنسان بجميع أشكاله، حيث كان جوهر الماركسية، بينما العكس تماماً هنا، فالاستغلال حاضر بكل صوره وأشكاله لدى الاتحاد الديمقراطي، وهو هنا أشبه بما هو عليه الحزب الشيوعي السوري، ويظهر بأن الكذب على المواطن والاستخفاف بعقله هو الذي يجمع الحزبين الذين من المفترض أنهم معنيون بايقاظ الناس وتوعيتهم وليس استغلالهم واستغبائهم، وفي هذا الإطار الذي يجمع ممارسات التنظيمين ذكر الكاتب مرفان كلش، "بأن أحد الفلاحين البسطاء في قريته كان منتمياً للحزب الشيوعي السوري (الجناح البكداشي) قبل 4 قرون تقريباً فسأل مسؤوله يوماً قائلاً يارفيق كيف نحن مطاردون من الدوله وسكرتير الحزب الرفيق خالد بكداش مقيم بالشام؟ فرد عليه المسؤول النحرير بأن هنالك نهر بجانب بيت السكرتير وعندما تأتي دورية المخابرات يركب الرفيق بكداش سفينته ويهرب الى الإتحاد السوفياتي" علماً أن بكداش حتى موته كان عرّاب العلاقة بين النظام الأسدي وموسكو، وظلت جريدة نضال الشعب (صوت الشعب) ولعشرات السنين تطبع في مطابع الثورة العائدة لحزب البعث الحاكم، ومن يدري فلربما اسوةً بالفلاح كان العشرات من مثقفي الحزب الشيوعي يتصورون بأنهم ملاحقون من قبل نظام الأسد، وإلا فكيف سيكون العمل النضالي مثيراً ومشوقاً وله نكهة خاصة مع شيء من الخوف المصطنع! كما هو حال حزب الاتحاد الديمقراطي بالضبط، حيث لا تزال الفيالق الآدمية من الحزب لا تزال قيد التصديق بأن حزبهم يقوم بالثورة في الشمال السوري ويخوض حرباً ضروس ضد طاغية دمشق، وربما كما كان عليه حال ذلك الشيوعي يظن الكثير منهم بأن صالح مسلم وأقرانه لديهم مراكب فضائية ينطلقون بها من مهابط الكانتونات إلى مطارات قنديل ومن ثم يجوبون عواصم المعمورة على متنها.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرداء الرابع
- الرداء الثالث
- ريزان شيخموس: p y d مارس الاقتتال فعلياً، لكن الشعب الكردي ي ...
- الرداء الثاني
- أردية
- فرنسا للمرة الثانية مع الشكر
- فرنسا صديقة الكرد في الأمس واليوم
- عنزة أصحاب المواقف الجاهزة
- فصلة يوسف: على مَن يطالب المجلس بتصحيح مساره عليه فك ارتباطه ...
- المبادِر
- حزب العمال الكردستاني من حفرة لأخرى
- حُرقة الكلمة
- مارِد علاء الدين والعمليات الإرهابية
- خواتيم
- محمود عباس: الثورة لم تنتهي، ولكن أمامها تحديات صعبة
- مصير عفرين بعد سقوط حلب
- محاسن ومقابح الاسم المستعار
- جبل
- روني علي: مَن لا يمتلك إرادة القرار لا يمكنه أن يكون صاحب مش ...
- البارزاني وقلق المناوئين


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الإدارة الذاتية وتشويه وعي الناس