أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - وجَع طهران وصفاقة الحرس الثوري














المزيد.....

وجَع طهران وصفاقة الحرس الثوري


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من دون شك أن العلاقات الخارجية الواسعة لإقليم كردستان العراق هي السبب الرئيس لامتعاض البعض ممن يقبعون في بغداد ومن ورائهم مَن يتغلغل في جوفه الحنق في طهران التي تقود العراق عن بُعد، والانزعاج إيرانياً هو مضاعف وسيتضاعف كلما تمكنت أربيل من حشد الدعم الدولي لصالحها بعيداً عن سطوة بغداد أو عن الوصاية من الدول المجاورة لها ومن ضمنها إيران، حيث تجسّد ذلك الدعم الدولي للإقليم من خلال كميات الأسلحة التي وصلت الى حكومة كردستان من ضمن المساعدات الدولية المقدمة للإقليم، عدا عن نجاح الإقليم في إقامة العلاقات وتنظيم وعقد المؤتمرات الملفتة لنظر الجيران الممتعضين من حضور شخصيات أجنبية وأطراف دولية فاعلة ومساهمة في دعم الإقليم، حيث شهد كردستان العراق العام المنصرم زيارات لعدد من المسؤولين الغربيين وشخصيات لها وزنها ودورها في الاتحاد الأوروبي، ويظهر أن اعتراض أحد أعضاء "التحالف الوطني" الحاكم في بغداد على النشاط الدبلوماسي الذي شهدته كردستان لم يجدِ نفعاً حتى تبعه الاعتراض الإيراني على لسان قائد الحرس الثوري في محافظة سنه بإيران محمد حسين رجبي، الذي بكل صفاقة قال إن "وجود أكثر من ثلاثين قنصلية وممثلية أجنبية أمر غير طبيعي"، لافتاً إلى أن "غالبية القنصليات الموجودة تعمل في مجال الاستخبارات" إذ بالنسبة لرجبي تدخل استخبارات إيران الى عمق ومخادع المسؤولين في السليمانية أمرٌلا بأس به ، أما أن يكون للإقليم علاقات دبلوماسية رسمية ومكشوفة فهو ما يزعج الملالي وكل الأنظمة الغاصبة لكردستان، الذين يودون وللأبد حصر علاقتهم بالإقليم من خلال أرجاس المخابرات باعتبارهم يرون في كردستان مجرد سَرية أو أمَة لا أكثر.
ومن المؤكد أن خروج الإقليم من الدائرة القذرة للأفرع الأمنية لاستخبارات الدول المجاورة هو محط غضب، كما أن قدرة الإقليم على صد دواعش المالكي والأسد لم يكن مبعث أملٍ لدى بغداد وطهران، وأن انتشار الصيت الحسن للبيشمركة في العالم قد أزعج الحرس الثوري الإيراني ومن يديرونه، كما يغضبهم عقد الإقليم للاتفاقيات والصداقات مع معظم الدول الغربية وكذلك إلى تحسين علاقتهم مع روسيا والتي طبع فيها في الفترة الماضية كتاب بعنوان( الكورد فرسان الشرق) تعبيراً عن تلك العلاقة الودية بين الإقليم وروسيا، فمن كل بد أن هذا الأمر باعث للنفور لدى الدول التي ترى نفسها وصية على الكرد وكردستان، حيث اُعِد ذلك الكتاب وطبع من قبل شركة كاز بروم نفت الروسية، والذي حوى بين دفتيه ما يتعلق بتاريخ الكورد والثورات والانتفاضات التي شهدها تاريخ الكورد، بالإضافة إلى الحرب ضد الإرهاب المعاصر، مذكراً بالعلاقات التاريخية بين الكورد وروسيا منذ زمن الشيخ عبدالسلام بارزاني، وصولاً لجمهورية كوردستان في مهاباد، ولجوء وبقاء الزعيم مصطفى بارزاني في الاتحاد السوفييتي سابقاً، وصولاً إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية في الوقت الحالي بين إقليم كوردستان وروسيا، إذن كيف لا تبدي إيران إنزعاجها وهي بالرغم من أنها دولة نووية وقادرة على مناطحة الدول العظمى من خلال امتلاكها لتلك الترسانة المرعبة، إلا أنها ربما كانت ناسية بأن الدول والشعوب لا تحترمها لذاتها كدولة صاحبة موقف إنساني أو تمثل قيمة ثقافية عالية في العالم المعاصر، إنما تتعامل الدول معها كما يتعامل الحكماءُ عادةً مع أزعرٍ بيده سلاح قادر على أن يؤذي كل من يقترب منه، على رأي المثل الشعبي(السلاح بيد ... بيجرح) !!
ففيما يتعلق بصفاقة طهران التي تتجاوز فيها الأعراف الدبلوماسية، فلا مراء أن مرد تلك الثقة التي توليها طهران هي أدواتها الحاضرة كالعَسكر، الأدوات الراضية بأن تبقى رهن إشارتها، منهم مَن يقبع في السليمانية، ومنهم من يهدل ويغرد في قنديل، إذ لولا هذين الجناحين الرخوين من خاصرة كردستان، لما تجرأت إيران وعلى لسان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، ودعت الإقليم إلى إغلاق قنصلية المملكة العربية السعودية في أربيل، وإيران تعرف جيداً وفق رد حكومة الإقليم بأن "وجود القنصليات وممثليات الدول في كردستان أمر يجري وفق القوانين العراقية، وأن أعمالها ونشاطاتها تجري في إطار القوانين نفسها، لافتاً الى أنه ليس من حق أحد الطلب بإغلاق أية قنصلية في الإقليم، وأن هذا الأمر يعد تدخلاً غير مبرر في الشؤون الداخلية العراقية والكردستانية" ذلك كان رد حكومة الإقليم بشأن ما صرّح به محمد حسن رجبي.
أما عن وجع طهران فلا شك بأن السبب الرئيس هو هذا الاهتمام الدولي باقليم صغير بقيت تنظر إليه إيران كجار خُلق رغماً عنها، جار بقيت ولقرونٍ خلت تنظر إليه طهران مجرد تابع، مجرد حديقة خلفية لمؤامرات الدولة الصفوية سابقاً ودولة الملالي لاحقاً في صراعاتها مع الجيران على حساب شعب وأرض كردستان، حيث كان الجار البسيط يتحمل تبعات صراعاتهم السياسية والعسكرية عبر التاريخ، كما أن إيران لو لم تكن تعرف بأن ثمة جهات كردية اعتادت أن تتعامل الدول معها من خلال أجهزة الاستخبارات النتنة التي تحصر علاقاتها معهم في الغرف المغلقة بعيداً عن الإعلام وعن أي تصريحٍ مجاهر به يعترف بشرعية تلك اللقاءات، كما هو حال الأمَة والسَرية وأضعف الايمان الجارية، وإلَّا لمّا تجرأت طهران وصرّحت على لسان محمد حسن رجبي في طلبه الغرائبي كنظامه الحاكم، باعتبار أن تلك الجهة الرخوة من خاصرة كردستان لم تتعود لأن تقيم علاقاتها مع الدول المجاورة بصورةٍ علنية، رسمية، محترمة.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرداء الخامس
- الإدارة الذاتية وتشويه وعي الناس
- الرداء الرابع
- الرداء الثالث
- ريزان شيخموس: p y d مارس الاقتتال فعلياً، لكن الشعب الكردي ي ...
- الرداء الثاني
- أردية
- فرنسا للمرة الثانية مع الشكر
- فرنسا صديقة الكرد في الأمس واليوم
- عنزة أصحاب المواقف الجاهزة
- فصلة يوسف: على مَن يطالب المجلس بتصحيح مساره عليه فك ارتباطه ...
- المبادِر
- حزب العمال الكردستاني من حفرة لأخرى
- حُرقة الكلمة
- مارِد علاء الدين والعمليات الإرهابية
- خواتيم
- محمود عباس: الثورة لم تنتهي، ولكن أمامها تحديات صعبة
- مصير عفرين بعد سقوط حلب
- محاسن ومقابح الاسم المستعار
- جبل


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - وجَع طهران وصفاقة الحرس الثوري