أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا ناصر الدين - اللمس من أجمل لغات العالم














المزيد.....

اللمس من أجمل لغات العالم


دينا ناصر الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


حاسة اللمس من أجمل لغات المشاعر التي تعطي الحياة معنى جميل وإحساس قوي بالحياة, وتوقف الإحساس بالألم , فهي ذوقٌ وفنٌ يحكي كثيرا من مشاعر الحبِ التي تصل سريعا من القلب إلى القلب -وتقوّي العلاقة بين طرفين -كما أنها تمنح الشعور بالأمان والسكينة والإستقرار والراحة النفسية -وتخلق مشاعر المودة والرحمة بين الناس , وتدعم الحب بأحاسيس قويّة , ويحسّن اللمس من الحالة المزاجية ويمنع الفتور في العلاقة الزوجية .
إن اللمسات تحمل معانٍ كثيرة حسب نوع العلاقة بين الطرفين ,وإن من أجمل اللمسات لمسات الأمومة بين الأم وطفلها والتي تعبر عن الحنان والرعاية والحب -وتوفر للطفل الإحساس بالأمن والطمأنينة -كأن تربت على كتفه بحنان حتى يشعر بسلام وينام باطمئنان , وكتلك اللمسة الابوية قوية الاثر على كتف الابن او احتضانه --تلك اللمسات تقوي الثقة بالنفس داخل الطفل منذ الصغر -حيث يشعر أنه مرغوب فيه ,وتطرد داخله المشاعر السلبية كالشعور بالنقص --تلك المشاعر السلبية تؤدي به لمشاكل مستقبلية تعيقه في التكيّف مع نفسه وعالمه -وتنعكس عليه من كل الجوانب النفسية والفكرية فتعيق نموه النفسي والاجتماعي بشكل كبير -لذا نلاحظ أن الأطفال اليتامى وأبناء المطلقين والمحرومين من لمسات الوالدين الحنونة يعانون مشاكل نفسية واجتماعية طوال مراحل حياتهم .
فالطفل يتمتع بحاسة اللمس منذ اللحظات الأولى من ولادته -ويفسر ذلك أهمية الإحتضان للطفل خاصة حينما يبكي أو يتألم -فالإحتضان يسكت آلامه -كما أن هناك لمسة بمعنى سحري وهي لمسة الشفاء لكل مريض --فحينما يتألم الفرد منا فإن لمسة ما من أم على رأسه تدعو له --أو من طبيب يطمئنه --أو من أي إنسان يودّه يجعله يشعر بأنه يشاركه إحساسه بالألم -وهذا الشعور يجعله يداوي قلبه -ويخفف ألمه -ويعجّل في شفاءه --فتلك لمسة سحرية لا يقل سحرها عن لمسة تبعث في نفس الإنسان الخائف بالاطمئنان -ففي تلك اللحظة التي ينبض بها القلب بخوف من شيء ما فإن الإنسان يمسك بيد آخر مُستمدا منه القوة -أو في حالة الحزن الشديد و الألم يحتضن الشخص مَن ترتاح إليه نفسه وكأنه يرمي بثقل حزنه بعيدا حينما يشاركه الآخر ما يشعر بلمسات تمنحه الإحساس بالأمان .
إن لمسات المودة تلك لها آثار عظيمة لا تقل أهميتها عن لمسات التعبير عن الصداقة والإعتراف بالجميل والمؤازرة بين الأصدقاء والناس . وأن لمسة المعلم بتشجيعه وإرشاده لطلبته ترفع معنوياتهم وتدفع بهم الى النجاح .
وتلك اللمسة التي تحملها الأيدي ذات القلوب المؤمنة للأيتام فإنها تخفف عمق احساسهم بالحرمان -وصاحب العمل حينما يحنو على العامل لديه فإنه يدفعه للعمل بحب وأمان .
لمسة الرجل للمرأة تحرك كل احاسيس المرأة كما لمساتها إليه يجعله يدخل عالم السعادة --وإن لمسة الرجل للمرأة يجب أن تحمل معنى واسع وشامل لا ينحصر فقط في رغبته بها وأثناء علاقته الحميمة معها بأوقات محدّدة --إنما تنتشر لتحمل كل معاني الحب الجميلة -فتلك لمسة الحنان --وتلك شوق -وتلك ود ورحمة ---وتلك شكر وامتنان -وتلك مشاركة بإحساس -وتلك ملاطفة--وتلك تعاطف وتلك اعجاب -وتلك لمسة حب يتدفق بكل شريان -وتلك رغبة بأرق اللغات فتنتعش معها بكل الحواس - وتصنع السعادة في عالم جميل من الحب -وتستقبل المرأة التعبيرات والأمور التي يريد أن يوصلها إليها الرجل عن طريق اللمس واللطف بشكل أقوى وأجمل.
وكثيرة هي اللمسات الإيجابية ذات المردود الإيجابي يصعب حصرها -فلنكن إيجابيين-ولا نحجب مشاعرنا الجميلة عن الآخرين-فلنعبر عن الحب-عن الجمال فينا-عن أجمل الأحاسيس-لنعش بها ونسعد -ونسعد الآخرين-لنشعر لذة الحياة بالحب-لنوصل مشاعرنا للقلوب دون حواجز-ونقطع حبال الصمت والكراهية والغيرة والحسد والحقد والفراغ-ونأخذ بأنفسنا إلى عالم الحب بعيدا عن عالم المادة الذي أغرقنا أنفسنا فيه - فلقد ابتعدنا كثيرا -فلنعش بالمعنى الحقيقي لكلمة إنسان-ونستعيد الإحساس الحقيقي للحياة--ولنحارب أحاسيس الوحدة النفسية -والغربة وسط الناس --والقلق والتوتر وعدم الأمان ولنعبّر عن احتياجاتنا النفسية بحاسة اللمس وكل الحواس فينا ,نصنع الحب ولنبتعد عن اللمسات السلبية التي تحمل معاني تؤذي مشاعر الآخرين كالسخرية التي تدفع بهم للإحباط --ولنبتعد عن اللمسات غير المُباحة ونعمّق علاقتنا بحاسة اللمس بشكل معنوي يختلط بالجوارح والأحاسيس ونملأ عالمنا حبًا وسعادة .



#دينا_ناصر_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِشقُ روحي
- الاثار السلبيىة على أبناء المطلقين
- سقوط قناع
- هزيمة
- كيف يهوّد الاحتلال تعليم القدس
- كبرياء انثى
- الخيانة الزوجية
- مَن يُحِبُّك
- نظرة المجتمع الى المطلقة
- الاعتذار ثقافة لا يتقنها الا العظماء
- الى أين يأخذنا الاطباء؟
- زيديني
- الخوف وحش مفترس
- شهيد
- لا تعبث بمشاعر امرأة


المزيد.....




- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا ناصر الدين - اللمس من أجمل لغات العالم