أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - حكومة مهنية وطنية وليس حكومة ولاءآت حزبية وطائفية















المزيد.....

حكومة مهنية وطنية وليس حكومة ولاءآت حزبية وطائفية


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية وهي الفعالية الدستورية الثالثة هذا العام بعد انتخابات الجمعية اوطنية والاستفتاء على الدستور، وهي الفعاليات الهادفة الى بناء دولة ديمقراطية عصرية يكون للشعب الرأي الفاصل في ادارة الدولة. وتعد الانتخابات الاخيرة، اي كان الرأي فيها، هي الاهم في سلسلة هذه الاجراءات الدستورية لانها ستؤدي الى قيام حكومة دائمة لمدة اربعة سنوات، هذا الى جانب قيام مجلس للنواب بمراقبة هذه الحكومة واصدار التشريعات اللازمة والتدقيق ولربما التعديل في بنود الدستور الذي اقر في استفتاء العام الماضي.
ان السؤال المطروح الآن وبإلحاح هي ماهية الاسس التي ستقوم عليها تشكيلة الحكومة المقبلة ومنهج ادارة الدولة ومستقبل العمل السياسي الذي يجب ان يضمن الاستقرار وتصفية الارهاب والعنف والشروع بإعادة الاعمار وازالة الآثار الاجتماعية والاقتصادية المدمرة للعهود السابقة. لا شك انها مهمة ليست باليسيرة بل وبالغة الصعوبة، وتحتاج الى قدر كبير من التجرد والمسؤولية امام الشعب والوطن والى جهد كبير وضرورة التحلي بالصبر والتسامح وبعد النظر ونبذ للعنف في حل الخلافات والتخلي عن التعصب الحزبي والطائفي المذهبي والقومي. فالعراق ينتظر من الجميع الاسهام في انتشاله من هذه المحرقة ودوامة التدمير والعبث. لقد مرت شعوب أخرى بهذه الدوامة واستطاعت الخروج منها عبر تجارب اتسمت احياناً بالمرارة والتعثر ولكنها طوت هذه الصفحات الكئيبة. وحبذا لو يستخلص العراقيون والنخب السياسية وممنظمات المجتمع المدني العبر من دروس الآخرين اضافة الى الدروس المريرة للسنوات الثلاث الدموية الماضية في العراق.
ان الاسس التي اعتمدت في تشكيلة الحكومة المؤقتة والحكومة الانتقالية لم تعد تجدي في الظروف التي يمر بها العراق حالياً. فكلتا الحكومتين فشلتا في تأمين الاهم في حياة العراقيين وهو عنصر الامن والاستقرار. وبغض النظر عن التبريرات الفنية والادارية وتدخل القوى الخارجية وهي صحيحة، الا ان العامل الاساس هو عامل سياسي الذي بدونه لا يمكن ضمان الامن. لقد فشلت الحكومتان في تأمين الاجراءات السياسية لضمان الامن لان الحكومتين تبنت توجهات غير سياسية واتخذت بالاساس اجراءات عسكرية رادعة فقط واسقطت كلياً العامل السياسي في معالجة ظاهرة الارهاب وحلفاءه من فلول النظام السابق. وتبين احداث السنوات الثلاث الماضية ان هذه الاحراءات غير عملية و لا تتناسب مع الظروف الخطيرة التي يمر بها العراق. ان اهم ما اتسمت به الحكومتان المؤقتة والانتقالية هو تشكيلهما على اسس طائفية وعرقية وليس على اسس الكفاءة والهوية الوطنية العراقية. وهذا ما احدث تناقضات وصراعات وتصدع داخلها وحتى داخل الكتل التي شكلت هاتين الحكومتين. وفي هذا السياق كان نصيب الحكومة الانتقالية من هذه التناقضات النصيب الاكثر حيث تأخر تشكيل الحكومة لمدة ثلاثة اشهر بعد الانتخابات، ثم دبت الصراعات والتناقضات داخل هذه التشكيلة الى حد الانفراط. وبدلا من تطويق العنف والارهاب والنشاط المسلح، راحت اطراف نافذة في الحكم الى توسيع دائرة ظاهرة مدمرة في العمل السياسي وهي ظاهرة الميليشيات المسلحة مما زاد الطين بلة. كل هذه الظواهر التي ابتلت بها الحكومة الانتقالية كانت بمثابة البلسم للنشاط الارهابي التكفيري وللنشاط التخريبي لفلول النظام السابق مما زاد من نشاطهم وتنظيمهم في ظل اصرار من الحكومة الانتقالية على نهج خاطئ لا ينهي الارهاب ورموزه والتخريب والقتل على اساس الهوية ونتيجة لذلك دفع العراقيون البسطاء ثمناً غالياً في الارواح وفي حياتهم اليومية.
لقد كانت لدى الحكومة المؤقتة، وخاصة ممثلي قائمة الائتلاف العراقي للأسف، قراءة خاطئة واستنتاجات قاصرة لهذه التطورات الخطيرة واتسمت بقصر نظر في رؤية الاحداث في العراق والعالم والى حد الغرور. ومازالت على هذا الخطأ، بحيث واجهت الارهاب والقتل مواجهة طائفية حزبية ضيقة مع استفرادها بالقرار بذريعة حصولها على كذا رقم من ممثلي الجمعية الوطنية وتجاهلت قوى واسعة في المجتمع العراقي لها مصلحة في الاستقرار والحاق الهزيمة بالارهابيين وفلول الحكم السابق والى حد معاداة هذه القوى كما دلت على ذلك مجريات الامور في الانتخابات الاخيرة.
لقد تحولت الوزارات والمرافق الادارية للدولة خاصة في ظل الحكومة الانتقالية الى مقرات للاحزاب المؤتلفة فيها كما تحولت الجامعات الى مقرات مذهبية لهذه الطائفة او تلك ولم تعد ملكاً للدولة العراقية بكل اطيافها، وهو امر خطير يشتت العراقيين ويضعهم الواحد في مواجهة الآخر ويصب في ما يصبو اليه الصعلوك ابو مصعب الزرقاوي وشراذمه ومن يسندهم من خارج الحدود والذين لا يفرقون بين العراقيين فهم سواسية في القتل. ولعل ابلغ دليل على ذلك هو التفجيران الاخيران في مدينتي كربلاء والرمادي واللذان لم يفصلهما سوى وقت قصير مما يوحي بأن مدبري الحادثين من طينة واحدة.
ان معالجة التطورات الخطيرة في العراق الراهن تحتاج الى اسلوب استثنائي ينصب على جمع اكبر عدد من القوى التي لها مصلحة في استمرار العملية السلمية والديمقراطية واجتذاب ما يمكن ممن تورط في حمل السلاح الى العملية السياسية بإستثناء الارهابيين وفلول الاجهزة التخريبية للنظام السابق الذين ينبغي عزلهم وعدم التفريط بأي تيار او تهميشه. وهنا ينبغي السعي لتتشكيل حكومة او ادارة من رموز وطنية من التكنوقراط تتمتع بأرضية اجتماعية وبقبول واسع وذات مهنية عالية وايادي نظيفة وسمعة جيدة وغير متورطة في اي من اعمال القهر والسطو ومنحازة للعراق فحسب. والعراق يحفل بالكثير من هذه المواصفات، مع العلم ان تشكيل هكذا ادارة او حكومة هي حالة مؤقتة لحين تحرر العراق من هذا الكابوس اللعين. ويجب ان لا يكون المعيار في تشكيل الحكومة معيار المحاصصة من اي نوع ولا ان يكون عنصر نتائج الانتخابات هو المعيار الاساس. فنتيجة الانتخابات يمكن ان تفعل فعلها عبر ممثلي مجلس النواب الذين سيكون لهم رأيهم ورقابتهم على الحكومة الجديدة اضافة الى رأيهم في التشريعات التي سيسنها مجلس النواب. ان حكومة مهنية من الاختصاصيين القادرين على حل لغز التعثر في الادارات والفساد وضعف الفاعلية في مواجهة التخريب والارهاب وليس حكومة محاصصات طائفية او عرقية او حزبية، هي الوحيدة القادرة في المرحلة الراهنة على الخروج من الدوامة الحالية و خلاص العراق من محنته التي طال امدها.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواجهات المذهبية مأزق لا يخرج العراقيين من محنتهم
- هل كل ما بني على باطل هو باطل؟
- -ديمقراطية- البلطجة
- علام هذا التستر على شرور حكام التطرف الديني في ايران!!
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- هل تمهد القائمة الشيعية لعودة ايتام صدام حسين
- هل هي مسودة واحدة ام مسودتان للدستور؟
- على هامش الاعداد للدستور أهي أزمة معرفية أم ازمة مسميات في ا ...
- اقطاب التيار الديني السياسي الشيعي يقعون في مأزق اقرانهم الا ...
- على هامش نتائج انتخابات الرئاسة الايرانية فن تزوير ارادة خلق ...
- الاسئلة المطروحة تغطي فضاءً واسعاً من الموضوعات
- هل هو تمهيد لفرض- ولاية الفقيه- على العراقيين؟
- محاولات يائسة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء
- قراءة في مأساة الأحد الدامي
- فعلاً إنه لأمر يثير الإستغراب والعجب
- هل يعتذر الجناة للشعب العراقي و عوا ئل الالاف المؤلفة من الض ...
- لقد أخطأت الحساب ايها - الجنرال -
- تباً ولعنة على أدعياء -المقاومة- الاشرار
- انقذوا بغداد الحبيبة
- هل هي عودة الى الصفحة الاولى من الجريمة؟


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - حكومة مهنية وطنية وليس حكومة ولاءآت حزبية وطائفية