|
في اليوم الأوَّل ل دونالد ترامب
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 16:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اليوم الأوَّل لـ دونالد ترامب
الولايات المتحدّة الأمريكية شركةٌ كبرى . دونالد ترامب هو مديرها التنفيذي الجديد. هاجس هذا المدير ، الدائم والمنطقي و "الطبيعي" ، هو تعظيم الأرباح و تَدْنِية التكاليف. الذين انتخبوهُ لهذا المنصب ،هُم حملَةِ الأسْهُم الخاصّة بهذه الشركة ، في "بورصة" هذا العالَم المُضطَرِب . وهؤلاء يملكونَ جزءاً مُهِمّاً من " أصولِها" ، ولكنّهم لا يُشاركونَ في ادارتها .انّ مهمتهم تنتهي فور شراءهم لأسهم الشركةِ في السوق . ولن يُتاح لهؤلاء ان يعرفوا أبداً حقيقة ما يجري خلف الكواليس . قلّةٌ منهم ستعرِفُ القليل مما حدثَ لمُدَّخَرات العُمْرِ ، ولكن فقط عند موسم عَدِّ الأرباحِ ، أو حسابِ الخسائر. هذا المدير التنفيذيّ الجديد لهذه الشركة العملاقة ، مهووسٌ بحكم تكوينه الشخصيّ بالنصر الكامل والفوز الدائمِ على الآخرين. هو يعتقدُ انّ عليهِ التناغمَ ، أو "الأندماجَ" ، أو " التواطؤ" مع شركاء آخرين في شركاتٍ اخرى(كشركة المملكة المتحدّة ،التي كانت عظيمةً في الزمان القديم) ، من أجل تعزيز "احتكار القلّةِ" بين عدد قليلٍ من "المُنَظّمينَ"- الأقوياء - "الاحرار" . بعد ذلك ستنخفضُ قيمةُ أسهم الشركات الأخرى ، بالضرورة. عند هذه اللحظةِ يمكن لأمريكا ، "العظيمةِ" دائماً ، أن تبيعَ .. و تشتري .. و تبيعً .. بينما تتفاقمُ خسائرُ جميعِ "الأعداء" .. دون اطلاقِ رصاصةٍ واحدةٍ ، او إنفاقِ سَنْتٍ واحدٍ من الجَيْبِ الأمريكيّ الواسعِ العظيم . "اتركوا هذه المهمّة لي" .. يقولُ المديرُ التنفيذيّ الجديد . إنّ هذه "اللعبة" هي الشيء الذي أجيدهُ أكثر من غيره ، في عالمٍ مليءٍ بِالمُنتفخينَ ، كالضفادع ، بأوهامِ القوّةِ الفارغة ، و بالأغنياء الأغبياء. مع بريطانيا سيُعيدُ تأسيس "شركة الهند الشرقيّة" ، وسيرفعُ راياتَ "الفتوحاتِ" الجغرافيّة عن بُعد ، من خلال دبلوماسيّة البوارج ، وسيحاولُ تلقين أوروبا "القديمة" ، أسرارَ "الاستعمار" الجديد . سيقولُ لـ "قيصر" روسيا (الذي لمْ يَعُدْ شيوعياً بالضرورة ، ولكنّهُ شيوعيُّ في السرّ) . ولـ "زعيم" الصينِ (الذي ما يزالُ شيوعيّاً بالضرورة ، ورأسماليّاً في السرّ) . ولـ "امبراطور" اليابان (الذي ما يزالُ رأسماليّاً بالضرورة ، و "ساموريّاً" في السرّ) . ولـ "السُلطان" العُثمانيّ (الذي ما يزالُ "عِلمانيّاً" بالضرورة ، و "خليفةً" في السرّ) . ولـلقادة("الثوريّون" بلا حدودٍ بالضرورة ، و بُناة الدولةِ الحديثةِ المُحدّدةِ الأبعادِ في السرّ) .. سيقولُ لهم جميعاً : أنا اريدُ ان اكونَ سيّدَ هذا العالَم ، وعليكُم ان تكونوا معي ، أو ضدّي .. وهذا هو "عَرْضي" الوحيد ، وفُرصتكم الوحيدة ، قبل أن أسمحَ لكُم بالجلوسِ معي ، للتفاوضَ حول تقاسُمِ جديدٍ للتكاليفِ والعوائد ، في "أقاليمِ" العصر "الماركنتيليّ" الجديد . هذا المدير التنفيذيّ الجديد سيدخلُ مقرّ الشركةِ غداً . سيرأسُ ، على مضض ، اجتماعاً ثقيلاً وكئيباً ، لمجلس ادارة المؤسّسة . سينصتُ ببرودٍ ، وبنفادِ صبرٍ ، وأحياناً بازدراء ، لما سيتمّ طرحهُ من "وصاياً" ، أو تقديمهُ من " نصائح" بصددِ أيّ شيءٍ ، و كلّ شيء . انها أمريكا في نهاية المطاف . وهو يعرفُ ذلك . ومع ذلك .. وفي نهاية الاجتماع ، سيقولُ للفريق الرئاسيّ : ولكنّ هذا كلّهُ مجرد هراء . انّ هذا لن يجعلنا نربحُ سنتاً اضافيّاً واحداً في بورصة هذا العالَم الغارقِ بالسنداتِ الشائنةِ ، والأسهم الرخيصة . لقد انفقتُ الكثير من الوقتِ وأنا اُنْصِتُ الى هذا اللغو "البيزنطيّ" الطريف .. والآن انصِتوا لما سأقولهُ لكم ، أو اذهبوا الى الجحيم. سيقولُ هذا ، وأكثر .. بينما يغِطُّ الكثير من "قادة" البلدان البائسةِ ، في نومٍ عميقٍ أكثر من اللازم ، و يتداولونً فيما بينهم ، أسوأ الكوابيس. هذا ما سيحدثُ في اليوم الأوّلِ لدونالد ترامب. لا أحد يعرفُ ماذا سيحدثُ بالضبط ، في اليوم التالي. مرحباً بكم في عالَم دونالد ترامب ، المليء بالقصصِ المدهشة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فادحةٌ هذه السعادة .. يا صديقي الجميل
-
نُريدُ ، فقط ، أرصفةً نمشي عليها
-
الدولة البطرانة .. والدولة -الفَسْكّانة-
-
الصائغ يوسف .. يسألُ تفّاحتَهُ الأخيرة
-
لن تكونَ لدينا حروبٌ كثيرةٌ .. في العام القادم
-
أنا أكتبُ .. لأنّني خائف
-
في الطريق من الضِفَةِ الشرقيّة ، الى الضِفَةِ الغربيّة لبغدا
...
-
كُنْ حيثُ أنتَ .. ولا تخرُجْ الى الناسِ في الهواء الرديء
-
مذاقُ الأشياءِ السابقة
-
اشياءُ كثيرة .. لا معنى لها في الحروب
-
عندما لا تكفي الايرادات لتغطية النفقات ، ودفع الرواتب
-
القطاع الخاص غير المُنتِج ، و إشكالية دور الدولة في الاقتصاد
-
الوقتُ يموتُ مع الوقتِ
-
أنتَ مخذولٌ .. كنخلةٍ في الحرب
-
أنا وعشيرتي .. ضدّ جميع القوى العُظمى ، في هذا العالم
-
عندما يدخلُ إبرَهَةُ المدينةَ .. قادِماً من الرمل
-
الضربةَ التي تقتلكَ ، ستجعلكَ تموتُ على الفور!!!!
-
مواطنو بلوتو .. ليسوا على ما يُرام
-
أخبار اقتصادية سعيدة ، من بلدانٍ أكثر سعادة ، من العراق -الس
...
-
في الوقت بدل الضائع
المزيد.....
-
شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا
...
-
تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم
...
-
الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا
...
-
حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
-
3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز
...
-
جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا
...
-
الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم
...
-
الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال
...
-
مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|