أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - سألت نفسي !.. أي نوع من الدول تقوم في عراق اليوم ؟















المزيد.....

سألت نفسي !.. أي نوع من الدول تقوم في عراق اليوم ؟


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألت نفسي !... أي نوع من الدول تقوم في عراق اليوم ؟
وما هي هويتها ؟.. حسب العرف السياسي والقانوني في القاموس السياسي ؟
وهل نحن في شئ أسمه دولة ؟
.
سؤال موجه الى السادة السياسيين العراقيين قبل غيرهم ..كونهم الأدرى بدولتهم قبل غيرهم !:: ودون سواهم !؟
ولا ضير أن نشرك بالأجابة على سؤالي هذا :
السيد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ..كونه ممثل لأكبر مؤسسة دولية تعنى بشؤون الدول وبالديمقراطية وبالدولة العادلة وبحقوق الأنسان ، وبالمساوات والتعايش والسلام والأمن.
وكما نعرف بأن العملية السياسية في جمهورية العراق ( الديمقراطية !!! ) ومن عام 2003 م وحتى يومنا هذا ، يعني من احتلال العراق على وجه التحديد !..
قد مرت بمنعطفات !..وتعرضت الى أنزلاقات خطيرة ، وبحروب وكوارث ..وسفك الدم العراقي بغزارة ، ومازال مستمر حتى الساعة .
ولحق الخراب والدمار في مفاصل الدولة والمجتمع ، ولن يسلم شئ في العراق ألا وقد نال منه ومن كيانه ووجوده ، ومن دون وازع من ضمير أو قيم أو أخلاق تردع القائمين بهذه الجرائم والأنتهاكات ، والذي يتحمل وزر كل الذي حدث !!.. وبالدرجة الأولى هو الأحتلال الأمريكي وحلفائه !..كونهم ( هم من خطط وأعد ونفذ عملية الغزو للعراق وأحتلاله وتدميره !؟
وتحت شعار .( التأسيس لقيام نظام ديمقراطي على الطريقة الأمريكية !!؟ ) حسب ما سوقته الولايات المتحدة !!؟ ...الذي لم يتحقق منه شئ !
ولم تعدوا تلك الأدعاءلت والفبركات سوى ذر الرماد في العيون ، فقد حدث العكس نتيجة لتخبط الأحتلال ولغياب السياسة الواضحة والمعدة سلفا !
مما أدى الى القضاء على كل ما تبقى من ركائز وقواعد مؤسسات الدولة والمجتمع ، وعلى البنى التحتية المختلفة .
وتحول العراق الى دولة فاشلة وبكل المقاييس والأعراف ، بسبب وكما ذكرنا الأحتلال !!.. كونه بدء بدايات خاطئة !...بل مدمرة وكارثية !
فبدل من أن يقوم بأعادة ترتيب وضع البلد، وأعادة بناء ما تم تخريبه وتدميره أثناء الأحتلال وعلى أيديهم ، أضافة لما ألحقه من دمار وخراب النظام السابق ، الغير مأسوف على رحيله ، وفي سبيل تثبيت دعائم قيام دولة ديمقراطية علمانية دستورية عادلة ، على أنقاض نظام دكتاتوري قاتل ودموي فاشي ، وتسليم مقاليد أدارة البلد وعبر مرحلة أنتقالية تتخللها أعادة الأمن والنظام والقانون ، وتسليم مقاليد أدارة البلاد ، الى أناس من ذوي الخبرة والدراية في أدارة شؤون الدولة ، ولهم الدراية في أدارة شؤون البلد وفق منظور الدولة العلمانية الديمقراطية ، الدولة العصرية .. ومنح هؤلاء فترة أنتقالية لفترة خمس سنوات على سبيل المثال ، لأعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية ، ولهيكلة باقي المؤسسات الأقتصادية ( صناعية ..وزراعية ..وخدمية ) ولبناء مؤسساتي للهيكل الهرمي السياسي للدولة ، مثل الدستور وأحكامه والقوانين التي تعمل على تنفيذ بنوده من دون أجتهادات فردية وبرؤيا وطنية ووفق عراق موحد وديمقراطي !..وبضمانات دولية .. ولكن لم يحدث شئ من هذا .
لقد ترك الأحتلال كل هذه المؤسسات الى النهب والسرقة والتدمير لمؤسسات الدولة المختلفة ، وسادت فوضى عارمة نتيجة لذلك ، وأنتشر السلاح الذي كان بحوزة الجيش والشرطة والأمن ، والتي تعد بملايين القطع الحربيةالمختلفة ، وأصبحت بمتناول يد الجميع ..وخاصة الخارجين عن القانون ، وتجار السلاح والجريمة المنظمة ، وبيد أزلام النظام السابق وحلفائه من داعش والقاعدة وغيرهم ، بدل أن يحمي الأحتلال ، هذه المؤسسات وممتلكاتها ومعداتها ، والقيام بأعادة هيكلة هذه المؤسسة الحيوية والهامة والوطنية ، وبنائها وبعقول عراقية مهنية ووطنية لحماية أمن البلاد والعباد ، والذي لم يحدث شئ من هذا أبدا .
كذلك ترك الأحتلال حدودنا مشرعة أمام كل من هب ودب ، وسمح للدول الأقليمية والدولية في التدخل وبشكل سافر وفاضح ومكشوف ... وحتى يومنا هذا ، مما أدى الى خلق مراكز قوى لهذه الدول من خلال تبني ودعم وتموين وتسليح قوى عراقية وليدة وناشئة بعد الأحتلال !!.. والتي نمت وتضخمت وثبتت أقدامها وبدعم ومباركة وأحتضان هذه الدول !!..ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( أيران ..تركيا ..دول الخليج ...ودول غربية بما فيها الولايات المتحدة وحلفائها ) وفقدان للهوية الوطنية العراقية !!؟؟؟.. والتي لاقت الدعم والمباركة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ، وعلى لسان جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ، فتحدث في العلن ومن خلال الأعلام للساسة الغربيين والأمركان ( بتشجيع الأطراف واللاعبين السياسيين العراقيين بقيام الأقاليم ..السنية ..والشيعية ..والكردية ، بأعتباره حلا للأزمة العراقية ) والتي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم !!
وهذا السلوك مخالف للقانون الدولي !...والذي يفرض على قوة الأحتلال بالمحافظة على حدود الدولة الجغرافية والسياسية المحتلة ، وحماية أمنها وأمن مواطنيها وممتلكاتهم وأعراضهم ، وعلى الممتلكات العامة والخاصة ، وألزام الأحتلال بأعادة بناء الدولة وأعادة النظام والقانون فيها وهذا لم يحدث !
.
بعد هذه السنوات العجاف ، والحروب الطائفية، والألاف من الضحايا والأيتام والأرامل والثكالى ، وأثار كل ذلك وتركتها الثقيلة ، وأمتداداتها الداخلية والأقليمية، التي زادت في التشرذم والأنقسام ، و الشرخ الأجتماعي ، الذي أثر بشكل كبير على التماسك في نسيج مجتمعنا أثنيا وطائفيا ومناطقيا ، وأنتج نظاما طائفيا عنصريا !!ّ.. وبتشجيع ومباركة أمريكية مباشرة وغير مباشرة ، وهو بالضد من مصالح شعبنا ومن رغباته وطموحاته بالعيش الكريم وباالحرية والديمقراطية ، ومن أجل قيام الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية ...أمل الملايين والضامنة لوحدة العراق وتماسك نسيجه ، وتحافظ على استقلاله وحريته .
أن تكريس فلسفة الدولة الدينية !.. الذي يحدث وبشكل ممنهج ! وتكريس وتعميق طائفية الدولة ومنذ عقد من السنوات ، وحكم العراق من قبل طائفة واحدة وحزب واحد ، لهو ألغاء لمبدء المواطنة ، و تدمير لحاضر العراق ولمستقبله ومستقبل أجياله .
الحاكم الفعلي اليوم !..والممسك بمقاليد ( ما يسمى الدولة !! ..بكل مؤسساتها ) والمهيمن على الأقتصاد وعلى المؤسسة العسكرية والأمنية ..وبالأعلام ..وحركة رأس المال ، وعلى الثقافة والتعليم والمؤسسة الدينية !...هذه جميعها تدار وبشكل فعلي وبهيمنة تامة وكاملة من قبل التحالف الوطني وعلى رأسيها حزب الدعوة ومنظمة بدر والمجلس الأعلى وأخرين ، وكل ما يسموهم الشركاء السياسيين من العرب السنة والتحالف الكردستاني !..، فهم تكملة عدد لتزويق وتجميل الطاولة ّ..ولكي يقال بأن كل المكونات ممثلة في هذه الدولة ّّالعتيدة !!
وبعد الفشل المريع والفاضح !!.. و التي منيت بها حكومة المالكي والتي دام عمرها ثمان سنوات وفبلها الجعفري واليوم حيدر العبادي ...وجميعهم من حزب الدعوة ، وهي جميعها من التحالف الوطني ، وما رافق هذه الحكومات من فضائح وسرقات بالمليارات من الدولارات وحروب طائفية وعنصرية مقيتة ، وأحتلال داعش لأكثر من ثلث مساحة العراق ، وهناك فيض من الجرائم التي أرتكبت بحق أبناء شعبنا وتهجير ما يزيد على الثلاثة ملايين مهجر ونازح .
وخلال هذه السنوات ..!! تم أرتكاب أبشع الجرائم وعلى خلفيات طائفية وأثنية ومناطقية ، وخاصة في المناطق الغربية وعلى يد الميليشيات ، والتي تدار فعليا وبأسم القانون!!؟؟ ... من قبل أمراء وقادة هذه المجاميع المسلحة ، ومحمية وفق قانون ، الذي تم أصداره من قبل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء أنذاك ، وأعتبارها قوات ترتبط برئاسة مجلس الوزراء وبأمرت القائد العام شكلا وشرعنة وجودها ! ..ولكن فعليا تدار من قبل أمراء هذه الميليشيات وأحزابها ( الشيعية ) والتي أضحت تمتلك أمكانات ومعدات وتسليح قد يفوق أمكانات الدولة ، وهي تهدد فعليا نسيج مجتمعنا العراقي وتماسكه ، وتهديد للسلم الأهلي !!
بقاء هذه التشكيلات ولم يصار الى حلها !...فيعني أستمرار غياب الدولة العادلة !!..والتي من المفترض أن تمثل كل العراقيين .
أن أستمرار تستر الحكومات المتعاقبة على الجرائم التي أرتكبتها هذه الميليشيات في مناطق مختلفة وخاصة في محافظة ديالى ، وغض القضاء الطرف عن تلك الجرائم ، وعدم تحريك هذه الدعاوي والتحقيق فيها؟! وبالجهة التي قامت بهذا الفعل الشنيع ، فأنه يعطي أشارات تشكك بنزاهة ومصداقية وعدالة السلطة القضائية .
كنت أعتقد بأن بيانات رقم (1) !!؟؟..قد أصبحت خلف ظهورنا ، وأصبح شئ من الماضي !..ولكن تبين أنني لا أعي حقيقة ساستنا ..وفصاحتهم وصدق نواياهم ومصداقيتهم..و أرتباطهم ببلد كان يعرف يوما بأسم ( العراق !! ) ..وأن الوطنية أصبحت شئ من الماضي السحيق !..والحديث بها !..لا يعدو كونه فاكهة لتزيين مائدتنا العامرة من كل شئ أجنبي بأستثناء !!..منتوجاتنا الوطنية ؟!!
خرج قبل أيام على وسائل الأعلام الأستاذ د. موفق الربيعي ليضيف ويبتكر شئ جديد يصب في صالح الجهد الوطني ولقتال داعش !!..بتحويل ما أصبح يطلق عليه اليوم ( الحشد الشعبي ) ..تحويل هذه الميليشيات الى ( الحرس الثوري العراقي ؟!! ) وعلى الطريقة الأيرانية !!
.
أنا لا ادري ؟..هل العراق أصبح محمية أيرانية ؟؟.. وتدار بأمرة العقول الأيرانية وتحرك بأصابع عراقية؟...لا أدري بأي صفة يريد الحرس الثوري القيام بمهمة حماية زوار الأمام الحسين في الأربعينة ؟ ..لماذا لا ترفع يدها أيران عن العراق ؟..وتقيم علاقات حسن جوار معنا وعلى أساس أحترام السيايدة للدول ؟..وكذلك تركيا والخليج !!...ويكفي ما تحمله شعبنا نتيجة للوصاية على العراق وشعبه من قبل هذه الدول ، والتي ألحقت أفدح الأضرار بنسيج شغبنا وتماسكه ووحدته ، وطبعا هذا لا يمكنه أن يحدث لولا أنغماس وتواطئ بعض القوى العراقية وخنوعها وتبعيتها لهذه الدول وتنفيذ أجندتها .
وبالأمس خرج علينا الناطق الرسمي بلجنة التنسيق العليا لما أسماه ( تحالف المحافظات الستة ...السنية ) والذي أعلن من خلال بيانه تشكيل لجنة تنسيق عليا لتوحيد مواقف العرب السنة في التعامل مع القوى السياسية العراقية في الداخل ، ومع الدول والحكومات في الخارج مضمنا البيان بنقاط سبعة كبرنامج عمل لهذه الهيئة !!
هذا الذي نشاهده اليوم هو نتيجة منطقية لسياسة الألغاء والأقصاء والتهميش والأضطهاد للمكون السنسي من قبل الحكومة والتحالف الوطني تحديدا وحزب الدعوى خصوصا .
أن الظلم الذي تعرض له العرب السنة وما زال كان كبيرا وظالما وقاسيا ، وألحق أفدح الأضرار بهذا المكون خاصة وبنسيجنا المجتمعي عامة ، وبالمال والأنفس والممتلكات ، ويتنافى مع الدستور والقانون ، ومع فلسفة التعايش المشترك بين هذه المكونات ، وقيام دولة المواطنة ، والتهجير المرير الذي تعرضت أليه المناطق السنية ، بعد تمكين داعش من أحتلال مناطقهم منذ سنة ونصف ، والذي تتحمل مسؤوليته الحكومات المتعاقبة !..وبالأخص حكومة السيد المالكي ، والذي أدى الى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين نازح جلهم من العرب السنة ومن الأيزيديين والتركمان والأكراد !!.. وما زال الأحتلال جاثم على صدور عشرات الألاف من سكان هذه المناطق وتحت رحمة داعش وما يجلبه عليهم من ويلات ومحن .
هذه كلها تراكمات أحدثتها سياسات قوى الأسلام السياسي الشيعي وقياداته على مدى السنوات العشرة الماضية ، مما أثار حفيضة ( شركائهم من العرب السنة والتحالف الكردستاني !!) والذي دفع بهم للبحث عن وسائل أخرى لحماية أنفسهم ومن أنتخبهم من هذا الجور والظلم .

لم تفي هذه الحكومات بألتزاماتها للتعهدات التي تم الأتفاق عليها في أربيل ونقاطه الأربعة ( الحرس الوطني ..المسائلة والعدالة ... والعفو العام ..والتوازن في مؤسسات الدولة والقوى الأمنية والعسكرية ) والتي هي شرعنة للتمترس وتعميق الهوة بين مكونات شعبنا ولا تساعد على قيام دولة مدنية ديمقراطية عادلة ، وأنما تخلق مراكز قوى !..أو ما يسمى ( بالردع المتوازن بين المكونات ! ) وهذا شئ غير مفبول ، مثلما وجود الميليشيات هو شئ- غير مقبول كذلك .
ولكن هذا كله لا يبرر السير بالأتجاه المغاير ويدفع العرب السنة الى خيارات أسوء من سابقاتها ، وتلحق الضرر بالجميع ، وفي العراق وشعبه كوجود .
هذه هي صورة المشهد في العراق ، والنظام السياسي المتمثل ( بالأسلام السياسي الشيعي ومؤسسته الدينية وبدولته التي يروم بتائها ) والتي أثبتت فشلها وعدم قدرتها في القيام بأصلاح النظام السياسي القائم ، وأعادة بنائه وعلى أساس الدولة المدنية الديمقراطية العادلة ، دولة المواطنة وقبول الأخر ، لأنها غير راغبة بذلك !..وهذا التوجه يخالف رؤيتها وفلسفتها ونهجها ونمط تفكيرها ، كونها تسعى الى بناء دولة ( ثيوقراطية دينية على شاكلة جمهورية أيران الأسلامية ) بالرغم من أنهم ينكرون هذه الحقيقة ، ولكن على أرض الواقع يكرسون ذلك من خلال ممارساتهم والتضييق على مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والسياسية وطمس شبه كامل للمرأة ولحقوقها ..وما حدث للمتظاهرين والذي تكرر الأعتداء عليهم بما في ذلك النساء ، ويتكرر في سوح التظاهر ! وما حدث قبل أيام في الأعتداء على المعتصمين من قبل قوات الأمن التي من المفترض حماتهم وعدم التضييق عليهم ومنعهم تحت ذرائع وأدعاءات كاذبة !
.
أن جوهر المشكلة ؟..هي ليست الخدمات ونقصها وغيابها فحسب !..وبناء المؤسسات الأقتصادية المختلفة وتحريك عجلته !!، لا المشكلة التي تتعلق يكل المفاصل الأخرى هو شكل نظامنا السياسي ، وفلسفته ونهجه ، وكل الأمور الأخرى لا يمكن البدء بأعادة بنائه وتخليصه من الدرن والخراب والفساد والدمار الذي لحق بالدولة والمجتمع نتيجة لهذا النظام الذي عفى عنه الدهر !!..الذي مات وأصبح في ذمة التأريخ ، ويراد له اليوم أعادة الحياة اليه !...وهذا محال ...فكيف تعيد الحياة لكيان مات منذ زمن بعيد ؟ .
وهناك شئ أخر وهو لا يقل أهمية عما سبقه !..لا يمكن أعادة بناء الدولة بالأدوات التي قامت بتدميرها هي نفسها !!، وهل يقبله منطق ؟..مهما أردنا من تجميل هذا الوجه القبيح والكالح !..وتحت اي مبرر أو مسوغ أبدا .
الذي يريد عملية أعادة بناء مؤسسات ما نسميه اليوم ( الدولة !) عليه أن يهدم ما كان بسببه الخراب والدمار!!!.. والتشضي والأنقسام ؟
يجب تشكيل حكومة وطنية من تكنوقراط ومن خبراء ومعنيين ببناء هذه المؤسسات ، وأعادة بناء كل ماله علاقة بالدولة، وهيكلتها وعلى رأس أولويات ذلك هو البدء فورا بأعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وعلى أسس وطنية ومهنية ، وحصر السلاح بيد الدولة دون سواها وحل كل التشكيلات خارج هذا الأطار .
وتكون هذه المهمة من أولويات الحكومة الجديدة والتي يجب تشكيلها بأقرب وقت ومن دون تسويف ولا مماطلة ، وهذه المهمة يتحملها العراقيون وقواهم السياسية وعلى وجه الخصوص ..المتربعين على دست الحكم ، وكذلك هي مسؤولية الأمم المتحدة التي يجب أن تضطلع في مهمة حماية العراق ووحدته ككيان سياسي وجغرافي ، وحماية أمنه وسلامة شعبه . وكذلك يتحمل أالمسؤولية الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا يصب في محاربة داعش وكل القوى الأرهابية ، ويصب في صالح المنطقة والعالم ، وهو تعزيز للأمن والسلام الدوليين .
من خلال هذه الخطوات وتعميقها والأسراع في تنفيذها ..سيتم تحقيق العدالة وسيكون لنا قضاء يعتد به، وينظر بكل القضايا المعلقة والمختلف عليها ، وسيتخذ كل الأجراءات التي تنصف الأبرياء وتصدر الأحكام العادلة وأستنادا الى القانون ومن دون وصاية وأملاء من أي جهة كانت ومهما كان مركزها وسلطتها ووزنها .
وكذلك سيتم التوازن في شغل المناصب المختلفة في دوائر الدولة وفي المؤسسة الأمنية والعسكرية ..وسيتم الأستغناء عن كل التشكيلات التي تكونت على أساس طائفي أو أثني أو حزبي... بما في ذلك قيام الأحزاب على أساس ديني وطائفي ، وأبعاد الدين عن الدولة .
عندها وبعد فترة أنتقالية وهزيمة الأرهاب وتحرير العراق من هذه الجراثيم الوبائية ، ويتم عودة المهجرين والنازحين وأجراء التعديلات الدستورية التي تعزز التلاحم الوطني وتهيـئة كل الظروف اللازمة لقيام أنتخابات حرة ونزيهة ووفق الدستور والقانون ، وبمفوضية مستقلة حقا ، وبقانون أنتخابي عادل وتشريع قانون من أين لك هذا ، ويضمن العدالة والشفافية ، وتحت أشراف دولي ...عندها نكون قد أنجزنا مرحلة هامة من محطات شعبنا النضالية والكفاحية ، وساهمنا بأرساء دعائم التعايش والأخوة بين جميع المكونات المتأخية والتي كانت متعايشة من ألاف السنين ، وكذلك بررنا ثفة شعبنا ..وأثبتنا أنتمائنا الصادق والمخلص والأمين لهذا الوطن ..ونفخر كوننا ننتمي أليه ولتأريخه العريق .
بهذه الروح وبوطنية صادقة وفس ضل مبدء المواطنة والتعددية سنبني نظامنا السياسي الجديد والعادل والمنصف للجميع .. ونترك البحث عن كل ما يفرقنا ويشرذم مجتمعنا .



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الرفيق الدكتور غانم حمدون .
- جريمة جديدي ترتكبها يد أثمة بحق المرأة العراقية !
- قول على قول ... وقراءة للمشهد العراقي !
- عام جديد .. نتمنى أن يكون أسعد من السنوات الماضية .
- تهنئة بالعام الجديد لشعبنا وللأنسانية جمعاء .
- مهادنة الطغات والمتحجرين .. خطأ ستراتيجي قاتل !!!
- الى سوريا أكتب .
- باقة ورد عطرة بالعام الجديد .
- ما الذي يسوقه نظامنا السياسي للرأي العام العراقي؟
- سألتني ...وهي في عجالة ... وكأنها تروم لشئ يشغلها !
- هل شرعنة الظلم ... سمة من سمات أرثنا الحضاري المتوارث ؟
- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
- قراءة نقدية في الدستورالعراقي .
- تصويت مجلس النواب على قانون الحشد الشعبي هزيمة للديمقراطية .
- تغريدة اليوم للسيد موفق الربيعي على قناة الشرقية !
- خاطرة المساء...ليوم السبت !
- ال)كرى الثانية عشرة لرحيل أبا عمار .
- الذكرى الثانية عشر لرحيل ابا عمار .
- ترامب ... والشرق الأوسط الجديد !
- الأسلام السياسي ... وجريمة الخمور !!؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - سألت نفسي !.. أي نوع من الدول تقوم في عراق اليوم ؟