أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون















المزيد.....

الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسقوط الخلافة العثمانية على أيدى كمال أتاتورك بتركيا فى 1924 طويت صفحة الخلافة حتى الآن، اللهم من يعتبرون أن الدولة الإسلامية داعش 2014 فى الرقة والموصل هى مرحلة جديدة من بعث الخلافة الإسلامية.
دامت الإمبراطورية العثمانية لحوالى 8 قرون منذ أن أسس لها "عثمان الأول بن طغرل" فى 1299 وطيلة هذا التاريخ إمتزج عالمها بالمؤامرات والدسائس والفتن كما يظهر نذر من ذلك فى المسلسل التركى "حريم السلطان"، وجاء غزوها لمصر على يدى السلطان الدموى "سليم الأول" الذى توجه بجيوشه قاصدا فتحها فأعلن المماليك النفير العام وخرجوا مدججين بأسلحتهم وخيولهم لملاقاته حيث دارت الحرب بينهما فى منطقة مرج دابق بشمال سوريا وهزم المماليك وقتل قائدهم " قنصوة الغورى" بعدها توجه سليم قاصدا مصر فدارت معركة كبيرة فى منطقة الريدانية بالقرب من القاهرة حيث تم دحر المماليك والقبض على قائدهم "طومان باى" الذى أبدى بطولة فائقة فى القتال وقبل إعدامه على باب زويلة دارت بينه وبين السلطان سليم مناظرة شهيرة دونها المؤرخ الشيخ "أحمد بن زمبل الرمّال" فى كتابه "آخرة المماليك" الذى دققه الكاتب الصحفى صلاح عيسى، وهى مناظرة طويلة تم خلالها تبادل الشتائم بالعورات وأثبت فيها طومان باى عمق ولائه للأرض.
فى أثناء ذلك قدّم شريف مكة مفاتيح الحرمين الشريفين الى السلطان سليم إعترافا بخضوع الأراضى المقدسة لسلطته وتنازل آخر خلفاء بنى عبّاس "محمد المتوكل" من القاهرة عن الخلافة لسليم الأول الذى أصبح من وقتها يلقب بخليفة المسلمين ويحمل لقب أمير المؤمنين وعارضه بعض المتشددين بدعوى أن الخلافة يجب أن تكون فى قريش، وبعد أن توفى سليم الأول فى 1520 تولى العرش بعده إبنه السلطان "سليمان القانونى" الذى أكمل فتوحاته وخصوصا فى أوروبا فاستولى على بلغراد ثم على رودس فالمجروالنمسا وبولندا، وتمكن من إنتزاع تونس وطرابلس الغرب من الأسبان وبعدها اليونان ثم باقى دول أوروبا الشرقية وقبرص وإستطاع الإستيلاء على صنعاء ومعظم دول آسيا الوسطى، وبعد رحيل سليمان القانونى وتولى سليم الثانى السلطة بدأ الضعف يصيب الدولة العثمانية وإنتشر تمرد الإنكشارية فاضطر العثمانيون الى عقد صلح مع الصفويين فى إيران وبدأت رحلة التحلل وإستعّرت ثورات الشعوب فى مواجهتها وظهرت حركتان إستقلالياتان الأولى فى مصر "على بك الكبير" والثانية فى فلسطين "ضاهر العمر"، وطمع الفرنسيين فى مصر فقاموا بحملة لإحتلالها هى "الحملة الفرنسية" التى قاومها المصريين ببسالة وشراسة بينما تحالفت روسيا وبريطانيا مع الدولة العثمانية لطرد الفرنسيين من مصر، فى هذه الأثناء ظهرت الحركة الوهابية بالجزبرة العربية بقيادة "محمد بن عبد الوهاب" بدعوته الى تطهير الإسلام من البدع والشوائب، وبخروج الفرنسيين من مصر إستطاع الشعب المصرى بقيادة علمائه ومشايخه تنصيب "محمد على" واليا وبعد أن تخلص من المماليك إنقلب على العلماء ثم تفرغ لبناء مصر الحديثة ولكنه إحتفظ بالحبل السرى مع دولة الخلافة فى تركيا، وقام محمد على وبتكليف من السلطان محمود بتجريد حملة عسكرية للقضاء على الوهابيين بالجزيرة العربية وأرسله أيضا لإخماد الثورة فى اليونان والقضاء على تمرد الدراويش فى السودان.
على غرار ما قام به محمود الثانى فى تركيا من القضاء على الإنكشارية إستطاع محمد على التخلص من المماليك فى مذبحة القلعة، وبالرغم من إنتهاء الخلافة العثمانية رسميا عام 1924 على يدى مصطفى كمال أتاتورك لكن حلم الخلافة بقى حيا فى الوجدان الشعبى حيث كانت تمثل للعامة رمزا للقوة والمنعة والعزة للمسلمين، ولعلنا نذكر كيف تبنى الحزب الوطنى "مصطفى كامل" فكرة الجامعة الإسلامية كرمز للخلافة، وتبنتها كذلك جماعة الإخوان المسلمين، وداعبت الفكرة مخيل كثير من قادة العالم الإسلامى باعتبارها واجبا شرعيا ظل يمتد زمنيا حتى وصل الى الجماعات الإسلامية المتطرفة فأعلن تنظيم القاعدة مبايعته للملا عمر زعيم طالبان أميرا للمسلمين، وفى الخمسينات أنشأ " تقى الدين النبهانى" حزب التحرير الإسلامى المنادى بإقامة الخلافة الإسلامية، وجاءت النقلة النوعية بظهور داعش "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" وإعلان أبو بكر البغدادى نفسه خليفة للمسلمين بالتأكيد على نسبة نفسه الى قريش باعتباره "هاشميا حسينيا" تحت شعار هذا وعد الله ومعتمدا أبشع أساليب القتل والتهجير والسبى والتكفير بوصفه ظل الله على الأرض، وتعتمد داعش على العناصر التاريخية للخلافة باعتبارها الهدف الأسمى للمسلمين لذلك يلبسون الأسود رمز الدولة العباسية وويرفعون بيارقا تنسب الى الرسول محمد، ولكن يبقى السؤال هل هزيمة داعش والقضاء على دولتها المزعومة ينهى فكرة الخلافة؟، لقد إنقسم الأندلس الى أكثر من 20 دويلة من بنى الأفطس وذى النون وبنى العباد تحارب بعضها بعضا ويتحالف معظمهم مع الصليبيين الكفار ما جعل "إبن حزم" أن يتبرأ منهم جميعا ويقول عنهم (ألقاب مملكة فى غير موضعها..كالقط يحكى إنتفاخا صولة الأسد) ومازال الكثيرين يبكون زوال الأندلس، لقد أعطانا التاريخ الإنتقائى المزيف صورة نرجسية خيالية عن الخلافة الإسلامية ولهذا نمشى برقاب معكوسة ناظرين الى الوراء باعتبارها يوتوبيا سعيدة لإرتباطها بالدين وبصفة المستبد العادل، إن مشروع داعش هو بلاشك مصاب بجنون العظمة ولكنه يستند الى فكرة هى أكثر بكثير من مجرد خيال.
لقد أدت هزيمة 1967 وفشل النظم العربية القومية الى صعود تيار الإسلام السياسى الحركى وإحياء جماعة الإخوان المسلمين التى أنشأها حسن البنا فى 1928 على فكرة إعادة الخلافة الإسلامية معتمدا الى تجربة الشيخ والأمير التى إتبعها محمد بن عبد الوهاب وذلك بتحالفه مع الملك فاروق ومحاولته تنصيبه خليفة للمسلمين وإدعاء أن نسبه يمتد الى الرسول، ولكن جاءت أيديولجية "سيد قطب" فى الستينات بزعم أن المجتمعات الإسلامية عادت مرة أخرى الى الجاهلية الأولى مستقيا أفكاره من "أبو الأعلى المودودى" عن المصطلحات الأربع وعلى رأسها فكرة الحاكمية "أى الحكم لله وحده" ونقض جميع النظم التى تعتمد على الديموقراطية بصفتها كفر وإلحاد ومنها تناسخت جميع التنظيمات الجهادية فى النصف الثانى من القرن العشرين وعلى رأسها بالطبع تنظيم القاعدة وداعش، وتمسكها بالدولة الدينية على خلاف الدولة المدنية التى إستبدلت الحاكمية "من وجهة نظرهم" بالسيادة والمواطنة للشعب وخصصت احتكار الدولة للعنف وإستبدلت حكم الله بحكم الشعب والكتاب المقدس بالدستور والسلام الوطنى بدلا من التراتيل وإلغاء عقوبات الرجم وقطع الأعضاء وإعتبار البرلمان بديلا للحكم الإلهى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنقسام والوحدة فى الحركة الشيوعية المصرية
- زكى مراد ..شهاب تألق فى سماء مصر
- عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام
- -روج آفا- يوتوبيا الأكراد فى سوريا
- صعود اليمين المتطرف فى الغرب..محاولة للفهم
- مرّة أخرى .. الصين دولة رأسمالية
- هل تختلف مواقف ترامب كثيرا عن سلفه أوباما؟
- حالات تعرض الكعبة للهدم عبر التاريخ الإسلامى
- حزب الرئيس .. القرار المؤجل
- -المشاغب- فتح الله محروس .. وداعا
- داعش...وما بعد الموصل
- دابق .. الأسطورة المؤسسة للدولة -داعش-
- البرجماتية السلفية ... النور مثالا
- الأزمة السورية الى أين؟
- مبادرة واشنطن.. -وطن للجميع- محاولة للإقتراب من طرح موضوعى
- بين إنقلاب تركيا وحريق الرايتستاج
- إشتراكية عبد الناصر .. رؤية شخصية
- ذكرياتى مع الراحلة العظيمة شاهندة مقلد
- شيخ الإسلام رجب طيب إردوغان يفتى بتحريم تنظيم النسل
- قراءة فى مشهد الإعتداء على السيدة المسيحية فى المنيا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون