أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رياض حسن محرم - ذكرياتى مع الراحلة العظيمة شاهندة مقلد














المزيد.....

ذكرياتى مع الراحلة العظيمة شاهندة مقلد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 02:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كانت أول مرّة ألشاهدها عام 1968 على "ما أذكر" حيث أخبرنى محفوظ أبو كيلة عن الذكرى السنوية للشهيد صلاح حسين فى كمشيش، سافرت قبلها بيوم الى قريتى "قريبة من كمشيش" وفى اليوم التالى ذهبت مساءا الى كمشيش قبل الذكرى بيوم حسب الموعد، تم توزيع القادمين على بيوت الفلاحين وبعض المبانى الحكومية، صباح يوم الإحتفال إجتمعنا فى منزل شاهندة لمناقشة المشكلة الزراعية وقضايا الفلاحين وإستمر اللقاء حتى الظهر، عصرا جمعتنا مسيرة الى المقابر تخللها هتافات ثورية، رددنا الهتاف وراء شاهندة وطلبُت من أحد الرفاق أن يحملنى لأهتفت "صلاح مماتش..الثورة لسه مبتدتش"، جذبتنى بلطف وقالت لى ليس هذا مجال تلك الهتافات، بعد المسيرة بدأ المؤتمر السنوى للذكرى وكانت المرة الأولى التى أشاهد فيها كل هذا الكم من المبدعين من شعراء وفنانين وأدباء كنت قد سمعت عنهم فقط، الأبنودى وسيد حجاب ونجم والشيخ إمام وعشرات غيرهم، بعدها عدت الى الأسكندرية منتشيا حريصا على حضور ذلك المشهد سنويا.
فى صيف 1971 كان قرار رئيس الوزراء "ممدوح سالم" بإبعاد مجموعة من القيادات الفلاحية من كمشيش خارج محافظة المنوفية لأجل غير محدد، معظمهم لجأ الى شاهندة بالأسكندرية حيث إستأجرت لهم شقة قريبة من مقر إقامتها بشارع طيبة بالإبراهيمية، كنت حينها أعمل أثناء العطلة الصيفية بشركة مقاولات بحى القبارى، أثناء ركوبى الأتوبيس عائدا شاهدت فلاح شاب ينظر إلىّ بعمق وبعد تردد قصير إتجه الى ذاكرا أنه رآنى سابقا، تعرفنا فعلمت أن إسمه "عبد المجيد الخولى" وأنه من ضمن الفلاحين المبعدين من كمشيش ولم أكن أعلم بالأمر، إصطحبنى الى شقة شاهندة حيث إلتقتنى بحرارة فلاحة مصرية أصيلة، قضيت عندها عدة ساعات بعدها كانت زيارتى اليهم يوميا، أخبرتنى أنها تريد الإعلان بأوسع صورة ممكنة عما حدث ويحدث فى كمشيش، وطلبت منى أن أقوم بمصاحبة المبعدين للعمل على توعيتهم وتعليم من لا يعرف منهم القراءة والكتابة، كان أكبرهم المناضل رفيق صلاح حسين "أحمد رجب" ومجموعة من الشباب من بينهم عبد المجيد الخولى وعلى عزام وعاشور وآخرين، قضيت معهم وقتا طويلا معظمه كان قراءة فى الإشتراكية وقصص مكسيم جوركى وأشعار نجيب سرور، حاولت بإمكانياتى المتواضعة أن أنشر خبر الإبعاد بكافة السبل ومن بينها مجلات الحائط بالكلية، فى تلك السنوات كان حضور الذكرى يعد مغامرة كبرى، أذكر أن سافرت مع ناجى وبعد أن نزلنا من القطار أحاط بى مجموعة من شباب القرية لإخفائى بينهم من أعين المخبرين حتى أصل كمشيش، ومرّة أخرى سافرنا بسيارة " رضا الزهيرى" أمين اللجنة الثقافية بإتحاد الطلاب ومعنا طالبين آخرين هما توفيق توفيق " الذى إنضم لاحقا بالإخوان" ومحمد البحيرى وفى طنطا إلتقينا بشاهندة وبعض الفلاحين المبعدين المحظور عليهم دخول القرية ثم توجهنا الى كمشيش وفى الطريق كانت أكمنة الداخلية يسألون العابرين عن وجهة نظرهم ويدققون فى بطاقاتهم الشخصية فكنت أخبرهم أننى ذاهب الى قريتى "المثبته بالبطاقة" ومعى أصدقاء، وفى المنعطف الأخير الى كمشيش لم يكن هناك بد فأخبرتهم أننا ذاهبون لزيارة أصدقاء لنا هناك فتم القبض علينا وإصطحابنا الى نقطة الشرطة وظللنا هناك لعدة ساعات ثم أوصلونا لأول الطريق خارج القرية ومحذرين من أى محاولة أخرى.
بعد فترة قصيرة إعتبرتنى شاهندة أحد أفراد الأسرة كان معها ثلاث أطفال أكبرهم ناجى فى بداية المرحلة الإعدادية ووسيم فى الإبتدائى وبسمة ذات السنين الست وسيدة عجوز هى "أمه راقية" التى ربّت شاهندة منذ ان كانت طفلة فى بيت والدها ، وكانت شاهندة مشغولة طول الوقت بمشاكل الفلاحين فاعتبرتنى نسبيا مسؤولا عن أسرتها، بعد سنوات حين كانت بسمة فى السادسة الإبتدائية "القبول" حاولت أمها مساعدتها لإجتياز تلك المرحلة فرتبت أن تمتحن فى المنصورة لدى أحد أصدقاء صلاح القدامى وأرسلتنى معها بصحبة ناجى لمصاحبتها أثناء الإمتحان.
فى بداية السبعينات لم تكن التنظيمات اليسارية قد تبلورت أو أعلنت عن وجودها بعد، وفى الأسكندرية إلتقى أربع أفراد حول هدف نبيل وطوباوى فى نفس الوقت وهو توحيد قوى اليسار، هم " ممدوح أبوكيلة "الشقيق الأصغر لمحفوظ" ويوسف خطاب وسهير عبد الظاهر وأنا " ولم نكن حينها نعرف الاّ ثلاث تجمعات يسارية أولها مجموعة دسوق أو كما كان يحل وللبعض أن يسميهم ب" النويجزم" نسبة الى أستاذهم ومنظرهم الدكتور على نويجى، والثانية هى مجموعة كمشيش والأخيرة كما كنا نسميها مجموعة باكوس، قررنا أن نجرى حوارا مع كل مجموعة على حدة للتقريب بينهم، بدأنا بمجموعة كمشيش حيث إقترحت شاهندة أن نلتقى فى منزل أحد القادة الكمشيشيين وهو "عبد الفتاح أبو لبن" بالورديان، بعدها كلفتنى المجموعة بالتوجه الى دسوق للقاء الدكتور على نويجى وفشلنا فى لقاء مجموعة باكوس، وإنتهت الفكرة عند هذا الحد.
توثقت كثيرا علاقتى بشاهندة وتكون بيننا مجموعة من الصداقة الإنسانية الحميمية جمعت بينى وشاهندة والمهندس محمد بيومى ويوسف خطاب وعبد الصبور منير وبعد رحيله زوجته هدى، أذكر فى تلك الأعوام أننى تعرفت بمعظم رموز اليسار فى بيت شاهندة بالأسكندرية وعلى رأسهم الراحلين زكى مراد ونبيل الهلالى، وإستمرت العلاقة بنفس القوة الى أن إنتقلت للإقامة فى القاهرة فى منتصف السبعينات فأصبح التواصل بالنسبة لى صعبا ولكن علاقتنا إستمرت وإستمر اللقاء السنوى فى ذكرى صلاح حسين بكمشيش.
وداعا شاهندة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ الإسلام رجب طيب إردوغان يفتى بتحريم تنظيم النسل
- قراءة فى مشهد الإعتداء على السيدة المسيحية فى المنيا
- البونابرتية الجديدة والنظام المصرى
- تباين الإسلام السياسى بين المشرق والمغرب العربى
- ملامح الفاشية العربية ..أنظمة ومنظمات
- الثورات العربية وقضية الديموقراطية
- 28 صفحة تسبب أزمة فى العلاقات السعودية الأمريكية
- لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة
- صراع الأجهزة الأمنية .. ومأزق النظام
- أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى
- جنود الأمن المركزى ..عبيد الأسياد المنسيون
- فيلم نوّارة .. أو مرثية ثورة يناير
- بين القاعدة وداعش .. حدود التشابه والإختلاف
- رحيل الدكتور حسن الترابى ..المثير للجدل
- هل تكون السعودية هى الهدف القادم لتنظيم -داعش-؟
- بين الثورة والثورة المضادة
- محمد عبد السلام فرج وكتابه - الفريضة الغائبة-
- هيكل والسلطة ..علاقته بالسادات نموذجا
- حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى
- حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رياض حسن محرم - ذكرياتى مع الراحلة العظيمة شاهندة مقلد