أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ملامح الفاشية العربية ..أنظمة ومنظمات














المزيد.....

ملامح الفاشية العربية ..أنظمة ومنظمات


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلت بعض أنظمة الحكم العربية نموذجاً لفاشية ضيقة من حيث العصبية، واحتفظت بالدلالة الرمزية للزعيم الملهم كلي القدرة الذى لا يأتيه الباطل، وتحول مرجعاً للسلوك والانتماء للوطن، فمعيار الانتماء هنا وقف على الخضوع للقائد الرمز، سيد الوطن الزعيم الأوحد والخالد الأول في كل شيء، الذي قوله الفصل، والذي يفتدى بالروح وبالدم، وفى الجانب الآخر بعيدا عن نظم الحكم تظهر الفاشية العربية الآن في صورة الحركات العنفية التي تستند الى مرجعية أصولية دينية، لأفرادها لباس موحد، يظهر القوة والعنف، رافعة الرايات السوداء عليها لفظ الشهادة، وأصوات الرجال بالحداء تعزز العصبية وتسندها، والخليفة يرمز الى المركزيه المطلقة، عشّاق دم لا يشبعون، القتال بالنسبة لهم ليس كرها كما يقول القرآن ولكنه غاية سادية للقتل والسبى والتدمير.
معظم الأيديولجيات الشمولية "التوتاليرية" نشأت فى أوروبا وأبرزها الفاشية بتنوع أشكالها، ظهرت الى العلن فى ثلاثينيات القرن الماضى من فرانكو فى أسبانيا الى موسيلينى فى إيطاليا والنازى فى ألمانيا وسلازر بالبرتغال، وتمثلت تلك الظاهرة خارج القارة بالنظام الإمبراطورى اليابانى، وتميزت كل تلك التجارب بخصائص أساسية الأولى الإيمان المطلق بالنظام الرأسمالى "رغم أن بعضها كان يحمل كلمة الإشتراكية على رأس حزبه" بما فى ذلك الرأسمالية الإحتكارية ذات الطابع الإمبريالى، والثانية هى العداء المطلق للديموقراطية بوصفها تقف حائلا أمام تعارض الخضوع لمتطلبات الانضباط الجماعي وسلطة القائد الأعلى، والعداء المطلق والعنيف للشيوعية و اليسار بوجه عام يضاف الى ذلك بالطبع الموقف الإستعلائى المذدرى لبقية الشعوب والأجناس، كما تحمل ذلك الخطاب الديماجوجى الغوغائى ذو الطابع القومى المتطرف عن الأمة المتفوقة ذات العنصر والعرق الخاص النقى المتميزة عن غيرها من الأمم والشعوب وإعلاء عبادة القائد والطاعة العمياء فى المنشط والمكره، والاقتناع البالغ بالأفكار الأسطورية الزائفة ـ العرقية أو الدينيةـ التي تنشر التعصب، وتجنيد الميليشيات "الشعب المقاتل" والبلطجية لأعمال العنف مع المبالغة فى الإهتمام بالقوة العسكرية وتجييش الشعب وإفتعال أعداء خارجيين وهميين مع إفتعال تعرض الدولة لمؤامرات مستمرة من الداخل والخارج وإستدعاء مجد غابر وحضارة مندثرة تحقق نبوءات الأنبياء والفلاسفة .
إن الحديث عن أنظمة فاشية عربية لا يعنى بالضرورة العودة الى نفس الشكل القديم الذى نشأ فى أوروبا بين الحربين ولكن المقصود هنا وجود نظم إستبدادية قمعية معادية للديموقراطية والحريات رغم عدم اكتمال باقي العناصر التي يمكن بها وصف نظام سياسي ما بالفاشية، كما أن وجود تيجان الأعمدة الرومانية في الكنائس والمساجد لا يعني أنها تنتمى الى ذلك العصر، أن الفاشية والأصولية وبالتالي التوتاليتارية ليست شيئًا واحدًا وإنما رغم انبعاثها من جذور متقاربة فإن العناصر الأساسية المنتجة للأصولية تختلف عن تلك المنتجة للفاشية وقد تنجح الفاشية مع تفكيكها للمجتمع في شراء الجماهير، حتى ليبدو أنها ديكتاتورية في خدمة الشعب ، إنها محاولة خلق تطابق في الدولة الشمولية بين القومية والدولة والفرد والمجتمع فتُنتج عنصر العرق وتفوقه والشعب المختار وسمو الفرد السوبرمان وصولا إلى تمجيد الجماعة والأمة، وقد تزامن نشاط الجمعيات والقوى السياسية المتطرفة فى ثلاثينات القرن الماضى فى الدول العربية مع صعود الفاشية والنازية فى أوربا وإتخذت لنفسها مسميات وألوان مختلفة فتكونت القمصان الخضر والزرق والسوداء ذات الطابع الدينى والوطنى وخططت لإغتيالات مسؤولين حكوميين وزعماء معارضة وتسمت فى أغلبها بتسميات راديكالية كمصر الفتاة "تشبها بتركيا الفتاة" وغيرها، حتى القصر دخل الى اللعبة وأسس الملك فاروق منظمة الحرس الحديدى برئاسة طبيبه الخاص "يوسف رشاد" التى خططت لمجموعة من الإغتيالات من بينها محاولة إغتيال النحاس والسردار وأمين عثمان "تلك القضية التى أتهم فيها أنور السادات الذى كان عضوا فى الحرس الحديدى وقتها"، وبلغ الحماس الشعبى المعادى للإنجليز "عدو عدوى صديقى" أن خرجت المظاهرات بالقاهرة تستحث روميل على التقدم.
فى الجانب المقابل إستطاعت بعض الأيدلوجيات والتنظيمات ذات البعد القومى المتجذر أن تصل الى السلطة عن طريق الإنقلابات "فى الأغلب"، لذا يمكن أعتبار الأنظمة العربية القومية ذات الطابع الراديكالى أن لها ملامح فاشية سواء إستندت الى أحزاب كالنظامين البعثيين فى دمشق وبغداد أو إعتمدت على القائد الفرد كنظام القذافى فى ليبيا، كما يمكن إعتبار النظام الناصرى فى كثير من تجلياته وإعتماده على الديموجاجية الشعبوية شكلا رديفا للفاشية محاطا بكثير من الإعلاميين والفنانين الذين ضلعوا فى صنع تلك الصورة " قول ما بدالك إحنا رجالك"، كما يمكن إعتبار الوضع السياسى الراهن ممهدا لتلك الصيغة فى الحكم، ساعد على ذلك غياب القيادة الثورية أو الحزب الطليعى الجماهيرى وغياب الرمز الجماهيرى القوى الذى يتمتع بشعبية واسعة ما سمح لسرعة إنقياد تلك الجماهير لشخص وعدهم بتحفيق الأمن ومواجهة الإرهاب وإعادة مجد مصر القديم لتصبح قد الدنيا، يذكرنى ذلك بما كتبه كارل ماركس فى كتيبه "الثامن عشر من برومير" متحدثا عن لويس بوتابرت "حفيد نابليون" (بعد أن عاد النظام الإمبراطورى الى الحكم فى فرنسا فى أعقاب ثورتها العظمى فى 1798) حيث يقول عنه "رجل متوسط الذكاء متوسط الموهبة، سقطت على كتفيه عباءة فرنسا".
للأسف فقد كرّست تلك الأنظمة للشمولية والاستبداد والفساد، على حساب قيم الحرية والمواطنة وحقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة. بالإضافة لعدم كفاءة وفاعلية أجهزة ومؤسسات الدولة بها سوى الأجهزة الأمنية فى تجسسها على المواطن وتسجيل المكالمات وتلفيق التهم ناهيك عن التعذيب والغياب القسرى وجميع وسائل القهر والتهميش، وفوق كل ذلك كانت جميعها تختبئ خلف شعار إستعادة فلسطين وتحرير بيت المقدس لتنتهى القصة بتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية وقضية الديموقراطية
- 28 صفحة تسبب أزمة فى العلاقات السعودية الأمريكية
- لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة
- صراع الأجهزة الأمنية .. ومأزق النظام
- أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى
- جنود الأمن المركزى ..عبيد الأسياد المنسيون
- فيلم نوّارة .. أو مرثية ثورة يناير
- بين القاعدة وداعش .. حدود التشابه والإختلاف
- رحيل الدكتور حسن الترابى ..المثير للجدل
- هل تكون السعودية هى الهدف القادم لتنظيم -داعش-؟
- بين الثورة والثورة المضادة
- محمد عبد السلام فرج وكتابه - الفريضة الغائبة-
- هيكل والسلطة ..علاقته بالسادات نموذجا
- حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى
- حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى
- (الفِلاَح)
- حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-
- حدود صراع الأجنحة والسلطة
- الأساطير المؤسسة للدولة الإسلامية - داعش-
- الأزيديون .. والملك الطاووس


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ملامح الفاشية العربية ..أنظمة ومنظمات