أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة















المزيد.....

لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5140 - 2016 / 4 / 22 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هى:
" لوسى أرتين" سيدة أعمال مصرية من أصل أرمنى تشكل أسرتها رافدا فنيا متألقا فى سماء القاهرة، خالتها الفنانة لبلبة وقرابتها لصيقة بنيللى والطفلة المعجزة فيروز وغيرهن من الأسرة، تتميز بقدر عال من الجمال والأنوثة.
هو:
المشير "محمد عبد الحليم أبو غزالة" نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ( 1981 – 1989) من ضباط يوليو الأحرار، شارك فى معظم الحروب وعلى رأسها حرب إكتوبر 1973 قائدا لمدفعية الجيش الثانى وحصل على نجمة سيناء، أنشأ أثناء توليه للوزارة الجهاز الإقتصادى للقوات المسلحة وحقق نهضة تسليحية وتدريبية متميزة للجيش المصر وخلق شعبية عالية فى أوساط القوات المسلحة.
الحكاية:
كان يوما لا يختلف عن غيره من الايام فى مطلع عام 1993، ذهب المشير أبو غزالة الي مكتبه بالوزارة في الصباح، كانت الأعلام ترفرف فوق السواري كعادتها في هذا التوقيت المبكر، لم تكن بدايات اليوم الجديد تشى عن حدث غير عادي، جلس المشير الى مكتبه، برنامجه مزدحم بالعديد من المقابلات واللقاءات والاجتماعات، فجأة دق جرس التليفون، لم تطل المكالمة.وفوجئ الجميع بالرجل الكبير يلغي برنامجه ولقاءاته و يحمل بعض أشياءه وحاجياته المهمة ثم ينصرف من مكتبه في هدوء ويركب سيارته الفارهة حيث تختفي به فى زحام القاهرة، علم أنه طلب منه أن يذهب بملابسه المدنية " ولهذا مدلوله" لمقابلة الرئيس، بعدها لم يعد الى مكتبه أبدا، صدرت صحف الصباح فى اليوم التالى تحمل خبرا صاعقا وهو إستقالة المشير.
فتّش عن المرأة
كان أبو غزالة يملك طموح المشير عبد الحكيم عامر وسطوته وشعبيته بين جنوده وحبه للنساء، الفرق أن عامر حينما أعجب ببرلنتى عبد الحميد تزوجها سرا زواجا شرعيا وأنجب منها إبنه عمرو ولكن قصة أبو غزالة ولوسى لم يعرف أحدا حتى الآن مدى عمق تلك العلاقة، المرة الوحيدة التى تجرأ فيها أحد الصحفيين بسؤاله عنها " بعد إقالته" جاء رده مقتضبا " إسأل الحاجة" وكان يقصد زوجته، ربما لأنها كانت تثق فيه ثقة مطلقة أوأنها كانت تعلم حدود تلك العلاقة، الفرق بين عبد الناصر ومبارك أن الأول حينما علم بزيجة عبد الحكيم وبرلنتى أن إستدعاه وسأله فلم يكذب وأخبره بذلك، حينها كظم عبد الناصر غيظه وقال: أنا حذرتك يا حكيم، أما مبارك فإنتهزها فرصة للتخلص من أبو غزالة "لتزايد شعبيته داخل الجيش"، عبد الناصر لم يفكر يوما فى تلك الشطحات النسائية ورغم غرامه بسعاد حسنى كان أقصى ما يعمله هو الفرجة على أفلامها ببيته، الذى حدث بعد إقالة وزير الدفاع أن تناولت إحدى الصحف "مجلة روزا اليوسف" الموضوع ماحدا بالنائب العام الى إصدار قرارا بحظر النشر فى القضية، "وتم إستبدال إسم أبو غزالة فى أوراق التحقيق بالباشا كما كانت لوسى تردعليه"، بينما صدر أمر بالقبض على لوسى وإيداعها السجن لفترة محدودة.
لكن كيف تعرفت لوسي أرتين على المشير أبوغزالة؟، توجد رواية مفادها أن والد لوسى كان يشغل منصب المدير المالي لإحدى الشركات المنفذة لبعض مشروعات البناء للقوات المسلحة وبحكم تلك الوظيفة كان يتصل بالمشير أحيانا والعكس صحيح، وبعض الأحيان كانت لوسى هى التى ترد على التليفون ويبدو أنها بدأت تتحدث مع المشير فى بعض خصوصياتها والعلاقة المتوترة مع زوجها الأرمنى " برنانت هواجيم سرمحجيان" الذى تعرفت به فى نادى الأرمن وعمرها 17 عاما، مراهقة طاغية الجمال تتمتع بحضور قوى وسرعان ما تم الزواج، كان المشير ينصحها دائما بالصبر وعدم هدم أسرتها، لكن المشاكل تحولت الى محاضر متبادلة فى أقسام الشرطة وتصاعدت الى رفع الزوجة قضية نفقة على زوجها الثرى الذى تركها وسافر الى استراليا دون طلاق واستمرت قضية طلاقها أمام المحاكم سنوات دون حسم "تتأخر كثيرا قضايا الطلاق خاصة فى الأحوال المدنية لغير المسلمين"وكان الحل أمامها هو الإتصال هاتفيا بالمشير طالبة منه التدخل لدى القضاء للإسراع ببت قضيتها، سألها عن مكان سكنى القاضى فأخبرته أنه يسكن بالسوبس فأخبرها أنه سيتصل بمحافظ السويس الأسبق "تحسين شنن" ليتحدث مع القاضى المسؤول عن القضية ،ورتب لها المحافظ لقاءا مع القاضى الذى أخبرها أنه غير مرتشى ولا يقبل الوساطات الشخصية من أحد ولكنه ودها أن يعجل بنظر القضية وأنه لو كان لها حقا فسوف تحصل عليه بغض النظر عن نفوذ زوجها ( تم إقالة المحافظ والقاضى فى ظروف التحقيق).
بدأ كشف خيوط هذه القضية عندما وثقّت لوسى أرتين علاقتها بموظفة صغيرة إسمها "فاتن" تعمل بالشهر العقارى التى تكفلت بمساعدة بعض موظفى البريد فى تأخير محاضر المحكمة أو إعادتها لعدم الإستدلال "وهو أمر شائع فى مصر" ، ولسبب أو لآخر قررت الرقابة الإدارية مراقبة هاتف تلك الموظفة ، كانت التحريات تبحث عن فاتن موظفة الشهر العقاري.. لكن القدر ألقى في طريقها بامرأة شابة حسناء تتردد على مكتبها ومنزلها، وهي لوسي آرتين " أو حسناء بيانكى كما تم وصفها فى أوراق التحقيق"، وبالطبع وضع تليفون لوسي تحت المراقبة أيضا، وكانت المفاجأة التي تشبه الزلزال وهى أن الأخيرة لها علاقات مشبوهة بعدد من المسؤولين الكبار على رأسهم نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزالة، بالطبع تم تسجيل جميع مكالماتها وظهر من تفريغ تلك المكالمات أن أبو غزالة كان متحفظا فى الحديث مع المرأة وذلك فى حدود الرسميات فقط بينما أظهرت نفس التسجيلات عبارات ساخنة جدا بينها و بين مساعدي وزير الداخلية آنذاك وهما اللواءان حلمي الفقي وفادي الحبشي.. وتضمنت التسجيلات أحاديث عما يدور في غرف النوم وأنواع وألوان الملابس الداخلية وشكل الأوضاع الجنسية " تم إقالتهم أيضا"، ووصل نفوذها أنها تدخلت لدى المهندس الدكتور يوسف والي نائب رئيس مجلس الوزراء لحل مشكلة حول نزاع مزمن علي أرض زراعية خاصة بكنيسة الأرمن، لم تجد الكنيسة واسطة أفضل من لوسي، وبالطبع تفضل الدكتور يوسف والي مشكوراً بحل المشكلة ، كما ذكر أيضا أنها كانت تركب سيارة ملاكي بثلاثة أرقام " التى لايمكن الحصول عليها إلا بتوقيع وموافقة نائب وزير الداخلية".
ذكر الدكتور مصطفى الفقى مساعد الرئيس مبارك لشئون المعلومات في لقائه بأعضاء نادي روتاري مصر الجديدة "كان فصلي من الرئاسة بسبب قضية لوسي أرتين، أيوه كانت بتكلمني في التليفون، وكانت بتكلم المشير، لا أنكر، وهو خطأ إداري بحت، لكن ماكنشي فيه بيني وبينها حاجة" (جريدة "البديل"، 24 يوليو 2008)، ويبدو أن الموجة كانت عالية جدا وطالت العشرات، كما ورد أيضا إسم الدكتور "محمد سيد طنطاوى" مفتى الجمهورية وقتئذ الذى قيل انه أصدر فتوى حول النفقة والكفالة لصالح لوسى أرتين بالقضية ولم يحقق معه بل وضع فى منصب الإمام الأكبر.
لأسباب معقدة ومتشابكة انحسر نفوذ أبو غزالة ولم يعد يظهر الاّ فى جنازات الأقارب والمسؤولين حتى وافته المنية وخسر الفقي والحبشي منصبيهما المرموقين، لكن لوسي آرتين بقيت محتفظةً بنجوميتها كواحدة من حسناوات المجتمع وحفلات البيزنس وغيرها..وظلت تتصرف كسيدة مجتمع راقى خاصةً بعد أن انتخبت عقب إسدال الستار على هذه الفضيحة لرئاسة نادي الأرمن في حي مصر الجديدة. ولله فى خلقه شئون!!



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الأجهزة الأمنية .. ومأزق النظام
- أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى
- جنود الأمن المركزى ..عبيد الأسياد المنسيون
- فيلم نوّارة .. أو مرثية ثورة يناير
- بين القاعدة وداعش .. حدود التشابه والإختلاف
- رحيل الدكتور حسن الترابى ..المثير للجدل
- هل تكون السعودية هى الهدف القادم لتنظيم -داعش-؟
- بين الثورة والثورة المضادة
- محمد عبد السلام فرج وكتابه - الفريضة الغائبة-
- هيكل والسلطة ..علاقته بالسادات نموذجا
- حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى
- حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى
- (الفِلاَح)
- حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-
- حدود صراع الأجنحة والسلطة
- الأساطير المؤسسة للدولة الإسلامية - داعش-
- الأزيديون .. والملك الطاووس
- حول وحدة اليسار .. عقبات وعواقب
- حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا
- تقرير جنكيز- فار -المراوغ- والموقف البريطانى من الإخوان


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة