أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الثورات العربية وقضية الديموقراطية















المزيد.....

الثورات العربية وقضية الديموقراطية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5156 - 2016 / 5 / 8 - 01:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثّلت التغييرات السياسية والاجتماعية التي عصفت ببعض الدول العربية منذ اندلاع الثورة التونسية فى 14 يناير 2011 وتلتها مجموعة من الثورات فى المنطقة بدئا بالثورة المصرية فى 25 يناير ودول عربية أخرى فى شبه تزامن لافت للنظر فى ليبيا وسوريا واليمن وذلك كهبة ثورية طفت على سطح ظل راكدا لعقود طويلة ما شكّل حالة ميؤوس منها، إن تلك الأحداث السياسية والاجتماعية التي تموج بها دول الثورات هي في واقع الأمر بداية لمخاض طويل، وفي بعضها واقع تقسيم وإعادة تشكيل لبلدان بأكملها، تمرّ به منطقة العالم العربي ويمكن أن يستمر ذلك لعقود طويلة، وقد أصبح جليا بما لا يدع مجالا للشك أن قوى مختلفة محلية وإقليمية ودولية قد وقفت وستبقى تقف سدّا حائلا ضد نجاح أي تجربة ديمقراطية في تلك البلدان ويبدو أن قوى الثورات المضادة الداخلية والخارجية قد نجحت في ذلك إلى حد كبير ، لقد تفاوت مسار الأحداث فى تلك الدول ولكن جمعها صعود تيار الإسلام السياسى ووصوله للحكم فى مصر وتونس ودخوله كفاعل رئيسى فى صراعات وحروب داخلية فى باقى الدول، ومن الملاحظ أن الثورتين التونسية والمصرية جاءت فى مجملهما سلمية الطابع وهو ما أنقذهما من ذلك المصير المجهول، وساهم فى ذلك تراث مدنى وحضارى مختلف حمى كلا الشعبين من الإنزلاق فى حروب أهلية كغيرها، ففى ليبيا كان الغياب التاريخى للدولة عاملا أساسيا فى سقوطها للفوضى وتأجج النعرات القبلية والمناطقية، وفى سوريا كان لتعنت النظام البعثى الإستبدادى دورا فى ذلك المصير الكارثى يضاف إليه تعدد الطوائف والأديان والقوميات والمذاهب بها الذى كان له دور فى تسهيل تدخل القوى المخابراتية وتيارات السلفية الجهادية، أمّا فى اليمن فإن تدخل دول الخليج وصياغتها لسيناريو إجهاض الثورة بصنع المبادرة الخليجية التى حمت على عبد الله صالح من غضب الجماهير وقدمت حلا لخروجه الآمن من الحكم وإستبداله بنائبه مع إستمرار سيطرته على القطاع الأعظم من الجيش اليمنى، فى الوقت نفسه الذى قامت قوات درع الجزيرة لدول مجلس التعاون بالتدخل فى البحرين لفض إعتصام المحتشدين بميدان اللؤلؤة فى المنامة وتوجيه ضربة شديدة لقوى التحرر والديموقراطية فى البحرين.
فى تونس لعبت عدة عوامل دورها فى الحفاظ على تماسك المجتمع مسنودا على التراث البورقيبى العلمانى والمدنى الذى حقق إكتساب النساء للعديد من أشكال حرياتهن فى مجالات منع التعدد وحق الإنفصال وحقوق مدنية ودستورية كثيرة، كما لعب " الإتحاد التونسى للشغل" الذى أسسه بورقيبة دورا فاعلا فى الثورة، و كان لضعف الجيش وحياده عاملا أساسيا فى سهولة هزيمة بن على وفراره، كما لعب المجتمع المدنى الذى يضم 18000 منظمة حقوقية ومدنية فى دولة لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة دورا لا يستهان به، ولا ننسى أيضا أن حركة النهضة الممثلة للإسلام السياسى فى تونس لم تكن"فى الأغلب" مماثلة فى توجهاتها وممارساتها للإخوان المسلمين فى مصر حتى أنها لم تصّر فى الدستور التونسى عل وضع مادة أن الإسلام هو الدين الرسمى للدولة ووافقت عل إستبدالها بالنص على حرية الإعتقاد.
جاء الصعود السريع لحركة الإخوان المسلمين وحلفائها من تيار السلفية والسلفية الجهادية صادما، فقد إعتمدت على غياب الساحة من تنظيمات علمانية ذات تراث طويل والى ضعف القوى اليسارية وتفتت وتبعثر شباب الثورة الى عشرات الإئتلافات التى لا قيمة ولا تأثير لها، بينما ظل الإخوان لما يزيد عن 80 سنة يراكمون بنيتهم التنظيمية والإقتصادية والعمل الخيرى ذو الطابع الدعوى ما جعلهم القوة الأكبر والأكثر قدرة على الحشد والتأييد فى الشارع ما ساعد فى حملهم بسهولة الى أغلبية البرلمان فى البلدين والى سدة الرئاسة فى مصر، وسرعان أصابت الجماهير صدمة لضعف الأداء في إدارة الدولة والذي تجسّد خلال تجربة حكم الترويكا في تونس وتجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر، إذ الملاحظ لفترة إدارة السلطة التي كانت كافية للوصول إلى هذا الاستنتاج، أنّ الكمّ الهائل من الأخطاء وفي بعض الأحيان التجاوزات التي شابت سياسات السلطة، كانت كافية لإفشال تجربتها بداية من الولاءات في توزيع المناصب وعدم اعتماد الكفاءة معيارا، كما ثمّ استبعاد الكفاءات المهنية والعلمية في شتى المجالات من مواقع القرار، وضعف الأداء عموما سواء ما تعلّق بالمجال الاقتصادي أو الإعلامي أو التعليمي أو الثقافي، و سادت ثقافة إقصاء الآخر، والتعدي علي حقوق الأقليات والمرأة بل وصل الأمر الى العداء المباشر والصريح لكافة مؤسسات الدولة من قضاء وشرطة وإعلام وممثلى المجتمع من مثقفين وفنانين ومبدعين وجميع الفئات ما أدى فى النهاية الى ثورة أدت الى الإطاحة بهم فى 30يونيو بعد عام واحد من حكمهم فى مصر والى فشلهم أمام حزب نداء تونس البورقيبى فى تونس.
إن الثورات العربية افتقدت إلى الإطار الإيديولوجي أو الفكري وإن حياة الناس لم تتحسن بالشكل المأمول بل أنها فتحت المجال أمام قوى ظلامية وتكفيرية والى عودة رجال الأعمال ورموز النظام السابق بصور مختلفة للولوج الى الساحة لاعبة دورا تدميريا للبنية الأساسية للدولة ولثقافة ووعى المجتمع، ففي تونس نجد أن تفاعل الأحزاب المختلفة على الصعيد الفكري والسياسي مع بعضها البعض من جانب، ومع المجتمع من جانب آخر، في إيجاد الصيغة المناسبة لحكم البلاد، اتسمت بنوع من السلمية والمرونة، حيت تمكنت الأحزاب الإسلامية والأحزاب العلمانية من إيجاد تسوية ما للخروج بصيغة حكم تشاركى منعها من الوقوع فى الفوضى، أما فى مصر فنجد أن نسبة الاستقطاب السياسي وتباعد الأفكار كانت كبيرة إلى حد ما دفع الجماهير للخروج في ثورة ثانية ضد الأخوان المسلمين انتهت بإسقاطهم من الحكم بينما لعب الجيش المصرى ذو الجذور الوطنية فى الثورتين دورا محوريا فى الإنحياز للجماهير وحمايتها ومنع السقوط فى إحتراب أهلى، ان الديمقراطيات الوليدة في دول ما يسمى بالربيع العربي هي مجرد ارهاصات للديمقراطية الحقيقية، والتي من الممكن تحقيقها بعد زمن طويل لأن قوى المعارضة الحقيقية ليست مهيأة بعد لممارسة الديمقراطية لنقص الخبرة، وعدم سماح السلطة البرجوازية لتلك للمعارضات من تنظيم نفسها فى جو طبيعى ما قد يؤدى الى إعمال الفوضى وعدم الاستقرار ويسمح للأجهزة المخابراتية وقوى الثورة المضادة من التأثير السلبى مؤديا ال مزيد من الفوضى وقيام هبات جديدة متكررة تدفع الى إسقاط تلك الأنظمة مرات أخرى والدخول فى دورات جهنمية الخاسر الأول منها هى الشعوب وعدم تحقيق آمالها فى العيش والحرية والعدالة الإجتماعية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 28 صفحة تسبب أزمة فى العلاقات السعودية الأمريكية
- لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة
- صراع الأجهزة الأمنية .. ومأزق النظام
- أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى
- جنود الأمن المركزى ..عبيد الأسياد المنسيون
- فيلم نوّارة .. أو مرثية ثورة يناير
- بين القاعدة وداعش .. حدود التشابه والإختلاف
- رحيل الدكتور حسن الترابى ..المثير للجدل
- هل تكون السعودية هى الهدف القادم لتنظيم -داعش-؟
- بين الثورة والثورة المضادة
- محمد عبد السلام فرج وكتابه - الفريضة الغائبة-
- هيكل والسلطة ..علاقته بالسادات نموذجا
- حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى
- حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى
- (الفِلاَح)
- حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-
- حدود صراع الأجنحة والسلطة
- الأساطير المؤسسة للدولة الإسلامية - داعش-
- الأزيديون .. والملك الطاووس
- حول وحدة اليسار .. عقبات وعواقب


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الثورات العربية وقضية الديموقراطية