أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - مبادرة واشنطن.. -وطن للجميع- محاولة للإقتراب من طرح موضوعى















المزيد.....

مبادرة واشنطن.. -وطن للجميع- محاولة للإقتراب من طرح موضوعى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يعرف بوثيقة واشنطن، التى شارك فيها قيادات إخوانية على مدار الأيام الماضية و شارك فيها أيضا كل من أيمن نور، رئيس قناة الشرق الإخوانية، ومحمد محسوب ، القيادى بحزب الوسط، وعصام حجى، وسيف الدين عبد الفتاح مستشار المعزول محمد مرسى، وعبد الموجود راجح الدرديرى، القيادى الإخوانى المتواجد فى أمريكا، وقد أعلنت المواقع الإخوانية أن الجماعة وافقت فى بادئ الأمر على البند الخامس من الوثيقة، عندما حضر عبد الموجود راجح الدرديرى باعتباره ممثلا عن الإخوان، وتم الاتفاق على جميع بنود وثيقة واشنطن، إلا أن اعتراض قيادات من حلفاء الإخوان على البند الخامس الذى ينص على هوية الدولة المصرية، وأعلن جناح "محمود عزت" أن الإخوان لم يشاركوا بشكل رسمى فى تلك الندوة وأن الإخوان لا يعلمون عنها شيئا، وتم اعلانه "تعيد الجماعة التأكيد على أن التعبير عن رأيها ومواقفها يتم من خلال مؤسساتها والمتحدثين باسمها، وأن حضور رموز من الجماعة أو بعض شخصياتها لمثل هذه المناقشات أو ورش العمل إنما هو حضور شخصى، ما لم تعلن مؤسساتها تمثيل هذه الشخصيات لها"، بينما أصدر سيف الدين عبد الفتاح، مستشار المعزول محمد مرسى بيانا، ردا على هجوم الإخوان على المبادرة قائلا :"تناقلت مواقع كثيرة وثيقة البيان التى صدرت عن اجتماع واشنطن، هذا الاجتماع الذي ضمَّ أطيافا وممثلين لقوى سياسية ودار النقاش لمدة ثلاثة أيام استقر فيها المجتمعون على ضرورة ألا ينفض هذا الاجتماع إلا بمشروعِ بيانٍ يحدّد اتفاق الحدّ الأدنى الذى يشكل أرضية لاجتماع الحاضرين وحركتهم المستقبلية "كما عارض البيان أيضا رموز إخوانية عديدة كعمرو دراج وعزة الجرف وغيرهم.
فى السياق ذاته، أكد حاتم أبو زيد، المتحدث باسم حزب الأصالة، أحد حلفاء الإخوان، أن مبادرة واشنطن مبادرة عقائدية، حيث تتحدث فى بندها الثاني "الهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة هى العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصرى" لافتا إلى أنها أنشأت هوية جديدة لمصر وشعبها، واعتبرتها مرجعية عليا، معلنا رفض الحزب لها، و من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن الإخوان، إن التخطيط ضد مصر مستمر و تنظيم الإخوان ضلع أساسى فى أى مخطط، أما بشأن تلك الوثيقة المسماة (وطن للجميع) التى اقترحها عصام حجى فالإخوان تبرؤا منها اعلاميا فقط بسبب صراحة المطالبة بفصل الدين عن الدولة و هذه مسألة شديدة الحساسية من شأنها العمل على تفكك تحالف التنظيم مع الجماعات الإسلامية الأخرى.
الحكاية بدأت عندما أقام عدد من قادة تنظيم الإخوان بالخارج، ورشة عمل في العاصمة الأمريكية واشنطن، حضرها رئيس مركز الحوار المصري الأمريكي القيادي الإخواني عبد الموجود الدرديري، ومنسقة حركة 6 أبريل سوسن غريب، و سوسن جاد، وشارك فيها عصام حجي بمداخلة، وحضرها عدد ممن أطلقوا على أنفسهم اسم "الدستور الموازي" و أسفرت الورشة عن عشر توصيات في إطار أطلق عليه "مبادرة واشنطن"، وحملت التوصيات شعار "مبادرة مصر.. وطن للجميع"، حيث وافق الحضور على دراسة تلك المبادرة في تركيا وقطر وأوروبا، ويتم من خلال ذلك صياغة ورقة عمل يعلن عنها الأيام القادمة، مطالبين بأن يتم إعلان الدولة في إطارها العلماني، حيث أكدت الجماعة على موافقتها على ذلك، في محاولة لجذب عدد من الدول للموافقة على تلك التوصيات ومساعدة الجماعة للعودة مرة أخرى بقوة لمصر، أما توصيات المبادرة فقد نصت على أن " ثورة 25 يناير هي الثورة الحقيقية، التى حملت معنى التعدد والتنوع بما يعني التعبير عن توجهات مختلفة وآراء متنوعة، السيادة والسلطة والشرعية من الشعب وللشعب وحده، ويحكم العلاقة بين قواه المختلفة دستور مدني قائم على المساواة التامة بين كل المواطنين، هذا الدستور المدني يجب أن ينص صراحة على عدم تدخل الدولة في المؤسسات الدينية أو العكس، الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها، ولا مؤسسات دينية تابعة لها، بحيث لا يتدخل الدين في الدولة ولا تتدخل الدولة في الدين، مع وضع إستراتيجية العدالة الانتقالية الشاملة لكل الشهداء والمصابين والمتضررين بما يمكنهم من نيل حقوقهم وجبر ضررهم، ومحاكمة كل من تورط في الدم قبل أحداث الثورة وما بعدها، وسرعان ما بدأت تراجعات الإخوان فى الخارج والداخل فأعلن القيادي الإخواني عمرو دراج على فيس بوك "يقوم البعض بالبهتان علينا بأجندة مخابراتية واضحة، بدعم ما يسمى ببيان واشنطن، الذي لا نعلم عنه شيئًا"، رافضًا ما أقره عبد الموجود الدرديري وعدد من قيادات التنظيم الدولي الذين وقعوا على المبادرة، أما طارق الزمر قيادي الجماعة الإسلامية الهارب، فرفض ما جاء بالمبادرة، حيث كتب على تويتر: «هوية مصر ليست ملكًا لأحد حتى يتنازل عنها وليست منحة من أحد حتى يسحبها.. لكن ثوابت وطن لا تتغير وإن تغيرت كل معالمه وتغير كل شيء فيه»، بينما حاول المشاركون فى الإجتماع من الإخوان التنصل من تلك الفقرة بالقول " إن النص الذي نشر كان مجرد اقتراح عرض من بعض الأطراف في المؤتمر، لكنه رفض من بعض المؤتمرين، قبل أن يتم تعديله ليتناسب مع الجميع من أجل الوصول لرأي توافقي بين مختلف الأطراف"، وذكروا أن هذه المبادرة لا تمثل ولا تعبر إلا عن الأشخاص الموقعين عليها فقط، وأن هذا هو اجتهادهم، وأن من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر، مؤكدين أن المبادرة سيتم طرحها لحوار مجتمعي؛ لتكون نواة لاصطفاف حقيقي، وأنهم لا يجبرون أحدا على تبنيها، وقد كتب "إبراهيم الزعفرانى" – أحد القيادات السابقة- والذى شارك فى تلك الورشة مدافعا عن الوثيقة ( إن ثورة 25 يناير هي الثورة الحقيقية، ويظل شعارها العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية هو الأساس- التعدد والتنوع بما يعني التعبير عن توجهات مختلفة وآراء متنوعة، والهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة هي العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصري، ولذا من اللازم إقرار وقبول هذا التنوع والتعدد والاختلاف عن طريق آلية الحوار الفعال وآلية ديمقراطية تضمن الحماية من ديكتاتورية الأغلبية أو الأقلية - السيادة والسلطة والشرعية من الشعب وللشعب وحده ، ويحكم العلاقة بين قواه المختلفة دستور مدني والمساواة التامة بين كل المواطنين، ويتم إعلان وثيقة تضمن الحريات والحقوق لكل فرد من أفراد الشعب دون أية قيود بما فيها حرية ممارسة الاعتقاد وحرية التعبير والنشر والحق في التجمع السلمي بما يشتمل على تشكيل منظمات مدنية وأحزاب ونقابات وحرية ممارسة أنشطتهم على أساس سلمي وبناء على أي مرجعية كانت مع مراعاة عدم التعارض مع بقية المواد الأخرى - عدم تدخل الدولة في الدين وعدم تدخل المؤسسات والمنظمات الدينية في الدولة، سواء كانت مثل هذه المؤسسات والمنظمات رسمية، مع تجريم استغلال الدين بغرض الحصول على أي مكاسب سياسية أو حزبية، ولا تتدخل الدولة في حق الفرد في حرية العبادة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأديان)، وقد وقّع الوثيقة معظم الحضور.
وبعد ذلك العرض الموجز دعونا نسجل أهم الملاحظات على تلك الوثيقة:
(أولا) لم تتعرض الوثيقة إطلاقا للحديث عن الشرعية ولم تتحدث صراحة عن الإنقلاب ولم يأت اى ذكر لمحمد مرسى من قريب أو بعيد.
(ثانيا) لم يتم فى تلك المبادرة التعرض الى آلية التنفيذ أو تحديد جدول زمنى إطلاقا، ولم تخبرنا من هو النظام الذى سيحقق كل ما ورد بها هل هو السيسى او مرسى أم طرف ثالث.
(ثالثا) أخطر نصوص هذه الوثيقة هو ما ورد بها حول هوية الدولة المصرية بالقول صراحة إن الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها.
(رابعا) لم يذكر لفظ الإسلام ولو مرة واحدة، حتى ولو من باب الشكل المجتمعي، بينما ذكرت الديمقراطية عدة مرات.
(خامسا) كما لم تقدم المبادرة أى توصيف لآلية ما حدث فى الثالث من يوليو هل كان إنقلابا على سلطة شرعية أو ثورة شعبية أم شيئ آخر.
ورغم الإحتجاج العنيف لمعظم شباب الإخوان وبعض قيادتهم على تلك المبادرة فقد جاء التعليق الأبرز " من وجهة نظرى" على المبادرة ومبادئها العشر من أحد قياديى الإخوان وهو " عز الدين دويدار" الذى كتب على صفحته فى الفيسبوك (لم يعد هناك مؤسسات لجماعة الإخوان، قادرة على تنظيم الصفوف أو عمل ثورة، أو على الأقل عمل اصطفاف، الأمر كله متوقف على أن يكون هناك مؤسسة للاخوان أصلا عندها قدرة تعمل ثورة أو اصطفاف أو تنظم الصفوف والعمل على الأرض أوتشارك فى مجهودات أو غيره، إذن فكل جهد يتوجه لغير إعادة بناء قدرة الإخوان فى رأيى هو جهد ضائع)، وهو إعتراف قوى وصادم لكوادر الجماعة وشبابها.
ختاما فظنى أن تلك الوثيقة ما هى الاّ محاولة يائسة لجماعة الإخوان لتعويم أنفسهم مرّة أخرى بعد أن خسروا الجلد والسقط ويعلمون يقينا أن كل تنازلاتهم لن تنطلى على أحد بعد أن جربهم الجميع بل ستزيدهم عزلة خاصة بين شبابهم ومناصريهم من التيارات الإسلامية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إنقلاب تركيا وحريق الرايتستاج
- إشتراكية عبد الناصر .. رؤية شخصية
- ذكرياتى مع الراحلة العظيمة شاهندة مقلد
- شيخ الإسلام رجب طيب إردوغان يفتى بتحريم تنظيم النسل
- قراءة فى مشهد الإعتداء على السيدة المسيحية فى المنيا
- البونابرتية الجديدة والنظام المصرى
- تباين الإسلام السياسى بين المشرق والمغرب العربى
- ملامح الفاشية العربية ..أنظمة ومنظمات
- الثورات العربية وقضية الديموقراطية
- 28 صفحة تسبب أزمة فى العلاقات السعودية الأمريكية
- لوسى والمشير .. صفحة من الفساد فى المحروسة
- صراع الأجهزة الأمنية .. ومأزق النظام
- أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى
- جنود الأمن المركزى ..عبيد الأسياد المنسيون
- فيلم نوّارة .. أو مرثية ثورة يناير
- بين القاعدة وداعش .. حدود التشابه والإختلاف
- رحيل الدكتور حسن الترابى ..المثير للجدل
- هل تكون السعودية هى الهدف القادم لتنظيم -داعش-؟
- بين الثورة والثورة المضادة
- محمد عبد السلام فرج وكتابه - الفريضة الغائبة-


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - مبادرة واشنطن.. -وطن للجميع- محاولة للإقتراب من طرح موضوعى