أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - حكومة اللادولة














المزيد.....

حكومة اللادولة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد تعريف واحد للدولة، فهي مختلفة ومتعددة ايديلوجيا وسياسيا وحقوقيا ، نعرض هنا تعريفين الاول التعريف القانوني والذي ينص على ان الدولة بناء اجتماعي على ارض يعين القانون حدود السيادة الإقليمية عليها ويرتبط بها شعب مستقر( غير متنقل من مكان لاخر) ولها نظام له صلاحية ممارسة السلطة على جميع الارض التي يحددها الدستور. وهنا يمكن الاشارة الى
ارض الدولة
شعب الدولة
سلطة الدولة
وحدة الدولة
التعريف الثاني للدولة هو التعريف الماركسي الذي يخلص الى ان الدولة هي البناء الفوقي( الحقوق والقوانين) للطبقة المتسيدة واداة قمع طبقية بيدها.
وان اختلف التعريفان في النظرة العامة الا انهما يلتقيان في ان الدولة لها سلطة السيادة وممارسة القانون على جميع اراضيها( اكانت سلطة قمع او سلطة حق وفق القانون).
ان اي اختلال في المكونات الثلاثة يطيح بمفهوم الدولة ولا يبقى منه سوى ادعاء مخادع، فلا توجد دولة دون ترابط مكوناتها التي تقود الى وحدتها، اما الاخلال فيها فيعني تفكيكها وزوالها.
النظام السياسي للدولة يحدد نوعها جمهوري او ملكي، مركزي او فدرالي رئاسي او برلماني، والارض هي تلك المعرفة بحدودها وبصلاحية ممارسة السلطة عليها.
لكن ما هو الشعب؟
الشعب هم المواطنون الذين يعيشون على الارض المعينة حدوديا والخاضعون لسلطة نظام سياسي بغض النظر عن قوميتم وأديانهم وطوائفهم ولغاتهم.
ووفقا لهذا التعريف لا يصح تقسيم الشعب الى مكونات طائفية او عرقية او قومية او دينية اذ ان هذا يطيح بمبدأ المواطنة ويعزز ثنائية الانتماء، فيكون الانتماء الى المكون اوليا بينما الانتماء الى الوطن ثانويا.
وما هو المكون حسب التعريف العراقي؟
من خلال استعراضنا للتعريف القانوني للدولة لم نلاحظ بان الدين او القومية احد الاساس التي تستند عليها الدولة، لكن في العراق ولاصرار الاحزاب الاسلامية الحاكمة على ان يكون الدين الاسلامي دينا رسميا للدولة، واعتبار العراقيين الناطقين بالعربية جزء من الامة العربية، ادى ذلك الى تقسيم الشعب الى مكونات حسب الانتماءات اللمذهبية والدينية والطائفية والقومية.
اي دولة لها دين رسمي او هيمنة قومية لا بد وان تتجزأ الى مكونات من الاديان او المذاهب او القوميات في داخلها مما يؤدي الى اضعافها او حتى انتهائها بصفتها الكيان الاجتماعي والقانوني الاعلى والسقف الذي يقف تحت ظله الجميع.
ان تقسيم الشعب الى مكونات لا يعني بان هذه المكونات تبقى موحدة، اذ انها بدورها ستتجزء وتتشعب وتنقسهم هي الاخرى على نفسها الى شيع وملل ومذاهب واصول وفصول ومرجعيات دينية وتكون السيطرة فيها للاقرب الى مركز الدائرة ويخف تأثير السيطرة على الابعد كلما اتسع المحيط وابتعد عن مركزها ، من ناحية اخرى، يؤدي الصراع في داخل المكون الى نشوء دوائر سيطرة اخرى مولدا صراعا تناحريا مما يؤدي الى نشوء اسطفافات معادية في داخل المكون نفسه مثل الصراع الشيعي الشيعي والكوردي الكوردي والسني السني.
ان تقسيم الشعب الى مكونات ينتقص من حقوق المواطنة، اذ انه يعطي للانتماء الطائفي او الديني او القومي او العرقي اهتماما اكثر من الانتماء الى الوطن مما يؤدي الى نشوء شعور لا يعترف بالوحدة الوطنية قد يتحول في حالة اشتداد الأزمات الى صراع تناحري بين المواطنين، ذلك ان المكونات لا تشعر بوحدة المصير ولا وحدة المستقبل، كل منها يرسم مستقبله الخاص منفردا.
نشير هنا الى اعتراض المرجعيات الدينية السنية وكذلك الاحزاب السياسية على دخول الجيش العراقي الى محافظة الانبار لمحاربة داعش والقول بتفضيل الجيش الامريكي على الجيش العراقي، كما سمعنا نفس النغمة تعاد وتتكرر بعملية تحرير نينوى برفض اشتراك الحشد الشعبي بعملية التحرير، بينما يخشى الكورد تنامي قوة الجيش العراقي ويخشى الشيعة من استحواذ السنة على السلطة.
كلما زاد الانتماء الى المكونات، وخاصة في زمن الصراعات والتناحرات، فانها ستتحول الى كيانات نفوذ وسيطرة لتهميش سلطة الدولة راسمة حدودا في اذهان المواطنين تتخذ شكل الواقع وان لم تكن مشرعة بقانون.
في العراق ليس المحاصصة وحدها هي التي سببت هذا الوضع المزري، بل حقيقة تقسيم الشعب الى مكونات التي اصبحت مركز حديث الحكومة والبرلمان والمرجعيات الدنية والاحزاب السياسية والشارع حتى غدت في ذهنية السياسية العراقية بانها نوع من الحق والعدل والانصاف.
ان تسويق تقسيم الشعب الى مكونات، بانه الضمانة الامثل لاستمرار العملية السياسية وانه تطبيق ديمقراطي هو تستر على الفساد المستشري في العراق، وهو احد اسباب نشوء سوق لبيع وشراء المناصب العليا في الدولة بملايين الدولارات. العراق اصبح مثل بيت كبير ليس له مالك تقطنه عوائل مشتركة في ادارته لكنها متخاصمة تتصارع فيما بينها للاستحواذ على اكبر عدد من غرفه ومساحاته..
لذلك فان الحكومة العراقية بالاضافة الى عدم كفائتها وعدم خبرتها والى فساد ذمتها، فان غياب الدولة قد ازاد هزالها وشل قدرتها فهي لا تتحرك ضمن انسجام وطني بل ضمن تشتت مذهبي وعرقي وطائفي وفساد متعمد يحاول ان يضر بالاخر.
انها حكومة اللادولة..




#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: استهتار السلطة اعتداء ذي قار نموذجا
- ديمقراطية المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا
- المشروع الاسلامي
- الديمقراطية والكهنوت الديني
- هل هناك ما يجذب الشباب الى البشاعة
- المسلم المجرد
- العرب قومية ام أثنية ام مجموعة لغوية؟
- ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع
- الدين والعقيدة والطائفة وهوية الانتماء
- اخوان من اطاع الله اول جيش ارهابي اسسه الملك عبد العزيز آلسع ...
- الديمقراطية الفاسدة
- ليس هذا هو الاسلام!!
- الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة
- ثورة تموز والمتباكون على اطلال البلاط
- الحزب الشيوعي: حزب نظري ام حزب سياسي؟
- التيار الصدري: الرمز والهوية
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - حكومة اللادولة