أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - قانون الإنتخاب الأكثري ..الحارس الأمين لدولة المزرعة والفساد.














المزيد.....

قانون الإنتخاب الأكثري ..الحارس الأمين لدولة المزرعة والفساد.


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 17:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل أجواء التشاؤم التي يعيشها اللبنانيون وفقدانهم الثقة المزمن في الطبقة السياسية المتحكمة والممسكة بعنق السلطة منذ عقود يراهن الكثيرون ممن بقي لديهم بصيص من أمل على قانون آنتخابي منصف وقادر على تحقيق الحد الأدنى من إيصال أصواتهم الى الندوة البرلمانية علها تحقق بعض التوازن في مواجهة رعيان الطوائف والطائفية والمذهبية والفساد والإفساد والمحسوبيات والمحاصصات والولاءات الأخطبوطية البعيدة كل البعد عن مصلحة ومستقبل الوطن والمواطن.
عمليا بدأ العد العكسي لأجراء الإنتخابات النيابية مما يعني أن الخيارات محصورة بين القانون الحالي التي ترغب فيه وتتمسك به معظم القوى الفاقدة الثقة بنفسها وقدرتها على السير في قانون أكثر عدالة للتمثيل الشعبي لما يشكله من خطورة تعرية حقيقة تمثيلها المضخم وهو القانون الأكثري وإلا فالتأجيل لأقرار قانون الأنتخابات النسبي نتيجة المطالبة به من قبل قوى سياسية فاعلة ومؤثرة سياسيا وشعبيا .
لابد أولا من طرح سؤال حول مقولة صحة التمثيل من خلال القانون الحالي وما هو المقياس و هل هو تمثيل رعاة الطائفية والمذهبية المتجذرة في حركة النظام اللبناني أم أنه تمثيل للقوى السياسية الحية الرافضة لواقع المحاصصات الطوائفية والمذهبية والتي تناضل في سبيل وطن على أنقاض المزرعة القائمة حاليا؟؟؟؟
لنفترض أن الأربعين في المئة والتي تشكل القوى الوطنية والتقدمية والقومية والجمعيات والشخصيات العلمانية ذات الثقل الشعبي موزعة على مساحة لبنان ومع ذلك فإنها تفشل في إيصال نائب واحد الى البرلمان بسبب القانون الأكثري المفصل على مقاس القوى المذهبية والطائفية والتي وبرغم خلافاتها الإستراتيجية ظاهرا إلا أنها تتكاتف وتتحالف في الإنتخابات النيابية يساند بعضها بعضا وتشكل تسونامي ومداحل تغرق وتقضي على أي أمل في التغيير وتغيب نصف المجتمع أو أقل قليلا عن المشاركة في الحكم والسلطة وما الحلف الرباعي إلا نموذجا لذلك ,فأين العدالة وأين صحة التمثيل في ذلك ؟؟؟
لب مأساة القوى التقدمية في لبنان هي في هيمنة وسيطرة القوى المضادة من تحالف الطوائف وآتفاقها على عزل القوى التقدمية ومحاصرتها وفي أفضل الأحوال آستغلالها في مكان ما دون أن ترفع عنها سيفها المسلط في الإستحقاقات المفصلية لأبقاءها على هامش الحياة السياسية أو أفقادها الفعالية والتأثير .
لا تتوقف سلبيات القانون الأكثري على الخلل الكبير في صحة التمثيل وما يترتب على ذلك ,بل يتجاوز ذلك الى ما هو أسوأ,فالتخلف الإجتماعي وانعدام الوعي الوطني والقومي من أبشع نتائجه ,ولا يمكن له أن يساهم في احداث اي تطور اجتماعي او سياسي لآنعدام قدرة القوى الإصلاحية أن تكون في موقع القرار والتأثير في حين يشكل هذا القانون تكريسا للتقوقع المذهبي والطائفي وزعاماتها مما يخلق هوة وتباعدا على المستوى الإجتماعي بين المكونات نتيجة الخطابات التعبوية وهيمنة الفكر الشمولي مما يجعل الوطن دائما في حالة من التوتر والتمترس خلف زعامات الطوائف ومصالحها الشخصية وآرتباطاتها الخارجية لتصبح الدولة مجرد مزرعة يتشارك فيها أصحاب النفوذ يتقاسمونها حصصا ومواقع دون النظر الى مصلحة الوطن والمواطن المغيب الصوت في همروجة الضخ والتعبئة والمذهبية والطائفية ,فالقانون الأكثري ضمانة لهذا الواقع الشاذ وضمانة لمصالح رعاته ومحتضنيه والمتمسكين به بقدر ما هو مقتلا للمواطنة والإنتماء السليم لمنطق الدولة ,في ظل القانون الأكثري لا يحلم أي مواطن لبناني بدولة عادلة خالية من الفساد الذي يبدأ من أعلى الهرم ويتغلغل في مفاصل الدولة ووزاراتها وأداراتها حتى أصغر موظف ,فالكل يحمي الكل والكل يمتلك المناعة الطائفية والمذهبية في وجه القضاء والمحاسبة ,وهذا إفراز طبيعي ,فقانون فاسد لا بد وأن ينتج طبقة سياسية فاسدة ومفسدة ,حيث تبدأ حكاية التموضع في السلطة من إنتخابات يلعب المال فيها دور الرافعة الأساسية مدعوما بالخطاب التعبوي والتحريضي فتتم شراء الذمم والضمائر إضافة الى آستغلال أموال الدولة التي يستطيعون آستخدامها كرشاوي مقنعة للمواطنين من خلال تقديم الخدمات المدروسة آنتخابيا وفق موقع القيميين والوزارات التي يمسكون بها وقدرتهم على آستغلالها بعيدا عن مصلحة المواطن أيضا بل وفقا لمصالحهم ,إذا هذا القانون أس العلة وأس الفساد وأس التمترس خلف الطائفة التي تحمي والخوف من الآخر حيث الوهم يسيطرفي العقل الجمعي لكل طائفة وكل مذهب القائم على الخوف من الآخر ,هي الألغام الذي ترفض الطبقة المتحكمة والمتسلطة أن تنزعها من نفوس المواطنين كي تبقى متربعة على عرشها مطمئنة أن القوى الحية في المجتمع عاجزة أن تصل الى موقع تتمكن من خلاله أن تحدث تغييرا حقيقيا في بينة الدولة وفي مفهوم المواطنة وفي البنية الفكرية والنفسية للأجيال الصاعدة لتعيش في كنف دولة القانون والعدل والمؤسسات .
الحل يبدأ من خلال قانون التمثيل النسبي مبدئيا وفق صيغة تقلل من تأثير المال السياسي والخطاب الطائفي والمذهبي وإفساح المجال لصراع بديل متحضر أدواته برامج وأفكار وليس بذور فتن وتحضير أرضية لصراعات وحروب مستقبلية أو يبقى المواطن يعيش هاجس وقوعها في أي لحظة.فالقانون النسبي المخرج الوحيد لإنتاج طبقة سياسية ,أو في الحد الأدنى يفسح المجال أمام القوى المهمشة والمحاصرة بالوصول الى مواقع الفعل والتأثير في مسار تحديث النظم والقوانين وإنتشال الدولة من وحل الطائفية والمحاصصة وإخراجها من منطق المزرعة الى منطق الدولة والتي لن يقوم لها قيامة دون إلغاء الطائفية السياسية من النصوص ومن النفوس .
فهل تتغلب المصلحة العامة ونضع مستقبل أبناءنا نصب أعيننا ليعيشون في وطن خال من رهاب الآخر والفساد أم سنبقى أسرى قوانين تنتج وتتناسل فسادا وزعامات ليعيش أبناءنا في مزرعة تتقنع بوجه دولة؟؟؟



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ميكافيلية)الحريري ..خطاب(حقل)الشارع وتنازلات(بيدر السلطة)!!
- تأتأ البيان الوزاري ..فسقطت (المحكمة الدولية)
- أكاد أرى وطني منبحة ....وذئابا وعواء...
- لو كان الحريري شجاعا...لفعلها
- دم عبثي ...يكتب قصيدتي وهزيمتي
- شرف العروبة يا جدي ....في سوق القوادين تعهر
- يا هذا الإعرابي في صحراء الغربة والذل ..
- أنقذوا حلب....يا بقية العرب !!!
- التطبيع الإعلامي .. أم.تي.في.نموذجا
- ألهندي الأحمر ليس وحيدا ….فهناك عربي أحمر
- عُقد تشكيل الحكومة: التحالفات الجديدة..الطائف..قانون الإنتخا ...
- ثلات ثنائيات....وأحادية متعثرة
- الخطاب التعبوي المذهبي
- من يوميات بدوي(1)
- تعقيدات تأليف الحكومة اللبنانية !!!
- تشكيل الحكومة اللبنانية .....كيدية وأستئثار...وماكينات إنتخا ...
- عن العروبة نكتب …لتبقى فلسطين الشّهيدة والشاهدة !!!
- ذئب يوسف
- كل الأمة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - قانون الإنتخاب الأكثري ..الحارس الأمين لدولة المزرعة والفساد.