التطبيع الإعلامي .. أم.تي.في.نموذجا

خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 05:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ينص القانون اللبناني في المادة 285 من قانون العقوبات اللبناني المتعلقة بالصلات غير المشروعة بالعدوالصهيوني أنه "يعاقب بالحبس سنة على الأقل، وبغرامة لا تقل عن مئتي ألف ليرة لبنانية، كل لبناني وكل شخص ساكن لبنان، أقدم أو حاول أن يقدم مباشرة أو بواسطة شخص مستعار على صفقة تجارية، أو أي صفقة شراء أو بيع أو مقايضة، مع أحد رعايا العدو أو مع شخص ساكن بلاد العدو"
ولأن ما حصل منذ سنوات وحتى اليوم مع محطة ال (أم.تي.في_mtv) من تطبيع( غيرمقنع )سأورد أبسط تعريف للتطبيع وهو(التطبيع هو أي تصرف أو عمل، ماديًّا كان أو معنويًّا، فرديًّا كان أو جماعيًّا، من شأنه جعل وجود "العدو الإسرائيلي" في بلادنا وفي عقلنا وتفكيرنا أمرًا طبيعيًّا بما يعني ذلك من تخل نهائي عن حقوق أمتنا في بلادنا وأوطاننا وما فيها وعليها.)وهذا ما دأبت عليه المحطة المذكورة منذ سنوات ,ففي العام 2013 أوردت خبرا في نصه آعتراف بالتواصل مع مصدر صهيوني في تقرير لمراسلها بالقول(مصادر عسكرية أسرائيلية أكدت لنا أنه لن يكون هناك رد على العملية وأنهم بآنتظار نتائج التحقيقات...!!؟؟؟)الأمثلة كثيرة ويوميا تمر وتتسلل بالخبر دون أي حرج حيث ألغت فلسطين من على الخارطة التي تعرض على شاشتها ووضع إسم(إسرائيل) وبالخط العريض متجاوزة كل الخطوط الحمر .
هذا من ناحية قانونية ومن ناحية تعريف التطبيع مع العدو سياسيا,,أما من ناحية أخلاقية لا يمكن العتب ولا اللوم فهذا الإعلام لم يكن يوما في وارد أن يحمل قضايا وطنية أو قومية ولكن بالحد الأدنى المطلوب أن يتمتع بقليل من الحياء يمنعه من التطاول على مشاعر جمهور واسع من (المتخلفين المؤمنين بالمقاومة)وعن العصروما زالو يحملون في أفكارهم ووجدانهم وحركتهم عقيدة العداء لهذا الكيان ولا يعترفون بشرعية وجوده حتى لو وقعت كل أنظمة العارأتفاقيات مذلة معه ,لأنها إتفاقيات تعني الأنظمة المرتكبة هذه الموبقة ومن يسير في ركابها ولكنها لاتعني الجماهير المغلوب على أمرها لامن قريب ولا من بعيد ,ولأن هؤلاء (المتخلفين) من ذوي الثوابت الوطنية والقومية والإنسانية (بآعتبار الصهيونية عدو الإنسانية وليس العرب فقط)ليسوا قلة بل جمهور واسع يمتد من المحيط الى الخليج ,ومنهم من يعيش تحت حراب وبين أنياب هذا الوحش الذي ينتهك يوميا كل الحرمات من الفردي الى العام ومن العادي الى المقدس ومن المسلم الى المسيحي وجب على هذه الأبواق الإعلامية أن تخفي تعاطفها مع توجهات مرحلة السقوط العربي لمصلحة الصعود الصهيوني وآنتصاراته المقنعة بوجوه عربية ولإسلامية ,فإذا كانت الأنظمة وقعت في الخطيئة القاتلة ومع ذلك فشلت في تطويع شعوبها لتقبل هذا السلام الملغوم فكيف بها تستطيع فرض التطبيع معه إلا إذا كان الإعلام التي تحوم حوله الشبهات يروج لهذا الجرم مع سبق الإصرار وليس مجرد سقطة عابرة كان هو الأداة الأكثر خطورة وقدرة على تحطيم الحواجز النفسية والتسلل الغير مشروع بالصوت والصورة الى كل البيوت لتشكل رأس حربة تعبث بوعي (المتخلفين)وتحطم الصورة النمطية لعدو الأمة الأساس وتقبًله كموجود مشرعن الوجود وإلغاء ومحو فلسطين عن خريطة إعلامهم بكل ما تعنيه من تاريخ وجغرافيا وشعب وأرض ومقدسات وحق مغتصب ؟؟؟
لن نناقش ولن نفتح ملفات كل محطات التطبيع ,فطرحنا موضوع الmtvكنموذج فج دون قناع بالتواصل من جهة وبالأعتراف بهذا الكيان المغتصِب لأرض شعب يمارس) سياحة التشرد والقهر والموت منذ ستة عقود ونيف (يمارس) على يد هذا الكيان السرطاني .وهذا الموت الممهور بختم النجمة السداسية منذ نشؤه والعابرللدم الفلسطيني الى دماء كل العرب من لبنان الى سورية ومصر وكل بقعة طالتها آلته الإجرامية.
نضع هذا الموضوع في عهدة (المجلس الوطني للإعلام) فالمقاومة كما لها رب يحميها لها رجال يحفظون حدها الأدنى في مواجهة الإختراقات لثقافة بيئة المقاومة الممتدة على مساحة الوطن العربي من أقصى اليسارإلى أقصى اليمين الذي يؤمن أن الهزيمة والحروب العبثية التي غيبت وأضعفت المواجهة مع الصهيوني لمصلحة صراع الأمم ومصالحها لن ينهي الحد الأدنى من المقاومة ..حتى يحدث الله أمرا,,,,
عدم الإعتراف بالكيان الصهيوني مقاومة ..
مواجهة التطبيع مقاومة ..
تفعيل مكتب المقاطعة مقاومة...
الثبات على موقف العداء وإيماننا المطلق بآستئصال هذا الكيان مقاومة ..
طعن مستوطن مقاومة ..عدم شراء سلعة صهيونية مقاومة..مقاطعة إعلام يعترف بالكيان الصهيوني مقاومة...الصبرعلى ما تمر به الأمة من صراعات تمزق الأمة وتفتتها وتشرذمها ..مقاومة .
نبذ الطائفية والمذهبية ..مقاومة .....
مقاومة الإعلام (المطبع)في هذا الزمن .....مقاومة .

#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل