أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صيرورة التاريخ المزرية














المزيد.....

صيرورة التاريخ المزرية


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 02:29
المحور: الادب والفن
    


متى كانت الأشياء (...)
توضع على الهامش،
و النقاط على الحروف؟؟؟
ليس صحيحا أن يظل الإنسان خلاصة كل أزمنة الطوفان ...
و تاريخ كل الذئاب،
و كل الخرفان !!!"(1)
هذا ما عودتنا عليه المنطقة،
طيلة الأشياء المتناقضة،
طيلة الخرفان المتناطحة،
و الذئاب المفترسة،
لأن الضرورات تبيح المحظورات،
في زمن الحضر الأبدي،
على أناس تأكلهم الشمس،
و لا يأكلون الأشعة،
لأن كل الأشياء تنهشها الذئاب،
من حيث لا تدري العقول المستيقظة،
أما العقول النائمة،
فهي تدري بأن الزمن ليس لها،
لهذا تغيب الأسئلة إلى الآبد،
"وحده الإنسان يعلن في حاسة المسكوت عنه / الحاسة المكبوتة
و المقموعة/ المحجوبة
تحسن الإقامة الجبرية إن اللوحة :
ضجر و فرح..
خير و شر ..
وجود و عدم ..
أعلى و أسفل.." )2)
وحده الإنسان يتساءل من أجل طي صفحة البؤس،
لكنه يظل قابعا كالكلب المسعور،
عندما يبحث عن نسر الغابة،
وحده الإنسان يأكل الخبز الحافي،
أو بالأحرى خبز و عنب،
أو بالأحرى خبز و لب دلاح،
و إن اختلطت الأمور حريرة و اشفنج،
في زمن انتقاء الفيتامينات من السم،
أو بالأحرى البروتينات من الحجر،
انه الأسفل يتنطع،
و الأعلى يصفع،
كالصاعقة في زمن الإختلاف،
من أجل الإختلاف،
أو بالأحرى، البحث عن شيء اسمه التغيير،
في زمن السكون: "كيف صار العبث حوارا ذكيا
بين الواقع و المجهول
أو بين المعيش و المحسوس
و كيف صارت الحياة في اللاحياة هي الحياة،
و كيف تكتسب الأراضي البورية خيرا"(3)
لتضاف للأراضي المسقية،
ليستفيد المستفيدون؟
و كيف تبنى الأشياء من عرق البشر؟
و كيف يأكل المرتاح من شيء اسمه الاستغلال؟
لتنعم المدن من المغرب النافع،
الذي لم ينفع في أمكنة مجهولة المعنى و الواقع
" و هنا لم يعد ما يقنعنا بأن الصبر مفتاح الفرج
في زمن لا يتداول فيه الصبر غير في قبائل الفقراء
و المعذبين"(14)
أو في أمكنة البؤس،
حيث يشتهي البؤس،
بأن ينحني أحجارا لا تحركه رياحا أو عواصفا،
و تتقارب المقاييس كلها،
لتستقبل الشمندر،
ليستقبل أفواها تتلذذ بحلاوة السكر المنعنع،
أثناء تصدير الخام إلى أمكنة مجهولة،
قد يكون الأعلى يحتوي الأسفل
في إطار تناقض المصالح،
بون شاسع بين هذه الثنائيات:
ثنائية التصدير و الاستيراد،
ثنائية العبد و السيد،
التي تصدق في قرن تلوث كل الاحتمالات
" ترى هل لابد من القول بأن اليأس كالجنس أو كالغضب؟
غريزة نقمعها بالأمل لنتظاهر بالفرح"(5)
و هل التسول كالفاقة
تدفع الجثث السفلى
لتستعطف الجثث العليا،
أثناء اختلاط الأسئلة
أمام هروب الأعلى
و بقاء الأسفل يستنشق ربيع الأمكنة المسيجة
في زمن الضياع
أم أن الأسفل تعود على الضياع
في متاهات القبائل المنسية،
في الفاقة،
أم هكذا تتكون الخصائص البشرية
عندما تتيه أجزاء من البشر في أمكنة النسيان ؟؟؟،
قد تكون حالات مزرية في ظروف مزرية،
في وضعيات مزرية،
تصدق في أمكنة،
و ظروف مزرية،
و تتمايل وفق صيرورة التاريخ المزرية،
لكن "ليس في استطاعتنا بالطبع أن نفسر
كيف يمكننا تعليق وجودنا على معتقدات ماكرة"(6)
و استجلاء المكر
لا يختلف عن دعاة المكر نفسه،
و إن اختلفت الأمور،
فان الاختلاف راح تناقضا وفق ثنائية :
الغني و الفقير،
أو لعبة البورجوازي و المأجور،
إن لم نقل الإقطاعي و القن،
وقت تجدد الحياة في مكان "عاجز عن التصدي للمتسلط عليه
فيلجأ إلى الاقتراب ما أمكن
من هذا المتسلط ،
و الرضوخ إليه"(7)
و في الاقتراب تظهر سلطة التسلط،
و إن احتار التابع،
فيلجأ إلى التملق،
لأن الحكاية من أولها،
متاهات السائد تنخر العقول،
و متاهات الأضرحة،
تقوي متاهات الخرافة ،
إنه هامش الصراع يتجلى في بساطة الإقطاع،
لكن:
"هناك كثير من الحزن
في الأفق
هناك الكثير
هناك حروب
ستحتاج أكثر من أي وقت
إلى حكمة ..."( 8)


الهوامش:

(1) (2) (3) (4) (5) (6) (7)على هاوية الأمل / احمد بيضي الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي بالمغرب العدد: 578 / 21 ماي 1999.
(8) هناك الكثير من الخراب / جمال المساوي العلم الثقافي/ السنة:28 / 29 نونبر 1997.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم ينتهي فينا
- امينة الزعري و - لن افكر في-
- حوار فايسبوكي مع الفنانة اللبنانية التشكيلية -نسرين شبيب-
- زمن التزاحم
- -عري التزمت-
- -تيمة الجمال- من خلال حوار فايسبوكي مع المبدع عادل المتني، و ...
- -الارض و المطر- من خلال حوار فايسبوكي مع الشاعر عبد الله سلي ...
- حوار مع الشاعر ايوب مرعي ابو زور
- حوار مع المبدع عادل المتني: الشعر و الفلسفة
- -الفلسفة و الشعر- من خلال حوار مع الشاعر السوري عبد الله سلي ...
- حوار فايسبوكي مع الشاعر السوري مرة اخرى (8)
- حوار فايسبوكي مع الشاعر السوري عبد الله سليط (7)
- حوار فايسبوكي مع الشاعر و الفنان عادل المتني(6)
- اثنان في واحد
- حوار فايسبوكي مع الموسيقار و الفنان كاردو بيري
- اليسار المغربي و التعليم أم التعليم بدون يسار؟
- صرخة مجنون العرب
- حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني(4)
- حوار فايسبوكي مع خالد الخياطي (3)
- كاترينا أو سوريا كما تصورتها قصيدة عادل المتني(4)


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صيرورة التاريخ المزرية