الديمقراطية: استنساخ المنطقة الخضراء على بقية قرى ومدن العراق.

كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم يبقى شيء أسوأ لم يستعمله الأمريكان على شعب العراق إلا القنبلة الذرية الكبيرة، التي ستبيد الجميع.وهل ستنجح تجربة المنطقة الخضراء الفاشلة.؟؟
من خلال المتابعة المستفيضة للأساليب العسكرية الأمريكية المتبعة في العراق، لم يتبقى شيء أخر لم يجربوه على راس هذا الشعب، الرافض للاحتلال ،من أخر الفسفور الأبيض إلى استراتيجية الضربات الجوية، التي أصبحت عنيفة بشكل وحشي، لا تفرق بين زارع قنبلة على الطريق وبين صبية يلعبون الكرة في احد أحياء الانبار. والقائمة طويلة من الأساليب ألا أخلاقية في تدمير الشعوب ابتداء من العراق إلى بقية سجون العالم السرية.
أخر التقليعات وحسب تقرير بثته وكالة الأسوشيتد برس هو إقامة الأسوار الترابية العالية حول القصبات والمدن العراقية تشبها بالمنطقة الخضراء المحمية بالاسمنت والغير بعيدة عن أيدي أهلنا في بغداد الرشيد. ونأخذ مثلا مدينة الصينية التابعة لمحافظة صلاح الدين، التي أقيم حولها سور ترابي يحيط بالمدينة من جميع الجهات بعلو عشر أقدام، مدعم بأبراج حراسه وبوابات لمراقبة خروج ودخول أهالي هذا المعتقل الجديد في زمن الحرية الشرق أوسطي، الذي بشرنا به "النبي" بوش اله العالم الجديد.
اسم هذه العملية(Verdun)**لا نعرف لماذا اختاروا هذا الاسم بالرغم من ماساته الدموية في الحرب العالمية الأولى، هل هو إشارة إلى إن من يدخل سوف لا يخرج إلا ميتا في هذه الأسوار المنيعة. ويقول معلق الوكالة: إن هذه الوسيلة الصارمة في الصينية جاءت بعد أسابيع من الهجمات الجريئة جدا، وبشكل يومي تقريبا بقنابل الطرقات التي تستهدف الجنود الأمريكان الذين يقومون بدوريّات في هذه القرية، التي تبعد 155 ميل شمال بغداد. وإذا أخذنا هذا السبب وهو قنابل الطرقات فهذا يعني إن جميع مدن العراق وقراه ستكون مسورة لأنه لا يمكن أن يخلو أي شارع في العراق من هذه القنابل.
ويقول الضابط الأمريكي المسئول عن العملية "سنمنع الناس السيئين من دخول المدينة، ووضعنا قوات عراقية لمراقبة الأسوار،" هذا يعني وضع شلة من المليشيات و البيشمركة لخنق سكان مدينة سنية. التي وصف إمام مسجدها الوضع بأنه سجن خانق كبير، لكن المشكلة والتي يدركها الأمريكان ونفس هذا الضباط الذي فقد اثنين من جنوده خارج أسوار هذا المدينة المحاصرة، فهل هذا يعني تسوير كل الطرق العراقية بأسوار!!! هذا إذا علمنا أن هناك أسوار كثيرة قد أقيمت حول مدينة الفلوجة وسامراء وغيرهما. إن هؤلاء الأمريكان يتصرفون بخطط عجيبة غريبة، فمن القصف الشامل للمدن إلى الحصار إلى بناء الأسوار كما يفعل الإسرائيليون، هل تعلموا هذه السياسة منهم، لا نعلم. الم يدركوا هولاء إنهم لازالوا يفقدون الجنود في الفلوجة برغم ما حصل لها!!.
طبعا هناك صمت رهيب من الحكومة العراقية الحالية على ما يجري في بقية العراق الأخر، لا يهمهم مادامت المدن التي تستباح سنية ومن يقتل من أهلها سنة لا يهمهم, أن تشن حرب جوية مستهجنة حتى من الأعلام الأمريكي وحذر من خطورتها اشهر الصحفيين مثل سيمور هيرش، ولا احد يتكلم..... ماذا تنتظرون القضاء عليهم جميع؟؟؟
**-
معركة Verdun من الحرب العالمية الأولى، كانت محنة لمدّة عشر أشهر بين الجيوش الفرنسية والألمانية. المعركة كانت جزء حملة ألمانية فاشلة للهجوم على الجبهة الغربية. كلا الجيشين الفرنسي والألماني عانا من خسائر في الأرواح كبيرة جدا (خمّنت الإصابات: فرنسا 540,000 رجل وألمانيا 430,000 رجل) ولا فوائد إستراتيجية كسبت لأي من الجانبين. إنّ معركة Verdun معتبرة لكي تكون إحدى أكثر الأحداث الوحشية للحرب العالمية الأولى

#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل