أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الخطيب - خلسة














المزيد.....

خلسة


حسام الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


كان ينتظرها كما اعتاد دوما في بئر السلم، هناك قبع في وسط الظلام الدامس واتشح بالسواد لئلا يشي عن نفسه، حاول الا يصدر صوتا بتنفسه السريع المتلهف من فرط الاثارة المعتادة ، ولكن دقات قلبه المتحمس توشك من قوتها أن تفصح عن مكانه
سمع خطوات علي السلم ، أحس أنها هي ، وإن تعجب لما أتت مبكرة هذه المرة ، أطل براسه في حذر، غير أنه سمع صوت سعال رجولي عنيف فعاد الي الأختباء مره أخري ، لم تكن هي ولكن كان ساكن الطابق الثاني يذهب لمناوبته الليلية المعتادة
مرت اللحظات بطيئة، كم يمسي الوقت بطيئا وأنت بانتظار وبالذات إنتظار ما تحب ، كل يوم يوافيها هنا ليسرق معها لحظات من الحب المحرم والمتعة المسلوبة
كان يحاول تخيل كيف سيقبلها هذه المره، هل سيقبلها قبلات سريعة قصيرة خاطفة أم سيجرب القبلة الفرنسية التي رأها في أحد الأفلام بالأمس
شعر بشئ ناعم يلامس قدمه فذعر وهو يكتم صرخة أوشكت أن تخرج من بين شفتيه وضرب الشئ بقدمه ليبعده ، سمع مواء غاضب ثم قطة تنسل من جواره هاربة إلي باب المنزل
أخذ يلتقط انفاسه من فرط ما شعر بالرعب ، حمد الله أنها لم تراه وهو في رعبه هذا فهو وان كان إبن الخامسة عشرة من عمره هو فتاها الشجاع الذي يحاول ان يظهر لها دوما الصلابة والجرأة ، أحس بالوقت يمضي من غير أن تنزل كعادتها لربما لم تجد عذرا للخروج من الشقة، ولكنه كذب نفسه، دائما تجد عذرا لتقابله ، تتعلل لوالديها بانها ذاهبة لشراء قلم من المكتبة او لتشحن هاتفها الجوال او لتزور جارتها وزميلتها بالمدرسة ، هي ابنة الرابعة عشرة بارعة في الكذب من اجله
أحس برغبة ان يكون شقيا لعوبا معها هذه المره، لربما تحسس اردافها الشهية ، او لربما ترك اصابعه تتسلل لما بين فخذيها ، ولربما ....
قطع حبل أفكاره الجامحة صوت دخول أحدهم من باب المنزل، عاد للاختباء ، وحاول أن يتعرف علي ماهية ذلك المتسلل في هدوء، كان الشاب الجامعي المغترب الذي قذفته قريته للدراسة بالمدينة الكبيرة ، يكبره بنحو أربع سنوات وبضع سنتميرات طولا وعرضا، والذي يسكن الي جوار المنزل
تعجب لماذا يدخل هذا الشاب هذا المنزل بالذات وفي تلك الساعة المتاخرة من الليل ، أبتسم بلؤم وهو يحدث نفسه " لعله أتي من أجل الارملة بالطابق الأول" صعد الشاب الدرج في حذر، أصغي هو السمع ليكتشف الي أي طابق ستقف الخطوات ، ولكن الفتي تجاوز الأول ولم يسمع طرقات او يسمع فتحا للباب
لام نفسه لسوء ظنه بالمرأة، وان كان قد تعجب إلي أين يذهب الشاب فالمنزل ثلاث طوابق فقط ، بالأول يسكن الموظف الليلي وزوجته وأولاده وبالثاني الارملة الشابة وبالثالث حبيبته ووالديها ، لم يسمع أي باب منهما يفتح ، صمت لعدة دقائق يفسر الموقف، قبل ان ينظر الي ساعته وهو يهم بالمغادرة لأن الوقت قد تجاوز موعدهما المفضل دون أن تاتي الفتاة لدرس الحب اليومي
سعي إلي الباب بخطوات سريعة ، قبل أن يتوقف فجأة وهو ينظر الي الدرج ، قرر الصعود عبر الطوابق الثلاثة وتوقف أمام الثالث ، أمام شقة حبيبته، لم يسمع صوتا من الداخل ، يعرف أن والديها بالداخل بالتأكيد، يكاد يسمع صوت التلفاز الدائر، نظر إلي الباب الموارب المؤدي الي السطح، فسعي اليه ، فتح جزءا منه يكاد يكفي ليلقي نظرة خاطفة
هناك وسط الظلام ومع رياح خفيفة تحرك ملابسها الداخلية المنشورة علي حبل الغسيل، رأهما في وضع جمح له حصان خياله كثيرا واشتهي أن يفعله في الواقع
لحظتها أدرك ان الفتاة قد كبرت علي لعب السلم وانتلقت الي مستوي اخر ، الي لعب السطح



#حسام_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضرع
- عصفور
- ندم قابيل
- المتعة المسروقة
- الزيارة
- قدح الشاي
- قاتل أبيه
- فوضي الفتاوي
- اشكال الاسلام المرفوضة
- المسرح الاسلامي
- السينما الاسلامية
- البدائل الاسلامية
- مشروع مصر المستقبل


المزيد.....




- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الخطيب - خلسة