مشروع مصر المستقبل

حسام الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مصرهي اقدم دولة في التاريخ ومفتاح التغيير في العالم كله فمن يتربع علي سدة حكمها يقوي به العالم ان كان قويا ويضعف به التأثير ان كان ضعيفا, وقد خاضت مصر عدة تجارب من اجل الوصول الي شكل الدولة المتحضرة لعل اول هذه المحاولات في العصر الحديث تجربة محمد علي باشا والي مصر من اجل بناء دولة عصرية ترث الخلافة العثمانية ثم تجربة اسماعيل باشا في بناء مصر علي غرار العواصم الاوربية غير ان كلا التجربتين باءت بالفشل لظروف خارجية
ثم عاد الامل يتجدد بعد قيام ثورة يوليو بمشروع حضاري جديد لمصر لنشهد احلام مثل كتاب كل ساعة واوبرا في كل قرية ووحدة من المحيط الي الخليج ولتخرج اول سيارة مصرية الي الوجود قبل ان يتحطم الحلم الجميل مع انتهاج سياسة الانفتاح ثم الخصخصة وتكالب الفساد علي مصر.

اذن نحن نجاهد منذ اكثر من مائتي عام من ان نتلمس طريقنا في الظلام وان نأخذ مكانتنا الت يتتناسب مع امال وطموحات وقدرات شعبنا العظيم كريم العنصرين ويتناسب مع اسم وتاريخ مصر في المحافل ولكن لاسباب داخلية وخارجية كثيرة فشلت مصر فشلا زريعا في تحقيق ذلك وسارت في طريق الانهيار حت يعجزت عن حل مشكلة توفير الخبز لمواطنيها مما اعادنا عشرة قرون من الرجعية الي الوراء والسبب كان الادارة الفاشلة في الثلاثين سنة الاخيرة لحكومة الرئيس مبارك

وحاليا ونحن علي اعتاب انتخابات الرئاسة في 2011 وهناك امل في التغيير خصوصا وان الاسماء المطروحة بقوة لها ثقل سياسي وخلفية ثقافية ضخمة وتحلم هي الاخري بالتغيير فنحن نجدد الحلم بان نري مصر متقدمة قوية عصرية علي يد احد من هؤلاء ولا يعنينا ان كان مسلما كالبرادعي او قبطيا كممدوح رمزي ولا يعنينا ان كان عالما كاحمد زويل او داعية معمرو خالد ولا يعنينا ان كان كبيرا في السن كعمر سليمان او صغيرا كحمدين صباحي ولكن ما يعني هذا الشعب العظيم البائس الا يكون ابن النظام كجمال مبارك

ولكن ما اعيب عليه لدي كل المترشحين للرئاسة او المتنافسين عليها انه لم ياتي احد منهم بمشروع حضاري متكامل لمصر , لم يخطط احد مشروع يشمل كل ما يمس انشطة الناس الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بل وحتي الرياضية بل ويمتد ليمشل الاراء والمواقف السياسية تجاه جميع الدول .

نريد مشروع حضاريا للمائة سنة القادمة يهدف لي جعل مصر دولة رائدة ويمكن ان يقوم المرشح للرئاسة بتشكيل لجنة من نوابغ مصر في كل المجالات علي غرار ما فعله الرئيس الامريكي ابن الحرب العالمية الثانية من تشكيل لجنة تشمل عقول امريكا المفكرة والمبدعة تحت اسم ترسانة الديمقراطية

نريد مشروعا عملاقا لا ينسي صغيرة او كبيرة ينقب البلاد ويشارك كل احلام الطوائف والملل والنحل في مصر من اجل الوصل الي صياغة عبقرية خلاقة يرضي عنها الجميع . نريد مشروعا ينهي العداء مع ايران وينزع الكراهية من السعودية ويصلح الشقاق مع الجزائر ويرسي قواعد عادلة للتطبيع مع اسرائيل وياخذ نفوذا لدي دول حوض النيل

نريد مشروعا للمستقبل ينشئ لنا عاصمة جديدة لمصر في قلب الصحراء تستوعب السكان وتحد من اختناق القاهرة وتزيد من فرص الاستثمار كما نريد مشروعا يحل مشكلة الغام العلمين ويعيد لنا اثارنا المنهوبة في الخارج. نريد مشروعا يساعد في وصول المياه الي مدينة الشروق والي وصول الصرف الي قري مصر وصول المترو الي الاسكندرية والغاز الطبيعي الي اسوان

نريد مشروعا ننتج فيه فيلما كل يوم وكتبا كل ساعة ونجد اوبرا في الاقصر واخري في شرم الشيخ كما نجد سدا عاليا جديد في قنا او سوهاج , مشروعا يضمن حقوق البسطاء العاملين في كل دول العالم من شعب مصر ويحافظ الا ينهب الغرباء مواردها

نريد مشروعا يدعم خروج اول وكالة انباء مصرية واول سيارة مصرية واول طائرة وان نخرج الي كأس العالم بدون الدعاء فقط مثل المستضعفين , نريد مشروعا يراعي عودة القطن المصري الي سابق مكانته واسترداد مكانة الازهر والكنيسة كما كانوا في كل دول العالم

نريد مشروعا يضمن للاقباط حرية بناء الكنائس وللاخوان حرية الحركة وللبهائيين حرية كتابة العقيدة وللنساء حرية السفر وللشباب حرية التعبير وللفلاحين حرية الاقتراض وللسجناء الحق في الخلوة الشرعية

نريد رئيسا مثقلا بمشروع لم يدع كبيرة او صغيرة الا احصاها وياتي الينا مع شخصه الكريم ومع مشروع مصر الحديثة متلازمين حتي نستطيع ان نسلمه قيادة شعبنا ومستقبلنا بدون خوف او قلق وحتي لا نصيع ست سنوات اخري ونحن نتحسر علي سوء اختيارنا

فالي الررئيس المنتظر لمصر اينما كنت وايما كنت اريد منك ان تبدأ التفكير في مشروع لمصر المستقبل

#حسام_الخطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل