عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 05:12
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
تأملي اللوحةَ السابعة
تزدحمُ بالألوانِ الحمراءَ والوجوهِ المهزومةِ
وخرائطَ لوطنٍ يتمزَّقُ مثلَ القلب ..
انظري إلى سمائِنا ترتدي ثوبَ الغَضب ..
كلُّ النُّجومِ اطفِئَت
سوى نَجمةٍ هناك
كأنَّها اشارةٌ ضوئيَّةٌ على مَفرقِ طُرقٍ خالية
إلا من عربةٍ مُعطلة
تأملي وجهَ امرأةٍ نصفَ عارية
بنَهدٍ واحدٍ وشَفةٍ مُشقَّقَة
كأنَّها أرضُ حورانَ في تموز
ثمَّةَ طَعنةٌعلى فخذِها الأيسر
ينزفُ ...
فيرسمَ وطناً جديداً كعينيِّ طفلٍ
يطاردُ فراشة
وهناكَ في الزاويةِ السفلى
جدارٌ وبقايا سفينةٍ مخرومةٍ وشراع
وطفلٌ هاربٌ من مِديَة
وآثارُ كهفٍ مهجورٍ
يحرسُهُ كلبٌ دونَ نُباح
ونفرٌ مِن الرِّجالِ
تحسَبُهم أيقاظاً وهم أموات
ليتَ الطفلَ ما مات
وليتَ الجدارَ ما كانَ جدار
وليتَ البحَّارَ فكَّ أسرارَ الموجِ
وأدركَ ما تقولُه الرِّياح
آخرُ اللوحاتِ امرأةٌ وطفلٌ وبحرٌ وشِراع
ووطنٌ يُذبَحُ يوماً ويوماً يُبَاع
والكلبُ هناك ..
ما زالَ باسطَ الجسدِ وباسطَ الذِّراع
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟