أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - حين تحكي٢ في مدح القراءة بكامل وعيك














المزيد.....

حين تحكي٢ في مدح القراءة بكامل وعيك


سماح عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


كتبت: سماح عادل
القراءة بهدف أفضل من القراءة بشكل عشوائي، عليك أن تحددي منذ البداية لماذا تقرأين، فالأفضل أن تكوني واعية بدور القراءة في حياتك، ولا داعي للقول أن ذلك لابد وأن يسبقه تحديد لأهداف خاصة في حياتك.
إذا كانت القراءة بهدف التسلية وتمضية الوقت لا مانع من ذلك، أما اذا كانت وسيلة لتحقيق أحد أحلامك كأن تكوني كاتبة مثلا، أو لتطوير مهاراتك وإكسابك قدرات جديدة فلابد أن تحددي المجالات التي لابد وأن تقرأي فيها، هناك مئات من الكتب، خاصة على شبكة الانترنت والتي توفرها مجانا، عليكي ألا تنساقي وراء الكتب ذات العناوين البراقة، أو تلك التي يعلن عنها أنها الأكثر قراءة أو الأكثر تحميلا، حددي في دفتر ملاحظات المجالات بدقة التي تنوين القراءة فيها، اختاري بعناية الكتب، ولا مانع من تصفح فهرس الكتاب أولا قبل البدء في قراءته توفيرا للوقت، وأهم نصيحة لا تجبري نفسك على إتمام كتاب لم تستمتعي بقراءته أو شعرتي بعد ما بدأتي في قراءته أنه غير مفيد.
هناك طريقة اتبعتها منذ بدأت القراءة، وهي أن أسجل عنوان كل كتاب أتممت قراءته، واسم الكاتب، في دفتر خاص بذلك، أسميته دفتر قراءاتي، كنت في البداية أدون تاريخ اليوم الذي أنهيت فيه الكتاب، وملاحظات بسيطة عنه، ومع مرور الأيام أكتفيت بالعنوان واسم المؤلف، هذا الدفتر هام جدا، لعدة أسباب أولا لأنه يحسن مزاجيتي عندما تسوء، التقليب فيه و معرفة اعداد الكتب التي قرأتها يعطيني طاقة إيجابية ويشعرني أني لم أضيع وقتي، ثانيا يجعلك ترصدين تطورك الفكري وكيف أثرت فيكي كتب معينة وهل استطعتي التقدم أم لا.
مع الوقت ستكتسبين خبرة وحدسا لمعرفة الكتاب القيم الذي يستحق القراءة من عنوانه ومن الفهرس وأحيانا من المقدمة قبل قراءة كلمة فيه، كما يفضل ألا تعتمدي على آراء الآخرين بشكل كامل لأن لكل شخص منا ذوقه وميوله وحتى أهدافه من القراءة، اعتمدي على حدسك وعلى سعيك وراء الكتب.
فيما يخص حلمي في أن أكون كاتبة روائية انجذبت، منذ بداية طريق القراءة، إلى الروايات، وكان لدي صعوبة في فهم الكتب البحثية والعلمية، خاصة تلك التي تتناول السياسة والاقتصاد، ربما التاريخ جذبني، وطالما كان ذلك مصدرا للشعور بالذنب فقد اعتبرت نفسي جاهلة أميل إلى القراءة السهلة والممتعة حكمت على نفسي أنني لن أصبح مثقفة أبدا بمعايير الوسط الثقافي لدينا، لكن مع مرور السنين أقتنعت أن هذا ما اخترت أن أفعله في الحياة، أن أتلذذ بالروايات، أعيش في عوالمها الخيالية، وأصنع فيما بعد عوالم أخرى، وأرسم أجواء ساحرة وشخصيات متميزة، علينا أن نتقبل ما نريده ولا نفرض على أنفسنا معايير خارجية قد تحد من إبداعنا وتقتل أحلامنا، من تستطيع فهم ذاتها، وتقصي رغباتها وميولها عليها أن تستجيب لهذه الرغبات والميول وتطويرها، لابد أن نفعل ما نجيد فعله وما نتلذذ به.
اكتشفت أيضا طريقة أخرى أفادتني كثيرا، وهي عمل قراءة متسلسلة لكاتب ما، أهداني عقلي إلى تلك الطريقة في لحظات حيرة وصراع مع الذات، كنت وقتها أفتش عن دليل يرشدني كيف أصبح كاتبة، وفكرت أن اتتبع كاتب ما لأعرف كيف تطور أدائه كروائي، أخذت أقرأ كل رواياته، التي استطعت الحصول عليها، وانتهجت القراءة المتسلسلة فيما بعد، فهي تكشف كيفية تطور الكاتب كما تبين أفكاره وميوله وآرائه تجاه الحياة وهل تغيرت أم تعمقت مع مرور العمر، كما تكشف خيباته وتبين للقاريء ما علق في ذاته وظل يظهر في أعماله، عرفت أن الكاتب لا يستطيع أن يكون محايدا، وأنه يكتب ذاته في كل مرة يدعي فيها أنه يجدد في صناعة شخوصه، يسكب جزء من ذاته بانفعالاتها وتوجهاتها وخبراتها الحياتية وحتى ميولها الدينية والأخلاقية داخل الشخصيات حتى تلك التي يعتقد أنها أبعد ما تكون عنه، وأن هناك عقد ما تظل تطل في حكيه عقد تراكمت عبر الزمن وتأصلت في نفسه، عرفت أن أول خطوة لأكون كاتبة هي التعمق في ذاتي وفهمها جيدا حتى أستطيع بعد ذلك التعمق في ذوات الآخرين وفهمهم ورصدهم أو تخيلهم في عالم روائي.
وفي النهاية لابد وأن تقرأي وأنتي بكامل وعيك حتى حين تتلذذين وتعيشين في الخيال، ليكون كل كتاب خطوة تقربك من حلم ما تريدين نسجه.



#سماح_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تصبح القراءة حلما
- سكر متذبذب الحضور
- في -وحيد القرن- الحب يخلص الإنسان من حيوانيته
- باتمنى أعيش في الحياة ...طيف
- الرواية حلم مراوغ
- ضعف
- شتاء
- موت
- تناقض مقبول
- حوار مع المبدع كرم صابر
- عزلة
- في داخلي قمر
- أصبحت سافرة
- بين خانتين
- رواية رائحة كريهة صوت البرجوازي الصغير المهمش
- ...............!!!
- يوم عادي لفتاة ليست عادية بما يكفي
- تضامنوا معنا ضد إفقار ال مصريين تضامنوا معنا لإلغاء تجارة ال ...
- عرض كتاب السيرة الهلالية لمحمد حسن عبد الحافظ
- لا ألم في حوض الماء


المزيد.....




- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة
- صور عن جمال الحياة البرية ستذهلك


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - حين تحكي٢ في مدح القراءة بكامل وعيك