أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - يوم عادي لفتاة ليست عادية بما يكفي















المزيد.....

يوم عادي لفتاة ليست عادية بما يكفي


سماح عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
مع مقاربة انتهاء الثماني ساعات تبدأ اليقظة نصف المتحققة , انتزاع وعيها الكلي من الجو الحلمي الذي في الغالب يكون مفزعا . زملاء العمل والمديرة في متاهة علاقات , تختلط فيها صورة المديرة بصورة الأم , في أحداث ليست منصفة تماما لها , لكنها لا تخلو من مراعاة. تصاعد في الاحداث لتكون البطلة الزميلة التي تضايقها حاليا . يتشاجران. تستطيع هي ضربها بعنف.ولمها في كيس بلاستيكي كبير. وهي ما زلت حية. ثم تشفق على أطفالها فتتركها تخرج من الكيس. وتبحث معها عن الأطفال في جو افلام امريكية .يتكفل جرس المحمول بإرجاع وعيها لكليته . تسكته . تعود للوسادة , جازمة بألا تطول الاستراحة أكثر من دقائق . تغمض عينها ,كي تنتقل بالتدريج لحالة اليقظة .

تنادي أمها:
- يا ... هي الساعة كام ؟
تتمنى لو تغير هذا السؤال , فجملة ( هاتقومي امتى ؟) أفضل لأنها تتكلف رد مقتضب , يتكون من كلمة واحدة ( طيب ) . أما هذا السؤال يتطلب فتح عينيها ,ورفع نصف جسدها الأعلى لتنظر الى الساعة , المعلقة على الحائط , في الصالة المواجهة لباب غرفتها , وبالتالي للسرير . تدقق في الساعة – وهذا يعني يقظة مفاجئة - وترد:
- ثمانية و10 .


بالاضافة إلى أن أمها لن تهتم كثيرا بماهية الوقت . لأنها في كل الأحوال لا تستيقظ الآن .إنها فقط حيلة لإفاقتها . تنسى دوما أن هذه الساعة تقدم عشر دقائق ,عن الوقت الأصلي . تتعمد أمها تقديمها , لتترك لهم 10دقائق إحتياطية .
هذه العشر دقائق أيضا تجعلها تهب من السرير. وهي تخلع نصف الملابس . تدخل الحمام . يرتفع صوت تبولها ,لتهدأ أمها تماما بعد أن تقول :
- مين اللي بره؟
- انا يا ماما .مين يعني عفريت .


تفتح صنبور الحمام بحذر . لكي يغسل المنطقة ,التي لابد من غسلها فقط . تنشف جيدا قبل أن يتثلج الجلد . تفتح شريط رفيع لصنبور المياه ,على الحوض . تغسل يدها أولا بالصابونة . لكي لا تشعر بوطأة ثلجية المياه . تسحب الفرشاة . تضع المعجون . تدعك أسنانها جيدا . وهي تتذكر أنها نست مجددا أن تغسل أسنانها قبل النوم . تعيد قرارها بأن تغسلها اليوم .لأن التسوس ينشط أثناء الليل . ولأن السنة الأمامية إلى اليسار تآكلت .وهذا بداية الزحف . تمليء كفها بالماء . تضعه في فمها مرات .إلى أن يزول طعم المعجون . تنظر للساعة ذاتها.

الثامنة والثلث صباحا . تمسك بالصابونة بين كفيها . تديرها ثلاث مرات . تتركها في الصبانة . تضع الرغوة على وجهها . وهي تقرر سريعا الملابس التي سترتديها . حتى لا تستغرق اكثرمن 10 دقائق أخرى . وبيد واحدة تغسلها بماء وتمسح على وجهها . لا تعيد ذلك رغم دهنية بشرتها . وتترك للفوطة باقي الأمر . تسرع للغرفة . تنشف وجهها جيدا . تغلق الباب . حتى لا يدخل هواءا باردا . تترك النور مطفأ أيضا . لأن النور ,في غرفتها المعتمة ,أكثر حدة من صوت أمها . تفتح الدولاب . منظم كما هو منذ ترتيبه يوم الإجازة . تخلع باقي الملابس . تضع فوطة بين فخذيها . حتى لا يتسلل الهواء . ترتدي المشد . وثلاثة باديهات . تنزع الفوطة من بين فخذيها . بعد التأكد من الجفاف التام . ترتدي سروالا وبنطلون صوف . وقع الاختيار على البنطلون الجينز الأزرق. ترتديه . والبلوفر المختار أثناء غسل الوجه .

الثمانية والنصف صباحا . تسحب الجورب في سرعة خاطفة . ترتديه . تضع الايشارب حول رقبتها ,في لفتين . شعرها مهندم . فهي ترفعه في إحكام . كما أن الايشارب ,الذي تلفه طوال الليل حول رقبتها , جعل الشعيرات الأمامية القصيرة نائمة في سلام . لن ترتدي الايشارب كحجاب . ذلك يجعل زملاء العمل يتسائلون ,في إنفعالات مختلفة ( استنكار – عجب- فرحة ).
- انتي لبستي الحجاب ؟
- لا انا سقعانة بس .

ارتداء قبعة صوفية ملفت . ترتدي الكوتش الكبير .أكثر راحة . ستتجاهل دعوات الزميلات لإنتعال "الصابوهات" وترضيهم بين وقت وآخر , بإنتعال "صابوه" دون كعب . قد لا يعجبهم "استايله" الستاتي . بقى البالطو الأسود الكبير . تضعه على الكرسي ,بجوار باب الشقة, والشنطة السوداء . بعد أن تضع المحمول في جيبها الأمامي. وتتأكد من النقود في المحفظة .تخرج جنيهين . تضعهم بجوار المحمول في الجيب الأمامي . تنظر للمرآة . تحت الساعة ( المذكورة ) .

ثمانية ونصف وخمسة صباحا . تدخل الحمام . تتبول . بضع نقاط . رغم الإحساس ,التهويلي, بوطأة البول . مياه باردة أخرى . تحرص على تقليلها . تنشف أيضا . لا تفكر في شيء آخر . ترفع البنطلونين. وتتأكد من السحابة . أنها كثيرا ما تتركها مفتوحة . لينتهي الأمر بتذكيرها في الشارع .من قبل بعض المتطوعين – الذكور – . ترتدي البالطو سريعا . تغلق أزراره الى منتصف الجسم .
- سلام يا ماما أنا ماشية.. تفتح الباب قبل عودة الهاجس البولي .
- مع السلامة يا... ربنا يحفظك في رعاية الله.

أول دفعة للهواء تستهدف الأذنين . ما تلبس أن تعتادها . تسير قليلا . عربة بولاق مليئة . لاتركب بجوار السائق . ذلك يعني حديث , تضطر فيه أن تجيب . وأن تتحمل إستعراض السائق لذاته . وجهد التعالي عليه . معلنة أنها باحثة . تركب في الخلف . صفين متواجهين لعربة نصف نقل . مغطاة ببطانية مهترئة . تندس وسط الركاب . تنظر لأسفل . تخرج نصف جنيه . تعطيه لمن قرر أن يلم الأجرة . من الركاب . تدخل في حالة خدر . لا تقترب كثيرا من النوم . إلا في دوران الأفكار. حلم اليقظة الحالي يحتاج للتفكير توقفت عند ....آه . توقفت عندما قررت أن تدخل ابنها الأول المدرسة . بعد إنجاب الطفلة الثانية .هي الآن – في حلم اليقظة – ولدت طفلتها منذ شهر تقريبا . وتحاول أن توازن بين العمل , ورعاية الطفلين , وزوجها أيضا – محمد حسن حبيبها - .

تتوقف العربة عند آخر الخط . تنزل السلم .المكون من درجتين. وهي تمسك بعامود حديد في العربة – يثبت الكوتش فاعليته – . تصعد سلم آخر . ترفع "البالطو" بيديها . ولا تجرؤ على مقارنة هذ الحركة, بحركة السيدات في الأفلام العربية القديمة . عندما يرفعن ذيول فساتينهن المنفوخة . عند صعود السلم أو هبوطه . سلم السرايا – كما يسمونها في هذه الافلام- .ذلك لأنها ترفع ذيل "البالطو" , حتى لا يمسح مخاطات الناس . المنتشرة على جانبي السلم . طريق حديدي ضيق. سلم آخر للهبوط . تكرار الحركة. مع حذر آخر .لأن هبوط السلم , بالنسبة لها, دوما يشي بالإنزلاق .

تعبر عربات مسرعة . تنظر للساعة. هذه المرة في المحمول .التاسعة إلا دقيقتين صباحا . تسند على عربة مركونة . تضع يدها وراء الجزء الملتصق بحديد العربة, من ردفيها , لتشكل عازلا . تنظر للأتوبيسات . تكتسب الأرقام معنا. (166) العتبة . قد يجعلها رقم( 966) تنتبه عند مجيئه من بعيد . لتعود ساكنة مرة أخرى .تؤجل الانغماس في الحلم . (926) تندفع مسرعة . يندفع الباقون . تركب من الخلف .تختار بمهارة شباك , ينفتح من الأمام . تستقر . ممتنة للقدر , الذي حافظ على ثباته لبضعة أيام . تفكر : النوم أم استئناف الحلم . تسند رأسها على الزجاج . الحلم أفضل.انسحب منذ فترة الإختيار الثالث : أم قراءة الكتاب . يرجع ذلك لأسباب تقنية . لها علاقة بأنها توقفت عن القراءة , غير المنظمة , لفترة . حتى تستطيع التركيز على عمل بطاقات رسالة الماجستير. وقراءة كتاب , ليس في مجال الرسالة , يشتت ذهنها . وكذلك هي لا تستطيع كتابة البطاقات , داخل الاتوبيس, . شجعها حبيبها على المضي في انجاز الرسالة . مستخدما كل أساليبه الهادئة والناعمة . إستجابت له . ولحلمها القديم . وأصبح العمل في الرسالة رهنا لمزاجيتها . ولطول صبر حبيبها . واصراره على جذب حياتها نحو عقلانية منظمة . لا مكان لجنونها فيه .


نديم – ابنها الحُلمي – توقظه , وتطعمه , وهما في طريقهما الى المدرسة . يظل يتسائل عن أشياء كثيرة . وهي تجيبه بهدوء وصبر. لكن كيف تتصرف بسلمي – ابنتها الحُلمية الأخرى – ستأخذها معها الى حضانة قريبة ...لا هذا ممل فكرت فيه من قبل . لتصنع حدثا مثيرا .. زوجها يخونها مع صديقته في العمل . رغم أن هذا الحدث تكرر كثيرا . مع كل أشكال حلم يقظتها . إلا أنه حدث ممتع . تشعر أنه ثري . ومحل تجديد. هذه المرة لن ترضى بالحل الهاديء . ستتشاجر بصوت عالي . وتهدده- هذا حل أقرب لنفسيتها غير الحُلمية . ولا يحتاج لجهد تأليفي – . سيغضب هو أيضا وينفعل – خاصة وأنه عنيد في الواقع . رغم نعومة صوته- . ثم يفكر في مدى أهميتها في حياته . تتوقف عند هذه النقطة . لتجدد إحساسها بذاتها – ترى هل تحتاج أن تفعل ذلك بشكل دوري؟ - . وقناعتها بأنها تحظي بمزيد من الرضا . من قبل معظم المحيطين . قد تقلق ذاتها ترديدات الآخرين انها طيبة ,ومع الأكثر صراحة , بلهاء ,. إلا أن ما يرضيها دوما إحساسها أنها محبوبة . على الأقل من زميلات العمل .على رغم تطاحناتهم الكثيرة . والمديرة . وأمها التي أصبحت تثني عليها كثيرا . ينشغل ذهنها بفكرة أخرى – هل بعد ما بلغت هذه السن ما زال رأي أمها له نفس الأهمية لراحة ذاتها؟ - . تفكر ان ثلاثة فقط – في هذه اللحظة- هم من تشكل تصوراتهم عنها مؤشرات لرضى ذاتها . حبيبها . أمها . مديرتها . الثلاثة على قدم المساواة . ليشكلوا مثلثا سحريا . الحب . والأهل. و العمل . عند حدوث مشكلة على أي مستوى , من المستويات الثلاث , يضطرب مسار حياتها . وتزداد نسبة التوترعن الشكل المعتاد .

عند ذكر التوتر تراجعت الافكار , لتدخل في الحلم مرة أخرى . يشعر زوجها بأهميتها . ويقرر قطع علاقته بالصديقة – ترى هل اختيارها لهذا الحدث بالذات له علاقة بحدسها الذي لا يخيب؟ - . ربما يكون محمد يتلاعب الآن . وذلك ما جعل ذهنها يختار حدث الخيانة . هي تثق بذهنها دوما . وبقدرته على اختيار الآفكار , التي تتناسب مع الواقع . حتى الغيبي منه . فدوما ما تفكر في أشياء تحدث سريعا . لن تزعجها فكرة الخيانة الآن . لأن ما يطفو على ذهنها الحدسي فكرة أكبر. صديقة لها تعاني من مشكلة في الإنجاب . رغم أنها انجبت من قبل , ومات الطفل . تليفت الأنابيب , التي توصل الحيوان المنوي للبويضة, بعد أن أهملت علاج أكياس على المبايض – لن تدقق كثيرا في اسم المرض. ستأخذه على علاته الى أن تعلم معناه- تتكرر العلامة . حينما تذكر طنط نجوي , زميلة في العمل, تبلغ الخمسين , انها لم تنجب ثانية, بعد ابنتها ,لأنها اصيبت بأكياس على المبايض .يتلبسها حاليا هاجس . ممكن تسميته "اكياس على المبايض" . يجعلها تتألم في المنطقة المذكورة . وتلح على حبيبها أن يأتي معها . لعمل آشعة على الرحم . وتفكر – تقريبا يوميا – فيما ستقوله للطبيب – تفضلها طبيبه- .
- انا اصلي اجهضت 3 مرات, مرة منهم الرحم اتفتح لوحده , هي أول مرة . تفتكري الاجهاض ده هايخليني ما أخلفش .
ثم تعود لتؤكد أن الطبيبة لن تعلم شيء , إلا من خلال الآشعة . يتملكها هاجس الخوف من انها لا تسرع في الذهاب للطبيبة . تفشل في العودة لحلم اليقظة . تضع رأسها على ظهر الكرسي المواجه . تغمض عينيها . وتذهب الى هناك . حيث تكتسب الافكار طعما آخر . يخلو من ثقل .تترك أذنها فقط متيقظة لأي شيء . وجنبها أيضا المواجه للراكب الآخر . على يمينها . ربما يغريه نومها بالتصاق من فخذه أو ذراعه . لم يحدث شيء . واذا حدث ذلك تقوم مسرعة تنظر له في غضب يجعله – اي رجل – يبتعد . تفيق . دخل الاتوبيس في الشارع المعتاد . يبدأ بمحل كبير للأسماك . يدعى البرج . لا تعلم ما علاقة البرج بالأسماك . تقوم لتخطو داخل الاتوبيس . ببطء . يقف السائق عند محطتها . تنزل بعد توقف تام للعجلات .

تسير ببطء .تنظر للساعة . العاشرة وعشرة صباحا . ترى هل أتت المديرة ؟ ما يهمها أكثر الاستشارية , غير المصرية, التي تدير عملهم . فمجيئها يعني يقظة كليه لها . وأيضا جلوس لمدة 6 ساعات , إلى مائدة العمل , دون اي طعام , أو سيجارة , أو أحاديث جانبية , ودون أي فعل أيضا , سوى كلام حول العمل , تقطعه هي أحيانا مطالبة بالإسراع , لتندفع الاستشارية غاضبة :
- ما تقوليليش خلاص احنا لسه ما خلصناش .
ورغم ذلك هي لا تنتقدها كثيرا , مقارنة بالزميلات. تدق الجرس . لا تجد سوي الزميلات .
- احنا هاناكل ايه؟
يقررن جميعا عمل أكل جماعي . يتفنن في إعداده . يملئن مائدة العمل . تدور الأحاديث . دوما ما تتزعم الحوار طنط نجوى ونادية . تتدخل أمنية بين الحين والآخر. كذلك سحر . تكتفي هي دوما بالصمت . اذا تكلمت زميلاتها الاربع فمن يسمعهن جميعا . قررت أن تتولى هي هذه المهمة .


تخرج أمنية وسحر من التنافس . عندما يجدن الصراع ملتهبا بين نجوى وناديا . تكتفي هي بالجلوس على الكنبة , الوحيدة بغرفتهم, ووضع شال على ركبتيها , وتوجيه أذنيها لمن ينتصر . ناديا لا تلتلزم بآداب الحديث . تقاطع دوما . دون اهتمام باتمام المتحدث لقصته . نجوى لأنها الأكبر سنا -فهى تفوق الجميع بأكثر من عشر سنوات - تحترم المقاطعة . وتنتهز اية وقفة لناديا لتدخل الى الحلبة مرة أخرى . ولا تلتفت للتكرار . خاصة وأنهن لا يعانون منه . بل قد يكررون نفس الاسئلة , التي سألوها في الحكي السابق . تتعجب هي من حساسيتها الشديدة للتكرار . ترجع ذلك لذاكرتها القوية . أو لأن من يسمع ينتبه أكثر ممن يجهز حديثا للعرض .

في المرات القليلة , التي تقرر فيها الحكي, تختار حدثا بسيطا . تجاهد في تكثيفه . رغم ذلك لا تتجنب قطعه سريعا . عندما تجد كل العيون تنتبه لها . او تلفيق نهاية . لا يدخل عجزها , عن عمل حكي مسرحي , ضمن اسباب قلق الذات . فقد حسمت ذلك منذ زمن , لصالح اعتبارات أخرى. وفي هذا العمل , أصبح رضا الاستشارية, عن عملها المتقن, تعويضا عن اندماجها الكلي, وسط الزميلات. وسببا قويا لهم لكسبها . بالاضافة الى أنها لا تنشغل بمعاركهن اليومية . مما يجعلها على الحياد .

تنظر في الساعة .الثالثة ظهرا . يتحركن في المكان . يستكملن الحوارات , حسب الاحداث الجارية . الرابعة ظهرا إلا الربع . يلممن بعضهن . تخرج معها ناديا . تقنعها بأن تركب الاتوبيس المكيف . ترفض . ( 926 )أكثر إنارة وأقل تكلفة . تنام مرة أخرى . يساعد الغروب على راحة أكثر . تنظر في الساعة . السادسة والنصف . يستغرق طريق العودة وقت أطول . تفتح أمها الباب . تخلع ملابسها . بنفس ترتيب ارتدائها عكسيا . "الكوتش " أولا و"البالطو" . الجوربين . "البانطلون " الأول والآخر. السروال...عارية تماما . لا تغلق باب الغرفة . السرير على حاله كما تركته . ملابس أختها موزعة على الأرض والكرسي . ترفع صوتها :
-هو أنا كل يوم لازم اشوف المنظر ده؟
تجد طعام نصف مجهز . لابد من بذل مجهود لتحضيره . تذكر وقت حضور أبيها . أو أخيها . عندها تتفاجيء بطعام مجهز تماما . يحتاج فقط للتسخين . إما سمك مقلي . تضعه فقط في طبق . وأرز في طبق آخر . وسلطة قد تكون متبقية منهم . أو فتة , وشوربة لسان عصفور, وملوخية,و دجاج مقلي بعد سلقه. كل شيء سهل غرفه . يدق قلبها فرحا . خاصة اذا حدث وعرضت أمها تحضير الطعام. الآن لابد من تحمير البطاطس , التي تعبت أمها في تقشيرها , وتقطيعها . وعمل سلطة للترفيه . وتسخين الخبز المثلج . والمكرونة . أو طعام آخر يكون مطبوخ في الثلاجة .
تأكل وحدها , وهي تنظر للتليفيزيون . تهاتف حبيبها , وهي تمضغ الطعام . تنظر للساعة . الثامنة مساءا. تحضر الكتب لعمل بطاقات الرسالة . ترقد على السرير . تضع مسندا وراء ظهرها . وبطانيتين على جسدها . تسند على وسادة قوية, تخص كنبة قديمة, تزوجت بها أمها . تكتب ما تختاره من هوامش . تنظر للساعة . الثانية عشرة مساءا . تغلق نور الغرفة . تتبول . تضع زجاجة مياه بجوار السرير .تعطي وجهها لباب الغرفة . لتنظر للساعة . ولباب الغرفة الاخرى الذي لا تنام فيها أمها . مغلق . تغمض عينيها . تفتحها مرات عدة , لتتأكد من إنغلاق الباب . تجدد جرس منبه المحمول على ساعته المحددة. تضعه بجوار رأسها . و.....



#سماح_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامنوا معنا ضد إفقار ال مصريين تضامنوا معنا لإلغاء تجارة ال ...
- عرض كتاب السيرة الهلالية لمحمد حسن عبد الحافظ
- لا ألم في حوض الماء
- بورترية لجسد محترق...أنة وجع من عفن الحياة المعاشة
- -العالم لنا- اشكاليات تجذر حركات مناهضة العولمة النيوليبرالي ...
- الحركة النسائية العالمية ..محاولة للاستلاب وتفريغ المضمون ال ...
- اروى صالح مناضلة احبطها العنت الذكوري
- في ظل تأريخ متشابك للحركة الشيوعية يضلل أكثر مما يكشف محاولة ...
- تنويعات ملل بشري
- الجهاز قصة قصيرة
- كل الهواجس حوله
- إشكالية المثقف في المجتمع
- يتحسس
- موت الاب الاخير
- خليل عبد الكريم مفكر ثوري
- الاخوان المسلمون البعد التاريخي
- سيد قطب مفكر الاخوان وملهم الجماعات
- بورتريه لالبير كامو
- الرحيل-قصة قصيرة
- قبض .... قصة قصيرة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - يوم عادي لفتاة ليست عادية بما يكفي