أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الأخلاق والدين














المزيد.....

الأخلاق والدين


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نسبية الأخلاق , واطلاقيات الدين , تحمل من المعاني امكانات أن يكون الدين ضعيفا , والحامل الأخلاقي قويا , والعكس ممكن آخر , أي دين قوي وأخلاق ضعيفة , وما بينهما يكمن اسمنت الحرية , والكرامة الإنسانية , فان كان الاسمنت فاسدا , فلا شيء يمكن له أن يلتحم , وحين ينعدم الرابط ألعلائقي , ينتفي فراغ الامكان بأسره للقضية ولمعكوس منطوقها , الأمر الذي يشبه قطارا يسير بلا سكة .
أو في الطلب البذيء , أو في المنقول المعقول : أرنا الله جهرا ؟
في الأخلاق بعض دين , وليس الدين كله , وفي الدين أخلاق ولكن ليس الأخلاق كلها , فمن الذي سيسعى نحو التقارب من الآخر؟ والصيغة مفتعلة مالم , يتضح الرابط , من نوع ضرورة التطور والتقدم , وبصيغة أقرب للواقع حتمية التغير , حيث لا ثابت مطلق إلا الله , الذي هو مصدر كل شيء , في التحليل النهائي , يوحي ويتحكم , ولكنه لا يتسلط من أجل أن يحكم .
الحرية وفقا لشريعة الله , كلية صحيحة , ولكنها غير معروفة عمليا , في الحياة الدنيا , والآخرة لله مطلقا , ومن هنا يعود الضوء المتراقص على المرايا الخلبية للظهور ثانية , ليخدع كل عطشان بلا مائية السراب .
ما لعمل ؟ بل ماهو الحل؟
لن تكون في قبري ولن أكون في قبرك , بل لن تستطيع الاالحكم بما ظهر لك مني , فماهو جواني عندي لا يعلمه إلا الله , فإذا استطعت المخادعة على طريقة المرايا الخلبية فقد تغفر لي والله لايغفرلي أبدا , والله اعلم , ولكني واثق جدا بأن كل استغفار لا يكون مغافلا لله رب العالمين , أو أن نعبد آلهة نصنعها من التمر واللبن , ومرة أخرى من العسل وخمر العنب , وبذلك نعود نحو مسالة تسيير قطار بلا سكة .
العقل حين يتفكر بدون فراغ , لابد له أن يتمازج ويتحد مع اسمنت الحرية والكرامة , بل مع الوجدان الخفي والسببي صانع الحياة التاريخية أو الاجتماعية .
حين لا نميز في الإنسان , بوضوح بين عقله الظاهر , ووجدانه الخفي , فكيف يمكن لنا أن نميز الفرق بين الأرض والسماء , بل مابين الإنسان والحيوان ؟
ينتمي الدين نسبيا لمنطق العقل , ويضيع ويختلط في منطق الوجدان عمليا , وغالبا ما يصادر أحدهما الآخر , في لعبة غامضة كمتاهة بلا حدود , ولذلك سيظل بغالبيته في ظلمة الاطلاقيات , ولن يختمر عجينه , لأنه معقم أصلا , ولايمكن له أن يكون مبكترا , أي بدون نماء لحظي , تجاوبي , لمتطلبات لحظية متغيرة باستمرار , وكثيفة للغاية , وهذا هو فضاء الله المعقد , والإنسانية تحلم علميا , أو تتمنى خلبيا , بوهم أو علم , أن تصل مرحلة الرقص على أنغام كون الله الواسع والفسيح الأرجاء وبلا حدود , لأن موسيقى كون الله حقيقة موحية في كل لحظة حياة تمر , ولا يغفل عن سماعها بحب إلا الوثني الجاحد .
الحيرة مصطنعة بالإرادة البشرية في كل عصر , ولكنها لن تكون كذلك في كل العصور , لوشاع فيها الضمير المعرف نسبيا , ورقصت على أنغام ذاتها هي , أولا , وهي الأقرب لمعطياتها الكونية , التي لا تتجلى نهائيا إلا لله وحده , ولا شراكة ممكنة في أي عصر بعينه , لانعدام التكافؤ , لحظة البحث عقليا .
انه ليس صراعا بين أرادتين , ولا بين عقلين , ففي الأمر إقحام بالغ , ولكن الحيرة الآنية الناجمة عن الأسئلة الملحة , وعدم الوثوق بالعلم الجمعي والوجدان الفردي , وتجاهل امكان أن تصنع الحرية الضمير اللائق , هو وحده المسئول عن التردي المستمر في متاهة الجمود الاطلاقي , وهو ما يشبه الأسلوب ( العلمي ) , عند إجراء البحث لتأكيد ( حقيقة ) مفترضة , بشكل سابق , مع إهمال الشك الاعتراضي , بل وامكان أن تظهر النتائج مباعدة وغير مقاربة على الإطلاق , وإشكالية عدم التوافق مع إمكانيات الواقع والمتخيل , حتى لوكان مسربلا بالصفة العلمية , بل من تناقضات ( أنا أريد ) , (وأنت تريد ) , فماذا سيحدث بعد ذلك ؟ , فهل سيكون العالم رهنا لما نريد , فالصدق اسمنت الحقيقة , والوعي المزيف موجود بل يسعى الى احتكار الحقيقة , حتى لوكانت خلبية , وبتحد صارم لمسالة , وماذا بعد ؟
المفردات العتيقة للغاية لازالت تفعل فعلها في المتاهة , أيهما أكبر , وأيهما أصغر , وهي تتحدث بشكل يبعث الخيبة واليأس , حتى من رحمة الله , ومابين ألشكوكي وا لوثوقي خيط رفيع كان قد انقطع لغياب الاسمنت ألعلائقي , حتى صارت المفردة المخطوطة بدماء العلماء , وهي : ( الله أعلم ) الضحية الأولى لصراع جيل معين , وماذا ؟ على حساب كل الأجيال ؟؟؟!.
احمد مصارع



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخرافة والأسطورة ؟
- الى من أحب
- بعيدا عن الرياضيات
- ليلة ليلاء
- وعي التحدي أم تحدي اللا وعي
- حمام والكلب الفرنساوي
- الحوار المتمدن حر , فلماذا يحار ؟
- السجن
- شعوب (ماع ماع ) , وحكام طغاة رعاع ؟
- الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟ - بقية
- الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟
- الشرق الشوفيني , يساري أم يميني ؟
- السيناريو السوري المتوسط ؟
- المفروض والمطلوب من إعلان دمشق ؟
- أمام : در ؟
- البحث عن غيلان ؟
- مطرود
- نخب اليانصيب
- السماء الجرداء بلا طيور
- الطيور


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الأخلاق والدين