أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد لزرق - تهافت السياسيين والجهل المبين.. توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين














المزيد.....

تهافت السياسيين والجهل المبين.. توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين


رشيد لزرق

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن دسترة مؤسسات الحكامة الجيدة يدخل في إطار تدعيم استقلاليتها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، بعيدا عن السياسات الحزبية أو لإيديولوجية الضيقة، دورها يكمن في الإدلاء بآراء مستقلة بشكل استشاري، وجعل سلطة التقرير للحكومة والبرلمان. إن اشتغال المجلس جاء بناءا على طلب من رئيس الحكومة الذي أحاله عليه وفق حالة الاستعجال، و تقليص مدة بلورة مشروع الرأي إلى شهر واحد بدل شهرين، طبقا لمقتضيات المادة 3 من القانون المتعلق بالمجلس. فإن القرارات الصادرة على المجلس تفتقد لعنصر الإلزام لأنها مجرد آراء، ووجهة نظر مصدرها أخصائيون في مجال محدد و لا تلزم الجهة، وهنا (رئيس الحكومة) الذي طلب الاستشارة، وبالتالي فآراء المجلس الأعلى للتربية إن كان لها من تأثير فلا يتجاوز التأثير المعنوي باعتبارها صدرت عن هيئة للنقاش بها ذوي خبرة و فاعلين نقابين في إطار إعمال المقاربة التشاركية داخل المجلس.

إثارة المسؤولية السياسية فيه تهافت، لان المسؤولية السياسية بإجماع الفقهاء هي تقرير مسؤولية الحكومة أمام البرلمان عن الأخطاء التي تقع منها أو من موظفين الذين يعملون تحت إشرافها أثناء أو بمناسبة تأديتهم لوظائفهم وبمقتضى السلطة التي تخولها لهم.

و عليه فان المسؤولية السياسية هي إذن أثر لا وسيلة، فلا تثار بشكل مستقل، وإنما على أثر من خلال الوسائل الرقابية التي يمكن أن تصل إلى حد حجب الثقة وتقديم ملتمس الرقابة، لإثارة المسؤولية السياسية.

و هذا الأمر غير مطروح هنا بتاتا لعدة أسباب لكون عمل المجلس جاء على ضوء توجيهات ملكية، إعداد الحكومة لهذا المشروع، خصوصا في الخطاب الملكي، ولاسیما بمناسبة افتتاح الدورة الخریفیة الحالیة للبرلمان، حیث دعا، “لإعادة النظر في منظور ومضمون الإصلاح، وفي المقاربات المعتمدة، وخاصة من خلال الانكباب على القضایا الجوهرية، التي سبق أن حددناها، في خطاب 20 غشت للسنة الماضیة.

وطرح الملك ضرورة ، إیجاد حل لإشكالیة لغات التدریس، وتجاوز الخلافات الإیدیولوجیة التي تعیق الإصلاح، واعتماد البرامج و المناھج الملائمة لمتطلبات التنمیة وسوق الشغل”، و بناءا على قرار السيد رئيس الحكومة الذي طلب استشارة المجلس بخصوص” الحكومة” مشروع قانون یقضي بتغییر وتیمیم القانون الصادر في 25 مايو 2000 المتعلق بالتعلیم العالي.

وعلى ضوء ذلك فان المجلس طلب تضمين التوصيات في موضوع “القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي”، الذي حظي بمداولات مستفيضة، أوصت في مجملها بضرورة تضمين مشروع هذا القانون كافة التوجهات والأهداف الأساسية لإصلاح المنظومة التربوية، في انسجام مع رافعات التغيير المتضمنة في الرؤية الاستراتيجية، مع استحضار نواظمها الثلاثة، الهادفة الى بناء مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء.

وعليه فان طلب مشروع القانون الإطار المتعلق بالتعليم جاء من طرف المجلس لكي يتضمن فيه توصيات التقرير الإستراتيجي، ليس فيه أي خرق للفصل 49 لأنه يدخل ضمن الأعمال التحضيرية، وبالتالي تفيد تنوير رأي رئيس الحكومة صاحب الطلب الذي تبقى له السلطة التقديرية في الأخذ به أو رفضه وليس في ذلك أي إخلال بالقانون لأن قراءتها ذات طابع استشاري و ليس تقريري. ثانيا ،حديث وهبي عن المسؤولية السياسية يعبر عن جهل فاضح بالقانون ومزايدة يمكن قبولها في السياسية لكن في القانون فلا ينعت إلا بالجهل الفاضح. ثالثا: من هنا الارتباط الوثيق بين المسئولية تكون بتفعيل القرار وحينها يمكن لوهبي المحامي و النائب البرلماني أن يرصد الأخطاء وحشد النصاب بإسقاط الحكومة بدل الحديث بدون معنى. إن المسؤولية السياسية تكون عن خطأ و الخطأ لا وجود له هنا اللهم إن كان بالنوايا، لأن التفعيل لم يتم أصلا و لازال الأمر مجرد رأي لأن الدور الأصلي لهيئات الحكامة هو إعطاء الآراء الاستشارية لا غير.



#رشيد_لزرق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الوزيران في المغرب و السؤال حول المجال الخاص و المجال ا ...
- لماذا الحاجة لانبعاث كثلة حداتية بالمغرب؟
- لقد ولى زمن الفانتازيا النخبوية
- الفعل الطلابي وصدمة التحديث
- العنف اللفظي والبؤس النخبوي في المشهد السياسي
- الاتحاد الاشتراكي وأسئلة - أولاد الشعب-
- الاتحاد الاشتراكي و البناء المتجدد
- الاختيار الحداثي الشعبي و التجدد الفقهي
- رسالة الى شيوخ التكفير الرد الفصيح لتهذيب أبي اللسان القبيح
- من أجل تحالف استراتجي بين الاتحاد والبام
- النخب العائلية و خطر المؤسساتي
- المخطط التشريعي والتأويل الأبوي للدستور
- البديل الحداثي في مواجهة الانتحار السياسي
- من اجل بديل حداثي .... لا للوصاية باسم الدين أو باسم العائلة
- المؤتمر التاسع من أجل اتحاد اشتراكي اجل المشروعية التاريخية ...
- من أجل ثورة ثقافية في المغرب على الحداثين أن يتحدوا ...
- الاتحاد الاشتراكي و مسؤولياته الحالية
- التنافي بين صفة النيابة و الوزارة بالمغرب على ضوء التجارب ال ...
- دعوة لعقد مناظرة حول موضوع الحرية، جواب الجيل الجديد حول الد ...
- مسار التحول الديمقراطي في المغرب و ليبيا على ضوء التجارب الد ...


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد لزرق - تهافت السياسيين والجهل المبين.. توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين