أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الشدادي عزالدين - منار التربية الاسلامية ،، أو معاداة الفلسفة














المزيد.....

منار التربية الاسلامية ،، أو معاداة الفلسفة


الشدادي عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 20:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منار التربية الاسلامية ،،، أو معاداة الفلسفة



إن مقياس الأمم يقاس بالفكر ، وبه تتقدم الحضارات الإنسانية وتزدهر الثقافات ، وباحترام الفكر تحترم العقائد والأديان ويعم التواصل والحوار بين الأمم والشعوب بحيث هذا الأخير وحده الكفيل بتحقيق سلام مشترك وأمن عام وحياة مشتركة يحترم بداخلها الفرد في منأى عن معتقده أو لونه أو جنسه .
من هذا المنطلق لعب التعليم الدور الريادي في تحقيق النهضة والرقي داخل الحضارات بشكله المباشر وغير المباشر ،فكان مساهما في تكوين الأفراد وتوجيهم فكريا وذلك عبر آليات اختيار المواضيع والأفكار وتنقيحها من كل شوائب الايدولوجيا أو الطائفية والعرقية التي قد تزرع نوعا من العنف تجاه المخالف والمغاير والنقيض باعتباره الحامل للشرور والآثام ، لذا اعتبر الحق في التعليم حقا شموليا وكليا يتجاوز حدود توفير مدارس ومعلمين وأقسام إلى اختيار مناهج وكتب تحترم الآخر المخالف فكريا وعلميا وعقديا ، وتبتعد كل البعد عن كل تحريض أو ترهيب .
في هذا المضمار نستحضر وبكل أسف ما تضمنته كتب منار التربية الاسلامية الموجهة لمستويات تلاميذ وتلميذات الجذوع والسنة الأولى من البكالوريا الذي شهد صدور تنقيحه الأخير جملة من الانتقادات كان أبرزها انتقاد الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة التي أصدرت بيانا استنكرت فيه وبشدة على هذا الجنب السلبي الذي يمس بالمادة تربويا وأخلاقيا في خرق سافر لمبادئ الدستور المغربي والميثاق الوطني للتربية والتكوين ومبادئ حقوق الإنسان والطفل كما صادق عليه المغرب دوليا ، وأدان ودعا في ذات البيان :
 التوجهات الرسمية للدولة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني مع تحميلهما المسؤولية التامة في الدفع بالبلاد إلى الفتنة والتطرف
 محاسبة المؤشرين على هذه الكتب المدرسية المتطرفة والتي لا تراعي منهاج مادة التربية الاسلامية الداعي إلى التسامح والوسطية
 دعوة الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني إلى الحسب الفوري لهذه الكتب من التداول المدرسي حفاظا على سلامة الجو المدرسي
 خوض أشكال احتجاجية تبدأ بحمل الشارة الحمراء وسط المؤسسات التعليمية والفصول الدراسية
وبعد قراءتنا لهذا الكتاب الذي أثار نقاشا حادا انخرطت فيه الآن مختلف الفعاليات الحقوقية ، وقفنا عند العديد من الملاحظات التي تشير بشكل مباشر إلى التوجه غير البريء لمثل هذه المضامين ، وقبل أن نتطرق إلى هذه المضامين نقف عند مقدمة الكتاب الموجهة إلى التلاميذ والتلميذات (صفحة 2) والداعية إلى :
 امتلاك رصيد معرفي في مجالات العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والعلوم الإنسانية والثقافية والحقوقية
 الإلمام بمكونات الثقافة العربية الاسلامية والانفتاح على مختلف الثقافات
 اكتساب القدرة على معرفة الذات المتشبعة بالقيم الاسلامية السمحة وقيم المواطنة وحقوق الإنسان وبلورة ذلك في علاقات مع الآخرين
وكذلك نقف عند ذلك التعارض الواقع بين ما جاء في مضامين هذه الكتب والتوجيهات التربوية للمادة (التربية الاسلامية ) في نقطة اختيارات وتوجهات في مجال القيم المستقاة من المرتكزات التابثة المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين المهني والتي حددها في ما يلي :
 قيم المواطنة وحقوق الإنسان ومبادئها الكونية
 اعتماد مبدأ التكامل والتنسيق بين مختلف أنواع المعارف وأشكال التعبير وبلورة علاقة قائمة على الانفتاح ومتشبعة بالقيم الاسلامية المتسامحة
وبعد قراءتنا لهذا الإصدار كمواطنين قبل أن نكون كمدرسين لمادة الفلسفة أثار انتباهنا العديد من المسائل المنهجية والتربوية والفكرية التي تجلت ملامحها في درس العقيدة (صفحة 80) المعنون ب " الإيمان والفلسفة " ، والتي يمكن رصدها كما يلي :
1. العنوان الحامل لنوع من التصنيف بين الإيمان وغير الإيمان والواضع للتمييز بين عنصري الإيمان والكفر
2. الأهداف التعليمية للدرس التي أشارت إلى التعارض والاختلاف بين الإيمان والفلسفة بدل ان تشير إلى ذلك التقاطع او اوجه الشبه والاختلاف بين الفلسفة والإيمان أو بين الملة الفاضلة والفلسفة
3. الاستشهاد بنص ابن تيمية (صفحة 80) الملقب بشيخ الاسلام الذي يشير إلى أن كل ما خالف خبر الرسول عليه الصلاة والسلام فهو باطل ، وقول كهذا فيه نوع من الدوغمائية والوثوقية العمياء
4. الحصيلة والاكتساب (صفحة 82) التي اعتبرت إنتاج الفكر الإنساني المخالف لما جاء به الإسلام عبارة عن افتراضات وتأملات ومن بين أنماط هذا الإنتاج الإنساني الفلسفة
5. الاستدلال بقول إبن الصلاح الشهرزوري العنيف تجاه الفلسفة والمنطق (صفحة 83 ) وهو قول وصف الفلسفة ب ( أس السفه والانحلال ، ومادة الحيرة والضلال ، ومثار الزيغ والزندقة ، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين ، ومن تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان ، واستحوذ عليه الشيطان ، وأظلم قلبه عن نبوة محمد "
وقول كهذا مصادرة لحق الإنسان في التفكير وإقصاء لما أنتجه العقل في مجال الفلسفة والمنطق من طرف فلاسفة أمثال ابن رشد والكندي والفارابي وابن طفيل ، كما أنه قول حامل لنوع من العنف المادي الداعي إلى تكفير المخالف في الفكر والمعرفة

إن كل ما ذكرناه القصد منه هو الوقوف عند طبيعة الأفكار الذي تضمنها هذا الكتاب الموجه للتلاميذ والتلميذات والذي يحمل في طياته فكرا متعصبا تجاه الآخر المخالف والمغاير مع اتهامه بأقدح الأوصاف مثل الزندقة والإلحاد والسفه والانحلال ،،،



#الشدادي_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم عالمي للفلسفة
- الديمقراطية ومأزق الممارسة
- الفلسفة والنشأة
- - الطقس والمعتقد -
- ~ تفكير في التفكير ~
- ملف الأساتذة المتدربين ...إلى أين ؟
- خميس أسود بوزرة بيضاء
- - كاد المعلم أن يكون مقتولا -
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- الفلسفة ومعيقات التفلسف
- على خطى زرادشت
- ضرورة الفلسفة
- محنة إبن رشد
- نيتشه وتلميذته
- نيتشه مرحا...
- الفلسفة درس في الوجود


المزيد.....




- البيت الأبيض: بايدن يؤكد للملك عبدالله على الدور الرئيسي للأ ...
- مقتل 5 عسكريين أتراك إثر اصطدام مروحيتين عسكريتين تركيتين.. ...
- بدون تعليق: نهب القصر الرئاسي لبشار الأسد
- بعد سقوط الأسد.. دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء للسوريين
- -الباستيل السوري- - حشود أمام سجن صيدنايا لمعرفة مصير ذويهم ...
- لأول مرة منذ 20 عاما - ميسي خارج تشكيلة العام للاعبين المحتر ...
- الخارجية الأمريكية: لم نقدم دعما لـ -هيئة تحرير الشام- للسيط ...
- حكومة انتقالية في سوريا.. وتحديات كبرى
- -وفا-: شهداء وجرحى في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال شمال قطاع ...
- العلماء يبتكرون مستشعرا حيا لمراقبة جودة ماء البحر


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الشدادي عزالدين - منار التربية الاسلامية ،، أو معاداة الفلسفة